حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية اليوم الخميس من أنها ستثير حربا نووية إذا أرسلت قوات للقتال في أوكرانيا، قائلا إن موسكو تمتلك الأسلحة اللازمة لضرب أهداف في الغرب.
وكرر في كلمته أمام المشرعين وأعضاء آخرين من النخبة السياسية في البلاد اتهاماته للدول الغربية بأنها تسعى لإضعاف روسيا وأشار إلى أن زعماءها لا يدركون مدى خطورة تدخلهم فيما يصفه بشؤون بلاده الداخلية.
وقبل تحذيره، أشار إلى فكرة معينة طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين تقضي بإرسال قوات برية تابعة للدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، وهو اقتراح سرعان ما رفضته الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى.
وقال بوتين "يجب على الدول الغربية أن تدرك أنه لدينا أسلحة يمكنها ضرب أهداف على أراضيها. كل ما يحدث يهدد بنشوب حرب نووية وتدمير الحضارة. ألا يدركون ذلك؟".
وفي خطابه الذي ألقاه قبل الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 إلى 17 مارس/آذار، أشاد بما وصفها بالترسانة النووية الروسية المتطورة والتي تعد أكبر قوة نووية في العالم.
وقال إن "القوات النووية الاستراتيجية في حالة استعداد تام"، مشيرا إلى أن الجيل الجديد من الأسلحة النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي تحدث عنها لأول مرة في عام 2018 إما نُشرت بالفعل أو تم الانتهاء من مرحلة تطويرها واختبارها.
واقترح بوتين، الذي بدا عليه الغضب، على الساسة الغربيين أن يتذكروا مصير أشخاص مثل أدولف هتلر زعيم ألمانيا النازية ونابليون بونابرت الفرنسي اللذين فشلت محاولاتهما لغزو روسيا في الماضي.
وأضاف "لكن الآن، ستكون العواقب وخيمة... يعتقدون أن الحرب رسوم متحركة". واتهم الساسة الغربيين بنسيان ما تعنيه الحرب الحقيقية لأنهم لم يواجهوا التحديات الأمنية نفسها التي واجهت الروس في العقود الثلاثة الماضية.
ونددت الولايات المتحدة اليوم الخميس بتحذيرات بوتين بشأن خطر نشوب حرب نووية، ووصفتها بأنها "غير مسؤولة"، لكنها قالت إنه لا يوجد ما يشير إلى وجود تهديد وشيك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين "هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها خطابا غير مسؤول من فلاديمير بوتين. لا يمكن لزعيم دولة مسلحة نوويا أن يتحدث بهذه الطريقة".
وتسببت الحرب في أوكرانيا في أسوأ أزمة في العلاقات بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وتحدث بوتين سابقا عن خطورة المواجهة المباشرة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، لكن حديثه عن حرب نووية اليوم الخميس يعد واحدا من أكثر تحذيراته صراحة.
وفي سياق متصل قالت روسيا الأربعاء إنها ستتخذ إجراءات عسكرية وفنية وإجراءات مضادة أخرى لم تحددها لحماية نفسها بعد انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي في خطوة وصفتها بأنها عدائية وخاطئة.
وأزيلت آخر عقبة في طريق انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي الاثنين بعدما وافق البرلمان المجري على انضمامها.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "سنراقب عن كثب ما ستفعله السويد في التكتل العسكري العدائي وطريقة ممارستها للعضوية عمليا... وعلى هذا الأساس، سنرد بخطوات انتقامية ذات طبيعة عسكرية وفنية إلى جانب خطوات أخرى"، مضيفة أن "تحرك السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يؤجج التوتر ويثير النزعة العسكرية".
تعليقات الزوار
لا تعليقات