أخبار عاجلة

لهذه الأسباب فوز ماكرون انتصار للجزائر الجديدة

كشفت صحيفة لندنية أن فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعهدة رئاسية ثانية يعتبر انتصارا للجزائر، في ظل وجود المنافسة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

وحسب الجريدة، فإنه على الرغم من خيبة الأمل التي خلفتها الولاية الرئاسية الأولى لماكرون في نفس الحكومة الجزائرية، بالنظر إلى الخلافات بين البلدين في عدة قضايا وملفات، إلا أن ذلك لم يغير من حقيقة أن فوز زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، برئاسة فرنسا يمثل أسوأ احتمال يمكن تخيله بالنسبة للجزائريين.
وترى أن الجزائر تملك أكبر جالية في فرنسا، جزء منها يحق له التصويت، أو ما يعادل نحو
1.2 مليون ناخب، وهي كتلة تصويتية لا يستهان بها.
وجاءت زيارة وزير الخارجية الفرنسية الثانية والمفاجئة إلى الجزائر، بعد 
4 أيام من انتخابات الجولة الأولى للرئاسيات الفرنسية وقبيل 10 أيام من الجولة الثانية، كانت حمالة لعدة ملفات، ليس من المستبعد أن يكون دعم ماكرون ضد لوبان، إحدى المسائل التي تم بحثها.
وتجلى ذلك من خلال دعوة عميد مسجد باريس الكبير، بعد هذه الزيارة، المسلمين للتصويت لصالح ماكرون ضد لوبان.

و إن كانت الولاية الرئاسية الأولى لماكرون، مرتبطة بعدة التزامات وضغوط اليمين المتطرف الذي تتزايد شعبيته، فإن فوزه بولاية رئاسية ثانية وغير قابلة للتجديد تجعله متحررا من الضغوط الانتخابية، التي قد تكون أحد أسباب تهجمه على تاريخ الجزائر.
ففي الوقت الذي كان من المنتظر أن يعلن ماكرون، اعتذاره عن الجرائم الاستعمارية التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر، خاصة وأنه وصف الاستعمار بأنه 
جريمة ضد الإنسانية خلال حملته الانتخابية في 2017، إلا أنه تراجع تحت ضغط لوبي اليمين المتطرف.
واكتفى ماكرون في ولايته الأولى ببضع خطوات رمزية، على غرار فتح جزئي للأرشيف الجزائري في الحقبة الاستعمارية، وإدانته 
لجرائم لا مبرر لها للجمهورية عند إحيائه للذكرى الستين لقتل الشرطة الفرنسية متظاهرين جزائريين في باريس في 17 أكتوبر 1961.
وترجح الجريدة، أنه وفي ولايته الثانية، يمكن لماكرون أن يتخذ خطوات أكثر شجاعة في ملف الذاكرة مع الجزائر، وذلك لن يكون إلا باعترافه باسم الجمهورية الفرنسية عن جرائم استعمار بلاده للجزائر طيلة
132 سنة.
وهذا ما لمح له الرئيس عبد المجيد تبون في رسالة التهنئة لماكرون، عندما قال
: أقدِّر أهمية الفرصة التاريخية الـمتاحة لنا لاستشراف المستقبل، والتكفل بطموحاتنا بشجاعة ومسؤولية.
فلا يمكن للشراكة الاستراتيجية بين الطرفين أن تتمتن إلا بعد 
معالجة جراح الذاكرة بشجاعة.
ومن خلال رسالة الرئيس تبون لماكرون بعد فوزه بالعهدة الثانية، تبرز الجريدة اللندنية أن أحد الأسباب التي تدفع الجزائر للمسارعة في رأب صدع العلاقات مع فرنسا، هو انفجار الأزمة مع إسبانيا، عقب إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، دعمه للمخزن المغربي في القضية الصحراوية.
واستدعت الجزائر سفيرها لدى مدريد، للتشاور احتجاجا على الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء، كما قررت رفع أسعار الغاز الطبيعي المصدر إليها دون غيرها من بقية زبائنها، ومن المرتقب أن تفرض مزيدا من العقوبات على غرار تقليص وارداتها من اللحوم من إسبانيا، وتجميد تعاونها مع مدريد فيما يتعلق بالهجرة.
وحسب الجريدة، فإن هذا الوضع يفرض على الجزائر عدم فتح جبهتين في الوقت نفسه مع دولتين أوروبيتين مهمتين في الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وسارعت إلى تخفيف الضغط على الجبهة الفرنسية بل وزيادة التنسيق معها، بالموازاة مع تصعيد الضغوط على الجبهة الإسبانية.
وأثار توقيع الجزائر على اتفاق مع إيطاليا لرفع حجم صادراتها الغازية من 
21 مليار متر مكعب سنويا، إلى 30 مليار متر مكعب في أفاق 2023  2024، فرنسا التي عجلت بإرسال لودريان إلى الجزائر، في 14 أفريل، لضمان حصتها من الغاز الجزائري، إلى جانب بحث ملفات عديدة مشتركة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات