تشهد الساحة الدولية تحركات مكثفة لكسر الجمود السياسي في ليبيا وبناء نهج موحد لتحقيق استقرار طويل المدى في البلاد، حيث من المقرر أن تعقد العاصمة البريطانية لندن الأربعاء اجتماعا لمجموعة العمل الدولية الخاصة بليبيا بمشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا ومصر وتركيا دون تمثيل ليبي.
وتتواصل الاجتماعات الدولية والإقليمية حول ليبيا، في ظل غياب توافق داخلي بين الأطراف المتنازعة يعكس تعقيدات الأزمة، من أجل البحث عن حلول تدعم استقرار البلاد على المدى الطويل الذي لن يتحقق الا بتشكيل حكومة جديدة موحدة تنهي الانقسام بين الشرق والغرب وتبسط نفوذها على كامل مناطق البلاد.
ويأتي هذا الاجتماع عقب مجموعة من لقاءات أخرى على مستوى عسكري، حيث استضافت تركيا اجتماع اللجنة العسكرية 5+5 في خطوة لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار، بينما استقبلت إيطاليا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لمناقشة تشكيل حكومة موحدة وإجراء الانتخابات.
وكان صالح قد شدد خلال لقائه نظيره الإيطالي لورينزو فونتانا على ضرورة تشكيل حكومة موحدة، قائلا "ليبيا في حاجة إلى حكومة جديدة موحدة مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
وكان وزراء خارجية مجموعة السبع، قد أكدوا في بيانهم الختامي الصادر الثلاثاء الماضي على إثر اجتماعهم الدوري في العاصمة الايطالية، على التزام بلدانهم بالحفاظ على سيادة ليبيا واستقرارها وسلامة أراضيها، مشيرين الى دعمهم الرد الإيجابي على طلب ليبيا المقدم إلى مجلس الأمن للحصول على مساعدة دولية لتعزيز التنسيق الأمني بين قوات الأمن الليبية في جميع أنحاء البلاد.
ودعت الدول السبع في البيان ذاته إلى "انسحاب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب دون تأخير"، قائلة "ندعم بقوة الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمسؤولة عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري منذ فترة طويلة لتيسير الحوار الهادف والشامل بين الأطراف الليبية من أجل عكس مسار التشرذم المؤسسي والمضي قدما نحو الاستقرار والأمن المستدام".
ونقل موقع اخبار شمال افريقيا تأكيد أستاذ العلوم السياسية حسن عبدالمولى على "أن اللقاءات الدولية تعكس تغييرات في السياسة الإقليمية، خاصة في ظل التقارب التركي المصري، حيث أظهرت تركيا وإيطاليا اهتماماً متزايداً بالتقارب مع معسكر خليفة حفتر في شرق البلاد، مشيرا الى أن هذه التحركات تهدف إلى تأمين مصالح هذه الدول في ليبيا"
ووفق المصدر ذاته لا يتوقع الصحافي عبدالله الكبير أن يسفر هذا الاجتماع عن قرارات حاسمة، بل سيكون بمثابة تشاور لتقييم الوضع في ليبيا ودعم جهود البعثة الأممية، لافتا إلى أن اجتماع لندن قد يعكس سياسات بريطانية وأوروبية تهدف إلى عزل روسيا، في وقت تواصل فيه موسكو تأثيرها على المشهد الليبي.
وفي وقت سابق، أكدت رئيسة البعثة الأممية بالوكالة ستيفاني خوري أن الوضع الراهن في ليبيا والمتواصل لفترة طويلة للغاية غير قابل للاستمرار، مشيرة إلى هشاشة الاستقرار والذي ينظر إليه في بعض الأحيان على أنه نتيجة للجمود السياسي.
وقالت خوري إن الوقت حان لإزالة التصور بأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعملان فقط على إدارة الأزمة في ليبيا وليس معالجتها، مضيفة أنها تنوي البناء على الإنجازات الإيجابية الأخيرة وتعزيز عملية سياسية شاملة في الأسابيع المقبلة تهدف إلى كسر الجمود السياسي ومعالجة محركات الصراع طويلة الأمد والمضي قدما نحو إجراء الانتخابات الوطنية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات