شهدت أسعارُ بعض أنواع الخضروات والفواكه و بعض أنواع اللحوم، ارتفاعا ملحوظا إن لم نقل “صاروخيا”، كما يصفه بعض المواطنين في مناطق مختلفة من المغرب منذ بداية شهر فبراير الحالي، حيث ناهز سعر اللحوم الحمراء مثلا 100 درهم للكيلوغرام الواحد، بينما وصلت أثمنة الدجاج حوالي 20 درهما للكيلوغرام، فيما ارتفعت أسعار الطماطم إلى ما يناهز 15 درهم للكيلوغرام.
وفي محاولة من الحكومة التفاعل مع “آهات” المواطنين، حاولت التدخل من أجل مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وحماية القدرة الشرائية للمواطن، وذلك عبر جملة من التدابير من بينها التشديد على ضرورة تعزيز عملية المراقبة الميدانية لأسعار المواد الغذائية، والتصدي لكل أشكال المضاربة والإحتكار غير المشروع ومختلف الممارسات غير المشروعة، مع اتخاذ ما يلزم من عقوبات في حالة ثبوت تجاوزات للقوانين المعمول بها في مجال الأسعار والمعاملات التجارية و حماية المستهلك.
لجان مراقبة الأسعار التي فعلتها الحكومة لموجهة غلاء أسعار بعض الخضر والفواكه والمواد الأساسية في الأسواق و عند البقال الصغير في “الحومة”، يعيد إلى الأذهان كيف تعاملت الحكومة ذاتها مع ارتفاع أسعار المحروقات الذي ما يزال مستمرا، حيث نهجت الحكومة سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال خوفا.
فمن الطبيعي أمام “حماسة” الحكومة لإعادة تفعيل لجان مراقبة الأسعار لمراقبة “البقالة الصغار”، أن يتساءل المواطن عن عدم اتخاذ الحكومة هذا الإجراء مثلا ضد شركات المحروقات و محطات التوزيع لهذه المادة، من خلال تكوين لجان تسهر على مراقبة الأسعار في كل شركة و محطة على حدة.
الحكومة لم تقم بهذا الإجراء ضد محطات و شركات توزيع المحروقات لوجود ” لوبي متحكم هو من يتحكم في العملية”، وفق المحلل الإقتصادي؛ رشيد ساري، الذي يؤكد أنه إلى حدود اليوم لم يتم تفعيل ما جاء في تقرير مجلس المنافسة بخصوص ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب.
“لا نعلم بأي منطق تتم الزيادة في أسعار المحروقات في المغرب أو تخفيضها”، يسترسل ساري في تصريح للجريدة الرقمية “آشكاين”، مستدركا “لا نعلم أصلا هل هناك منطق لدى هذه الحكومة في تحديد أسعار المحروقات في البلاد أم لا، وأظن أن الجواب هو لا، بحيث إنه إذا كان هناك منطق فكيف نجد فرقا شاسعا بين أسعار محطة و أخرى و شركة أخرى”.
الأكيد والواضح بحسب المحلل الإقتصادي إلى حدود الآن، هو أنه “ليست هناك مراقبة صارمة لهذا القطاع”، مبرزا أن دليله في ذلك هو أن “أرباح شركات المحروقات في المغرب ارتفعت مجددا خلال هذه الأسابيع الأولى من السنة الجارية بشكل كبير جدا، بل إن حجم الأرباح أصبح سابقة في تاريخ هذه الشركات بسبب عدم مراقبتها”.
و خلص ساري، إلى التأكيد على أن “الضحية في هذا الوضع الذي تصر فيه الحكومة على مراقبة التجار “الصغار” وتغض الطرف عن الشركات الكبرى في مجال المحروقات، هو المواطن البسيط و بعض الشركات الصغيرة و المتوسطة”، مبرزا أن “الحكومة لا تخسر شيئا لأنها لا تدعم قطاع المحروقات”، وفق المتحدث.
تعليقات الزوار
اسعار
يراقبون اسعار مول الزريعة وكرام والبوبوش و يتجاهلون الشركات والمضاربات والتخزين الذين يغتمون الفرص لتحقيق ارباح خيالية البنزين الكازوال ارهق جيوب المغاربة اتقوا الله
اسالوا الاخرين
كان على المعارضة البرلمانية ان تقرر انشاء لجنة المراقبة للنحروقات يوم قرر رئيس الحكومة السابق السيد بنكيران رفع الدعم عن المحرؤوقات حينها كان لزاما على البرلمان المغربي القيام بالواجب اما و قد رفع الدعم عن المحروقات فلم يعود للبرلمان حق التدخل في مراقبة اسعار المحروقات التي كان بنكيران سبب في ارتفاع اثمانها
مقال التغليط
كاتب المقال، إما يجهل كل شيء عن المغرب، و إما يروم تمرير خطاب معارض للحكومة باللعب على بعد المفردات. لا احد يمكن ان ينكر موجة الغلاء التي يعيشها المغرب، مثله مثل جميع دول العالم. إذا اسثتنينا المواد المدعمة التي بقيت اثمانها مستقرة في حدود ما قررته الحكومة، فان باقي المواد اسعارها هي نتاج تفاعل العرض و الطلب مع مراعاة تكلفة انتاجها. اقتصاد المغرب معروف بانه اقتصاد السوق، و لا شان للحكومة فيه. لجان المراقبة دورها ليس في تحديد الاسعار و انما في مراقبة الفواتير و تواريخ الصلاحية للمنتوجات. اما عن اسعار المحروقات فهي تتاثر بالسوق الدولية، علما ان المغرب يستورد النفط المكرر و لا علاقة له بسوق النفط الخام. ما يقع هو عدم وضوح اثار المنافسة بين الشركات العاملة في القطاع، حيث نشهد فروقات منخفضة بين الاسعار المعلنة عند كل محطة توزيع، في هاته الحالة ليست الحكومة من عليها التدخل بقدر ما هي من مسئولية مجلس المنافسة، هو مؤسسة من مؤسسات الحكامة التي أنشئت بموجب دستور 2011. اما فيما يخص اسعار الخضر و الفواكه، فرغم ان المغرب بلد فلاحي بامتياز، لكن الجفاف الذي عمر لاكثر من اربع سنوات، قلص الثروة المائية الى ادنى مستوى، مما فرض تقليص المساحات المزروعة، اضف الى ذلك موجة البرد الشديد التي حدت من نمو النباتات و اوقفت نضج الخضروات ، مما خفض من مردودية الضيعات، و لا ننسى الفيروس الذي اصاب كثير من الضيعات مما اجبرها من اتلاف زراعتها، كل هاته العوامل خلقت نذرة في السوق امام الطلب المعهود، مما عجل من ارتفاع الاسعار. و هنا لا يمكن للدولة و لا للحكومة ان تفعل اي شيء. كما انها ليست مسئولة عن تفاعلات السوق