أثار توجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى الشعب المغربي، ودعوته الجماهير والقوى الاسلامية والوطنية لمخاطبة قيادة البلد لقطع العلاقات ووقف التطبيع مع إسرائيل، غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي واستهجانا لتجاوزه حدود اللباقة والاحترام للمغاربة في مخالفة للأعراف المعمول بها وفي تدخل فاضح في السيادة المغربية.

وجاء حديث مشعل المقيم في قطر، خلال مشاركته عبر تقنية "الفيديو مباشر"، في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني ودعما للمقاومة في قطاع غزة، نظمته حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية الأحد.

ووجدت حركة التوحيد والإصلاح نفسها في موقف محرج، بعد أن سمح مشعل المقيم في الدوحة لنفسه بتوجيه أوامر ودعوات إلى المغاربة ما اعتبر تحريضا للتمرد على الدولة لوقف العلاقات مع اسرائيل بغية نصرة سكان غزة.

وكان حزب العدالة والتنمية استضاف السفير الفلسطيني ولم يستضف قيادات من حماس في خطوة فسرت على أنها محاولة لعدم الظهور كمن يخالف توجه الدولة المغربية باعتبار السلطة الفلسطينية ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني، بينما نظم المهرجان الخطابي الذي استضاف مشعل ذراعه الدعوي في اليوم ذاته وفي توقيت متقارب دون أن يتضح ما إذا كان الأمر منسقا أو أنه يعكس خلافا بين قيادتيهما.

وتفاعل الناشطون المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي مع هاشتاغ #المغاربة_لا_يخاطبهم_إلا_ملكهم، تعبيرا منهم عن رفض تدخل المسؤول بحركة حماس في السياسة الخارجية للمملكة ورفضا لأي إملاءات خارجية مؤكدين أن العاهل المغربي محمد الخامس هو الوحيد الذي يحق له مخاطبة شعبه، داعين مشعل إلى انتقاد السياسة التركية في هذا الجانب كونها كانت سباقة للتطبيع.
وأكدوا أن المغرب بقيادة الملك محمد السادس قطع العلاقات مع إسرائيل سنة 2000 كقرار سيادي وعادت العلاقات بقرار سيادي واليوم في حال تم اتخاذ القرار سيكون بقرار سيادي مع مراعاة مصالح المغرب العليا ونصرة قضايا العالم العادلة بما تراه الدولة مناسباً وليس كما يراه تجار القضية الذين يعيشون في رفاهية بين قطر وتركيا فيما سكان غزة تحت القصف.
كما تضامن ناشطون عرب مع المغاربة محذرين من زرع الفتنة بين الشعب والقيادة المغربية، وجاء في مقطع لناشط إماراتي:

وأكد متابعون أن المملكة المغربية تتعاطف مع قضية فلسطين العادلة وحقهم في وطن يكفل لهم العيش بكرامة، لكنهم لا يقبلون اللغة التي تكلم بها مشعل:

وذكر نشطاء بانتفاضة المغاربة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب توجيهه رسالة مباشرة للشعب المغربي دون المرور عبر القنوات الرسمية، دفاعا عن السيادة الوطنية في وهو ما لم يعيه جيدا مشعل.

واعتبروا أن ما أقدم عليه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عبر حركة التوحيد والإصلاح مدان، وكان عليه توجيه نفس الرسالة إلى الأتراك الذين أصبحت علاقاتهم مع إسرائيل متينة في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان أحد الداعمين الكبار لحركة حماس.

ورأى العديد من المتابعين أن خطاب مشعل للشعب المغربي بشكل مباشر لمعارضة ملك البلاد، إنما هو خطاب ‫إيراني على لسانه. واستغلال حب المغاربة للقضية الفلسطينية بهدف زعزعة الأمن وبأيادٍ مغربية، بعد أن فشل تخريب المغرب عبر ما يسمى بالربيع العربي.

وقال ناشط:

وكان مشعل قد طرح في كلمته، إملاءات على المغاربة لنصرة القضية الفلسطينية أولها دعوة الجماهير والقوى الاسلامية والوطنية وكل الاتجاهات الفكرية والسياسية أن تخاطب قيادة البلد لقطع العلاقات ووقف التطبيع مع إسرائيل وطرد السفير.

واعتبر مشعل أن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل كان خارج السياق الطبيعي لدولة محترمة كالمغرب ووقفه سيكون نصرة حقيقية للفلسطينيين وضغطا على الاحتلال والدول الداعمة له.

ودعا مشعل المغاربة إلى الخروج للميادين وتنفيذ اعتصامات ومسيرات في كل وقت وحين لا أن تكون موسمية.

ولم يكتفي بذلك بل تحدث عن ضرورة دعم سكان غزة بالمال والإغاثة، حيث دعا المغاربة الى تقديم المساعدات الإغاثية برا وبحرا حتى وإن رفضت إسرائيل ذلك.  ودعا إلى خوض معركة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة على وسائل الإعلام، وحراك سياسي مغربي نظرا لتأثير الرباط إضافة إلى الجهاد والقتال كما فعل المخترع التونسي الزواري مصنع طائرة درون التي يستخدمها مقاتلو حركة حماس في حربهم ضد إسرائيل.

ورفض المغاربة هذه الدعوات، وجاءت غالبية التعليقات بإدانة طرح مشعل وغيره من قيادات حماس الذين يملون على الشعوب ما يحب أن يفعلوا، ونسي هؤلاء انهم عندما قرروا الهجوم على اسرائيل أخذوا الاذن من إيران ولم يكلف أنفسهم حساب العواقب وضحوا بأطفال ونساء ومرضى غزة.