وجه وزير الخارجية التونسي نبيل عمار انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي بسبب التدخل في شؤون تونس وفيما يتعلق بعدم التزام أوروبا باتفاق الشراكة مثمنا موقف اسبانيا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية حيث اعتبرت تصريحات الوزير الأكثر قوة وصرامة منذ توليه للمنصب.
وفي حوار مع وكالة الانباء الاسبانية الرسمية قال عمار أن اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي خلق بعد اسابيع من توقيعه مشاكل داخل مؤسسات الاتحاد على غرار البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
وشدد على ان تونس ما تزال ملتزمة بتنفيذ بنود الاتفاق كاملة دون تغيير لكن دون ضغوط أو فرض شروط معينة قائلا ان الاتحاد الأوروبي تلقى الرسالة الصارمة و الواضحة لتونس بضرورة التعامل معها الند للند إضافة الى عدم استفزازها وفق ما أكدته إذاعة موزاييك المحلية.
وفي يوليو/تموز الماضي وقعت تونس والاتحاد الأوروبي اليوم الأحد اتفاق شراكة استراتيجية يهدف إلى مكافحة الهجرة إثر لقاء الوفد الأوروبي المكوّن من رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ونظيرها الهولندي مارك روته مع الرئيس التونسي قيس سعيد.
وستحصل تونس على مساعدة مالية طويلة الأمد بقيمة900  مليون يورو ومساعدة إضافية بقيمة 150 مليون يتم ضخها "فورا" في الميزانية لكن الجانب التونسي انتقد عدم ايفاء الاتحاد الأوروبي بالتزاماته.
كما انتقد وزير الخارجية التونسي ما وصفها بالتدخلات غير المقبولة من قبل بعض النواب الأوروبيين ورغبتهم في أداء زيارة تقييم لتونس مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي متسائلا " هل ترغب الدول الأوروبية في ان ترسل تونس ملاحين للديمقراطية في دول ذات سيادة في الاتحاد الأوروبي".
وليست هذه المرة التي ينتقد فيها المسؤول التونسي التدخلات الأوروبية والغربية امتثالا لموقف الرئيس قيس سعيد الرافض لانتهاك السيادة الوطنية.
واتهم عمار الاتحاد الأوروبي بالشعور بعقدة التفوق وانه يعتبر نفسه نموذجا يجب الاحتذاء به رغم انه اقلية في العالم.
واكد ان الأوروبيين يدعون حماية القيم الكونية وانه نموذج يحتذى به لكنه يسكت عما يحصل في قطاع غزة وهو امر يثير كثيرا من التساؤلات مشددا على ان الحرب في القطاع احد الاضرار الجانبية للنموذج الذي تطرحه الدوائر الأوروبية والغربية وكشف اخلالات في المنظومة القضائية على المستوى الدولي.
وشدد على ان تونس تطالب بعلاقات متكافئة بين ضفتي المتوسط لمواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية لأننا في نفس المركب مشيرا الى فرص التعاون في مجالات عديدة مثل الطاقة والتبادل التجاري على قاعدة الند للند.
وطالب وزير الخارجية التونسي بالتحلي بشجاعة إسبانيا عندما أعلنت موقفها الرافض لجرائم الجيش الاسرائيلي واستمراره في تقتيل المدنيين في قطاع غزة.
وثمن نبيل عمار تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الذي أدان قتل المدنيين وطالب بالاعتراف بسيادة الدولة الفلسطينية خلال زيارته مؤخرا إلى معبر رفح من الجانب المصري.
وكانت إسرائيل قد انتقدت موقف سانشيز فيما استدعت وزارة الخارجية السفير الاسباني لتوبيخه.