أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس تعليمات بإرسال مساعدة إنسانية عاجلة للفلسطينيين، وفق ما أكد بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية أوضحت فيه أن هذه المساعدات تشمل كميات مهمة من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والمياه.

ووفق المصدر ذاته سيتم تحديد آليات إرسال هذه المساعدة العاجلة بتنسيق مع السلطات المصرية والفلسطينية، فيما يندرج القرار الملكي ضمن التزام العاهل المغربي الثابت لصالح القضية الفلسطينية.

ويأتي القرار الملكي في سياق المد الإنساني والتضامني مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لهجمات إسرائيلية تستهدف مدن وبلدات الضفة الغربية وقطاع غزة بعد عملية مباغتة نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول خلفت نحو 1400 قتيل بين الإسرائيليين، فيما قتل من الفلسطينيين في الرد الإسرائيلي أكثر من 4 آلاف شخص.

وأدان المغرب الذي استأنف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل في العام 2020 ضمن اتفاقيات ابراهام للسلام التي شملت دولة الإمارات ومملكة البحرين، الهجمات الإسرائيلية وحث على ضبط النفس وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية والاغاثية.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد مثل الملك محمد السادس في أعمال قمة السلام الدولية التي استضافتها القاهرة يوم السبت الماضي.

وجدد خلال القمة التأكيد على موقف المملكة الثابت وتشبثها بخيار السلام وأهمية تحقيق الاستقرار والرخاء والازدهار لجميع الشعوب، معلنا في الكلمة التي تلاها نيابة عن العاهل المغربي "استعداد المغرب وبالتنسيق مع جميع الشركاء للانخراط في تعبئة دولية من أجل وضع حد للوضع المأساوي والخطير في غزة".

وقال إن "المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، تتمنى أن تبعث هذه القمة (قمة القاهرة) بخمس رسائل رئيسية للمجتمع الدولي، أولها الدعوة إلى خفض التصعيد وإلى حقن الدماء ووقف الاعتداءات العسكرية وتجنيب المنطقة ويلات الصراع الذي قد يقضي على ما تبقى من فرص وآمال السلام والاستقرار".

كما شدد على ضرورة حماية المدنيين وعدم استهدافهم التزاما بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة، مضيفا في حديثه أن الرسالة الثالثة تتمثل في الحاجة الملحة بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وانسيابية وبكمية كافية لسكان قطاع غزة.

كما أعلن بوريطة رفض المغرب كل الحلول والأفكار الهادفة إلى تهجير أو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم وتهديد الأمن القومي للدول المجاورة.

وخلص في كلمته إلى التأكيد على أن الرسالة الثالثة التي يوجهها المغرب هي الحاجة الملحة إلى إطلاق عملية سلام حقيقية تفضي إلى حل الدولتين: دولة فلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

وشددت المملكة مرارا على التزامها بالحقوق الفلسطينية، موضحة أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد نحو عقدين من القطيعة لن يؤثر على هذا الالتزام. كما شددت على أن السلام خيارها الثابت.