أخبار عاجلة

التقارب المغربي والموريتاني يربك حسابات الجزائر و البوليساريو

أثار تدشين المغرب وموريتانيا لصفحة جديدة في التعاون غضب جبهة بوليساريو التي لم تخف مخاوفها من أن يتوّج التقارب بين الرباط ونواكشوط باعتراف رسمي بسيادة المغرب على صحرائه، ما من شأنه أن يوجه ضرب موجعة للجبهة الانفصالية التي فشلت طيلة الأعوام الماضية في إقناع موريتانيا بالتخلي عن حيادها الإيجابي إزاء القضية المغربية.

وتشهد العلاقات بين المغرب وموريتانيا زخما لافتا منذ الزيارة التي أداها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الشهر الماضي إلى الرباط ومباحثاته البنّاءة مع العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ورغم أن الغزواني زار المغرب حينها بهدف زيارة زوجته التي خضعت للعلاج في المملكة، فإن مصادر مغربية رفيعة أكدت أن قائدي البلدين اتفقا خلال اجتماعهما على إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، فضلا عن الاتفاق على الإعداد للجنة العليا المشتركة التي لم تجتمع منذ العام 2022.

وتقيم اتفاقية الربط الكهربائي المبرمة بين الرباط ونواكشوط خلال الأسبوع الجاري الدليل على أن البلدين يمضيان بثبات على طريق تعزيز التعاون، فيما توقعت مصادر مطلعة أن تشهد الفترة المقبلة توقيع المزيد من الاتفاقيات في مختلف القطاعات.

ويشير التقارب المتسارع بين البلدين إلى أن نواكشوط أدركت أن مصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية تستوجب تقوية العلاقات مع المغرب، لا سيما بعد أن رسخت المملكة مكانتها كقوة صاعدة في المنطقة تلعب دورا بارزا في بسط الاستقرار والتصدي لكافة المخاطر الأمنية.

وأفادت المصادر نفسها بأن المغرب وموريتانيا يعتزمان خلال الفترة المقبلة فتح معبر تجاري حدودي جديد عبر إقليم السمارة في الصحراء المغربية، في خطوة من شأنها أن تساهم في دفع مسيرة التنمية بالجهة كما ستؤدي إلى مزيد تعزيز مكانة الرباط كبوابة على أفريقيا.

ويأتي هذا المشروع في وقت لم يحقق فيه المعبر بين الجزائر وموريتانيا الذي دشنه الرئيس عبدالمجيد تبون مع نظيره الموريتاني خلال زيارته إلى الجزائر في فبراير/شباط 2024، أي فوائد اقتصادية وهو ما سبق أن توقعه العديد من الخبراء باعتبار أن أغلب المبادلات التجارية تتم عبر معبر الكركرات في الصحراء المغربية.

وأدى التعاون المتنامي بين موريتانيا والمغرب إلى إرباك بوليساريو التي وجهت على لسان البشير مصطفى السيد شقيق مؤسس الجبهة الانفصالية ومستشار زعيمها الحالي إبراهيم غالي تهديدات إلى نواكشوط.

وأقرّ البشير في رسالة تداولها نشطاء بوليساريو على مواقع التواصل الاجتماعي بصعوبة الوضع في الصراع المفتعل بشأن الصحراء المغربية، وفق موقع "الصحيفة".

واعتبر أن المملكة تسعى إلى حسم النزاع بالرهان على موريتانيا، متهما الرباط بالسعي إلى "توريط نواكشوط في حرب مع أشقاء اعتزلتها".

ونقل موقع "هيسبريس" المغربي عن المحلل السياسي سعيد بركنان قوله إن "تهديدات بوليساريو لموريتانيا تستند إلى منطق انفصالي لا يستوعب منطق الدولة المستقلة بقراراتها في حدودها السيادية".

وأضاف أن "قرار موريتانيا التقارب الاقتصادي مع المغرب يستند إلى معطيات واقعية تقول إن المملكة أصبحت محددا ومؤشرا مهما في المعادلة الاقتصادية في مستقبل المنطقة، وإلى حقيقة أن تطوير اقتصاد موريتانيا جزء من الرؤى الإستراتيجية التي لا تركن إلى صراعات سياسية بقدر ما ترتهن بمنطق رابح - رابح الذي أصبح المغرب يبني على أساسه علاقاته جنوب - جنوب".

وتنظر الجزائر بقلق إلى التقارب بين المغرب وموريتانيا، متوجسة من أن تنضم نواكشوط إلى قائمة الدول المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

غزاوي

مجرد تساؤل

من حاول قتل ابراهيم غالي ؟ سؤال موجه للبشير مصطفى السيد

غزاوي

إلى غزاوي المزيف.

إلى غزاوي المزيف. مجرد تساؤل. متى يجتمع الجبن والهوان !!!؟؟؟ عندما ينتحل شخص صفة غيره، في عجز تام عن إيجاد حتى إسم لنفسه. ذلك هو "غزاوي المزيف" صاحب التساؤل "من حاول قتل ابراهيم غالي ؟ سؤال موجه للبشير مصطفى السيد" لهذا نطلب من الجريدة المحترمة "algeriatimes"، أن تستبدل خانة "عنوان التعليق" بعنوان "البريد الإلكتروني" لصاحب التعليق، حتى تتمكن من كشف هؤلاء الجبناء والعجزة. وأنا بريء من تعليقه.

غزاوي

مجرد تساؤل.

مجرد تساؤل. كيف يُحول الكذب التباعد تقارب !!!؟؟؟ التمسك بالأوهام، لن يغني عن الحقيقة. كلا البلدين، الجزائر وموريتانيا، لا يمكنهما أن ينسيا أطماع المغرب في أراضيهما، لا سيما أنه دَسْتَرَ هذه الأطماع التوسعية بصراحة في الفصل 19 من دستور 1962و الفصل 42 من دستور2011 بما نصه: “الملك هو ضامن استقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقّة ” انتهى الاقتباس. واستعمل لفظ "الحقة" بدل لفظ "الدولية " أو لفظ "الرسمية". وبين حينة وأخرى يوعز لأحد بيادقه ليثير هذه الأطماع. كما فعل ذلك حميد شباط سنة 2013 و2016، والريسوني سنة 2022، وبهيجة السيمو سنة 2024. الخبير الموريتاني في شؤون الساحل والصحراء، الدكتور سليمان الشيخ حمدي قال ما نصه: "أن الموريتانيين في قراءتهم السياسية للموقف من الحرب في الصحراء الغربية باتوا مقتنعين بأن قيام دولة صحراوية تفصل بين موريتانيا والمغرب سيشكل سدا منيعا ضد الأطماع المغربية التوسعية... هذا الموقف يحظى بدعم غالبية الاتجاهات الشعبية والرسمية في موريتانيا " انتهى الاقتباس. في حواره مع الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة بُث على منصة “أثير” التابعة لشبكة “الجزيرة” القطرية قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ما نصه: "لا توجد إرادة سياسية، ولا حسن نية لدى السلطات المغربية" انتهى الاقتباس في مقال عن العلاقات الجزائرية الموريتانية نشرته "القدس العربي" يوم:19/01/2024، تحت عنوان: "ما السر وراء الاندفاعة القوية للعلاقات بين الجزائر وموريتانيا؟ "، جاء عن لسان الخبير الموريتاني في شؤون الساحل والصحراء محمد سالم اليعقوبي ما نصه: "أن يكون سعي المغرب لجذب دول الساحل الإفريقي إلى الواجهة الأطلسية التي أقامتها المغرب على ساحل الداخلة، والقفز على موريتانيا في هذا الشأن، سبباً جعل الحكومة الموريتانية تعي نيات المغرب تجاهها، وتتجه صوب الجزائر التي لا تريد إلا إقامة تعاون عادي متكافئ" انتهى الاقتباس وجاء فيه على لسان الدكتور ديدي السالك، رئيس المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية ما نصه: " موريتانيا فمصالحها الاقتصادية كثيرة مع الجزائر، لأن السوق الجزائرية سوق واعدة، وموريتانيا بحاجة لها سواء للتصدير أو للتوريد. فموريتانيا مهتمة بأن تكون لها علاقات متوازنة مع طرفي الصراع في المنطقة وهما المغرب والجزائر، وفي حالة ما إذا أرادت الانحياز لطرف، فالجزائر أقرب إليها وبخاصة بعد تفكك مجموعة دول الساحل الخمس". انتهى الاقتباس لتذكير بائعي الأوهام أن موريتانيا وقعت اتفاقية سلام مع جبهة البوليزاريو يوم: 05/08/1979، تبرأت بموجبها من اتفاقية مدريد، وانسحبت من وادي الذهب. وتعزز العلاقات مع الجبهة باعتراف موريتانيا بالجمهورية العربية الصحراوية يوم:27/02/1984. وقطع الشك باليقين الرئيس ولد الغزواني عندما نقلت عنه جريدة "هسبريس" يوم: 06/03/2020، ما نصه: “موقف موريتانيا من قضية الصحراء الغربية لم يتغير ولن يتغير وهو الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، لأنه موقف من ثوابت السياسة الخارجية للبلد، بغض النظر عن الحاكم أو التطورات الحاصلة في الملف”. انتهى الاقتباس والالتباس وردا على رسالة التهنئة التي بعث بها نظيره الصحراوي، قال رئيس الوزراء الموريتاني المختار ولد أجاي يوم:23/08/2024، بما نصه: "أكد لكم عزم موريتانيا تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. أن موريتانيا ملتزمة بتطبيق تعليمات رئيس الجمهورية الرامية إلى تعزيز أواصر الأخوة وتطوير التعاون والشراكة المثمرة بين الشعبين الشقيقين، وأعرب لكم عن أطيب التمنيات لكم وللشعب الصحراوي بنيل حقه في السلم والأمن والتقدم" انتهى الاقتباس كما يفند مزاعم المقال القرارات العقابية التي أتخذتها موريتانيا ضد المغرب. حيث رفعت الرسوم على المنتجات المغربية بـ 171%، وشددت شروط التأشيرة على الشاحنات المغربية، مما دفع المغرب إلى فتح خط بحري بينه وبين السنغال لتفادي العقوبات الموريتانية. وأكد متانة العلاقات بين البلدين رفض ولد الغزواني الرد عن رغبة الملك لزيارة موريتانيا التي عبر عنها الملك خلال مكالمة هاتفية بتاريخ:20 /11/2020. ورفض ولد الغزواني توجيه دعوة للملك لحضور المؤتمر القاري حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف، المنعقد بالعاصمة الموريتانية نواكشوط يوم:10/12/2024. ورفض ولد الغزواني دعوة الملك المشاركة في اجتماع الرباط حول المبادرة الأطلسية. وفي حفل تنصيبه لم ينس ولد الغزاوني بدعوة جاه إبراهيم غالي لحضور حفل التنصيب. وخلال ترأس ولد الغزواني رئاسة الإتحاد الإفريقي تم سحب الملف الليبي من المغرب.