إن الحراك الشعبي في الجزائر الذي قام في 22 فبراير 2019 وجد نفسه ليس أمام سلطة عسكرية عادية زكراكيز من الشياتة المدنيين ، بل وجد نفسه أمام أخطبوط سرطاني لسلالة قديمة من مافيا جنرالات فرنسا متمسكة بالسلطة في الجزائر طيلة 188 سنة ، لدرجة استعدادها للقتل من أجل الاستمرار في السلطة ، وهذا أمر غير طبيعي ، ألم يقتلوا القايد صالح بعد أن نَـفَّـذَ كل الحِيَلِ والخُـدَعِ والأساليب التي لا تخطر على بال أحد ، وإلا لكان الأمر عاديا : خروج الشعب بالملايين واستمراره لمدة سنة وهو يخرج ويطلق شعارات مزلزلة للسلطة الحاكمة ظاهريا ، لكن بدون جدوى ، مثلا بنعلي في تونس التي يبتعد فيها الجيش عن السلطة ، فقد تنازل بنعلي عن الحم بعد اشتداد الخناق عليه ، أما في الجزائر فقد اشتد الخناق على الحِرَاك لأنه وجد دولة قوية جدا هي التي تحمي كراكيز حكام الجزائر في الواجهة وهي دولة الاستعمار الذي حكم الجزائر 130 سنة ، ولا يزال يحكمهم هذا الاستعمار إلى اليوم وسيبقى إلى يوم القيامة لأن لدولة الاستعمار الفرنسي جذورا لن يسهل اقتلاعها وهي التي لا تزال تحكم الجزائر ولو بعد 58 سنة من أكذوبة الاستقلال الملغوم ، تحكم فرنسا الجزائر بواسطة جيشها الذي كانت به تستعمر الجزائر ، لكن هذه المرة تحكم الجزائر بواسطة سلالة من مافيا جنرالات فرنسا متجذرون في مفاصيل عموم الجزائر ، فماذا حصل ؟؟؟
أولا : الشعب اليوم ينادي ( مدنية لا عسكرية ) و فضيحة شنقريحة الذي يتدخل في صياغة الدستور الجديد:
من المعلوم أن أي ( دستور ) في العالم هو خاص بدولة مدنية والدستور يعنى وثيقة لتنظيم كل ما له علاقة بالتدبير العام لسياسة الدولة المدنية وأكرر الدولة المدنية التي تتحكم دستوريا في كل المؤسسات بما فيها مؤسسة الجيش وليس العكس كما في الجزائر التي يحكمها العسكر الذي يضع الشعب الجزائري ودستوره الشكلي تحت صباطه ، ومن العبث الفكري والسياسي أن يتدخل العسكر بكل وقاحة وقلة أدب وانعدام تربية في صياغة أي مشروع دستوري في أي دولة حتى ولو كانت فيها مجرد رائحة الديمقراطية الشكلية ، أما إن كانت دولة عسكرية 100 % مثل الجزائر فمن المُخْجِلِ أن تتحدث السلطة العسكرية و ( المدنية ) فيها عن شيء اسمه الدستور ، فالجيش لا يتدخل في الشأن الدستوري لأنه شأن مدني 100 % ، احتراما لهذا الدستور نفسه ، واحتراما للدولة التي فيها شعرة من الإحساس بالكرامة واحترام الذات .... هذا ما يجري في بقية دول العالم التي تحترم نفسها ودستورها ، إلا في الجزائر فالعكس هو الصحيح لأنه البلد الذي تحكمه مافيا الجنرالات تحتقر الشعب الجزائري و تقرر فيه مافيا الجنرالات ما تريد ، وتغتنم كل فرصة لتتحدى إرادة الشعب وحِرَاكَهُ ضدها و تدفع عساكرها ليتدخل في مشروع الدستور الجديد بين قوسين !!!!....وقد جاءت فضيحة الجيش الجزائري هذه في وكالة الأنباء الجزائرية التي نشرت التطاول العسكري على اختصاصات مدنية صرفة من طرف الجيش الحاكم حيث ورد في عدد 2 ماي 2020 ما قال رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء شنقريحة لدى استقباله رئيس الجمهورية بمقر وزارة الدفاع الوطني، أن "إعداد مسودة الدستور من قبل مختصين في القانون الدستوري وفي وقت قياسي أيضا، كان من أهم الورشات" التي أطلقها الرئيس تبون منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، وذلك نظرا "لأهمية الدستور الجديد في إعادة تنظيم الحياة السياسية في البلاد لتتلاءم مع متطلبات ومستجدات المرحلة الجديدة " ....وبهذا الصدد، ثمن اللواء شنقريحة "عاليا" ما جاء في هذه المسودة، "سواء فيما يخص إمكانية تدخل الجيش الوطني الشعبي خارج الحدود الوطنية أو فيما يتعلق بتوازن السلطات، وكذا ما تعلق بالحريات الفردية وحقوق الإنسان".... ياسلام عسكري مجرم سفاح ( لواطي مفعول فيه ) بشهادة الجنرال مصطفى بلوصيف في تقريره الرفوع للمقبور بومدين إثر هزيمته في معركة امغالا الأولى ، هذا الشاذ اللواطي يتحدث عن الحريات الفردية وحقوق الانسان ... هَزُلَتْ والله حتى أصبح اللواطي شنقريحة الشاذ المفعول فيه يمسح رجليه في الدستور الجزائري !! أي دستور هذا ، هذا ( شيفون ) يمسح فيه العسكر الحاكم أحديته ...
لا شك أن العالم بكامله يضحك علينا ويقول للجنرال شنقريحة ( وَانْتَ مَالَكْ ومَالْ الدستور ) أيها المِثْـلِي ، ابحث عمن يَرْكَبُ ظهرك ليطعم الدُّودَ المُعَـشِّشَ في قولونك أيها المثلي اللواطي لعنك الله ... شذوذ شنقريحة صحيح واسألوا الجنرال مصطفى بلوصيف الذي كتب تقريرا للمقبور بومدين يقول فيه بمناسبة هزيمة ( الجيش الوطني الشعبي الجزائري ) في معركة امغالا الأولى في بداية عام 1976 ولا يزال التقرير في أرشيف الجيش يؤكد فيه بلوصيف أنه عند هجوم الجيش المغربي على الجيش الجزائري في أمغالا الأولى كان القايد صالح وشنقريحة يمارسان اللواط فيما بينهما .... امسحوا أيها الشواذ هـذا التـقرير إن استطعتم ولـن تـستطـيعوا و لا يمكنكم ذلك خاصة وأنه ترسب في عقول شعب أحرار الجزائر إلى الأبد أنكم جيش لواطي شاذ ....
ثانيا : كرونولوجيا سيطرة مافيا جنرالات فرنسا على الجزائر بتآمر المقبور بومدين مع الجنرال دوغول :
سيستغرب بعض الجهلة الجزائريين من كوننا نمنع جنرالا أن يتدخل في صياغة الدستور الجزائري ، طبعا لهم الحق أن يستغربوا لأنهم فتحوا عيونهم وهم تحت ( صباط ) العسكر ويعيشون في ثكنة عسكرية والعسكر في نظرهم هو أبوهم وأمهم وجدهم وجدتهم وأخوهم وأختهم وخالهم وخالتهم و عمهم وعمتهم وملاذهم وحاميهم من الأعداء ... فأين الحقيقة إذن ، الحقيقة هي التي اخْتَصَرَهَا الحِراك الشعبي ليوم 22 فبراير 2019 في شعار من أوائل شعاراته وهو ( مدنية لا عسكرية ) ويقصدون أيها الجهلة بأن الشعب قد استيقظ ونهض لأنه شاهد ما يجري في الدنيا وتعلم وعرف أن الوضع في الجزائر شاذ ، والسلطة في الجزائر شاذة مثل عسكرها الذين ابتلاهم الله بممارسة شذوذ اللواط فيما بينهم في الثكنات والعياذ بالله ..
لكن كيف حدث ما حدث في علم الله وأصبحنا دولة يحكمها عسكر شاذ جنسيا ونحن قد دفعنا من أبنائنا مليون ونصف مليون شهيد ليحكمنا في نهاية الأمر كابرانات فرانسا الشواذ ؟
إليكم أيها الإخوة الجزائريون سردا تاريخيا مبسطـا متدرجأ من بداية ثورة فاتح توفمبر 1954 حتى ركوب كابرانات فرنسا على ظهورنا ويركلوننا بِمِهْمَازِ صباطهم أن نسير أو نقف .... هذا ما حدث حتى أصبحت مافيا جنرالات فرنسا تحكم الجزائر :
1) بعد قيام ثورة فاتح نوفمبر 1954 ظهرت مؤشرات هزيمة الاستعمار الفرنسي بعد ثلاث سنوات من قيام الثورة .
2) الجنرال دوغول يتسلم السلطة في فرنسا منذ 1958 ويقرر بناء الدولة الفرنسية الحديثة لما بعد الحرب العالمية الثانية .
3) من أجل أن يتفرغ الجنرال دوغول لبناء فرنسا قوية لكن دون التفريط في الجزائر قرر الإعلان عن ضرورة تخفيف العبء عن فرنسا في قضية الجزائر والبحث عن صيغة ذات وجهين الأول يعطي الانطباع بأن الجزائر قد استقلت ، والثاني يترك الجزائر تابعة لفرنسا إلى يوم القيامة .
4) وهكذا أعطى الجنرال دوغول الضوء الأخضر لبداية المفاوضات مع الحكومة الجزائرية المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس منذ 1958 أي منذ أن أصبح دوغول رئيسا لفرنسا .
5) كان وفد الحكومة الجزائرية المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس يدافع في مفاوضاته مع الجنرال دوغول عن فكرة واحدة وهي ( الاستقلال أو الموت الزؤام ).
6) لما وصلت المفاوضات بين الطرفين إلى الباب المسدود حسب الصيغة التي أرادها وفد الحكومة الجزائرية المدنية المؤقتة برئاسة المرحوم فرحات عباس ، شرع الجنرال دوغول يخطط لتغيير وفد الحكومة الجزائرية المؤقتة صاحب الموقف المُتَصَلِّبِ ، وبواسطة مخابراته التي كانت تَـنْخُـرُ جسم عموم الجزائر من الحركي وأبناء فرنسا توصل الجنرال دوغول بتقارير مخابراتية عن وجود جماعة من قادة الثورة الجزائرية مُـتَـلَهِّـفَةً على السلطة و تسعى إلى ضرورة الإسراع لخنق الثورة في الجزائر وبأي ثمن كان ، وفي أسرع وقت ممكن ، فكانت عصابة المقبور بومدين هي المرشحة لتقوم بهذه المهمة في تغيير وفد الحكومة المؤقتة المُتَصَلِّبِ في موقفه .
7) كان أهم أهداف مخطط التآمر على الشعب الجزائري بين الجنرال دوغول والمقبور بومدين أولا خنق الثورة بشرط أن تتسلم عصابة المقبور بومدين وحدها السلطة مباشرة من يد الجنرال دوغول ثانيا : من أجل تنفيذ هذا المخطط ضد إرادة الشعب الجزائري ومجاهديه الشرفاء لابد أن تكون البداية بقلب الأوضاع داخل جبهة التحرير الوطني خاصة وأن بومدين كان يمسك بالجناح العسكري فيها ، وهكذا بدأ مخطط بومدين والجنرال دوغول بتنفيذ المقبور بومدين انقلابا عسكريا ضد الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة المرحوم فرحات عباس في 15 جويلية 1961 أي قبل الاستفتاء على تقرير مصير الشعب الجزائري الذي كان في فاتح جويلية 1962 ، وأصدر بومدين بعد انقلاب جويلية 1961 البيان رقم ( 1 ) وكان عنوانه ( بيان رئاسة الأركان 15 جويلية 1961 ) وقد عَـيَّنَ بومدين نفسه بموجب هذا البيان الانقلابي رئيسا لأركان جيش التحرير الوطني ..
8) لا يفوتنا أن نشير أن الجنرال دوغول شرع ومنذ 1958 بأن يسمح بإغراق الجزائر بجنود وضباط فرنسيين من أصل جزائري وأن يحاولوا اختراق خلايا ثورة فاتح نوفمبر 1954 أينما كانوا ، وكان الذي يستقبلهم في الجزائر هو العقيد كريم بلقاسم ( الذي سيغتاله بومدين عام 1970 ) ومع ذلك ، فقد كان المجاهدون الأحرار خلال الثورة يَحْذَرُونَ من هؤلاء الوافدين على الثورة من ضباط فرنسا ، وبخاصة أنهم كانوا يفضلون أن يتكلموا بالفرنسية فيما بينهم، ولذلك، لم يُدْمِجُوهُمْ في جيش التحرير، وإنما أبقوهم خارجه في دوائر الحكومة المؤقتة أو جيش الحدود، ولهذا لم يستطيعوا التأثير على مسار الثورة وخطها العام، أو التغلغل في جيش التحرير، قبل الاستقلال... وللتصحيح فإن الحملة المذكورة لغزو جيش فرنسا الذي سيتغلغل في مفاصيل جيش التحرير الوطني هو ليس مقتصرا على ما هو مشهور عند الجزائريين وغيرهـم بدفـعـة ( لا كوست ) بل كان الجنرال دوغول قد أغرق الجزائر بكابرانات فرنسا قبل دفعة لاكوست وبعدها ....
9) فور انقلال المقبور بومدين على الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس في جويلية 1961 تغيرت اتجاهات موازين قوى المفاوضات حول استقلال الجزائر بين الجنرال دوغول والوفد الجزائري ، حيث تخلى الوفد الجزائري الجديد في مفاوضات الاستقلال مع فرنسا ، تخلى عن مبدإ ( الاستقلال أو الموت الزؤام ) لأن المفاوضات بعد ذلك أصبحت سهلة وبدون عراقيل تذكر ، لأن المقبور بومدين كان قد تواطأ مع الجنرال دوغول على كيفية إجراء هذه المفاوضات بعد الانقلاب داخل جبهة التحرير الوطني وبعد أن أصبح المقبور بومدين هو رئيس أركان جيش التحرير منذ تاريخ الانقلاب يوم 15 جويلية 1961 لدرجة أن الجنرال دوغول أشرف بنفسه على أحسن صيغة لاتفاقية إيفيان التي تتضمن شروط 19 مارس 1962 ( التي لا نعرف عنها شيئا ) وكذلك الاتفاق مع بومدين على الصيغة النهائية وعلى ما سيكون مكتوبا في ورقة الاستفتاء على تقرير مصير الشعب الجزائري التي جاءت بالصيغة المُذِلَّةِ والمُهِينَةِ للشعب الجزائري .. وبالمناسبة لا تزال صورة هذه الورقة منتشرة في الانترنت وللبحث عنها يمكن أن يكتب الباحث عنها ما يلي Référendum d’autodétermination du 1er juillet 1962 »: " تقول الوثيقة المهينة للشعب الجزائري مايلي " هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 ( [ نعم - oui ] ... ومَنْ مِنْكُمْ أيها الشياتة ( مُوَالَاةً ومعارضةً في الداخل والخارج ، المعارضة المثيرة للسخرية والاشمئزاز وهي تقفز على هذه الحقائق لأنهم عبيد المقبور بومدين الذي يرعبهم في منامهم وهو في قبره !!!!) مَنْ منكم يعرف مضمون الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 ؟ إنها واضحة في ورقة الاستفتاء على تقرير مصير الشعب الجزائري ، إنها شروط تبدو في الظاهر أنها مجرد تعاون لكنها في وثيقة مفاوضات إيفيان شيئا أكبر وأخطر .
10) بعد مسرحية استفتاء تقرير المصير الذي جرى في فاتح جويلية 1962 وبعد إعلان النتائج التي كانت ( نعم ) بنسبة 99،72 % لهذا الاستقلال الملغوم وتم إعلان استقلال الجزائر الصوري المسموم والملغوم في 5 جويلية 1962 ، فور ذلك سارع المقبور بومدين الذي كان رئيسا للأركان في الحكومة المدنية المؤقتة إلى الهجوم على العاصمة الجزائر فيما يُعْرَفُ بهجوم جماعة وجدة بالدبابات في صائفة 1962 ، و قد كان الجنرال دوغول وَفِـيّاً لاتفاقه مع المقبور بومدين في أن يسلمه السلطة في الجزائر مباشرة من يده مع التصفيق الحار له على نجاح مخططهما لخنق الثورة المباركة والضحك على الشعب بما يسمى ( الاستقلال ) والسطو المسلح لجيش بومدين على السلطة في مواجهة الذين أدركوا التلاعب بإرادة الشعب وحاولوا الوقوف في وجه المقبور بومدين لكنهم فشلوا لأن الغدر جاءهم من جهة لم ينتظروها أولا بالإضافة لعنصر المفاجأة التي اعتمدها المقبور بومدين ثانيا وهو الذي لم تنفع معه بعض المقاومة الضعيفة لبعض قادة المناطق لهجوم المقبور بومدين المباغث .
11) منذ تلك الفترة بدأ الصراع بين جيش التحرير الوطني الحر الشريف الجناح العسكري لجبهة التحرير وبين الجيش الجديد الذي غَـيَّـرَ اِسْمَهُ المقبور بومدين إلى ( الجيش الوطني الشعبي الجزائري ) الذي لا علاقة له بجيش التحرير الوطني الأصلي ، ومن أكبر الخيانات في حق مليون ونصف مليون شهيد هو اعتبار هذا الجيش المسمى ( الجيش الوطني الشعبي الجزائري ) أقول أكبر خيانة للشهداء هي اعتبار جيش بومدين الجديد سليلا لجيش التحرير الوطني وهذا خطأ فظيع وخيانة لشهداء الجزائر ، لأن أهم ما يميز الجيش الجديد هو تحكم ضباط فرنسا فيه ، أي أولئك الذين دخلوا الجزائر منذ 1958 والذين تغلغلوا في كل مفاصيله . فاحذروا يا أحرار الجزائر من هذا الخلط الفظيع ، فالجيش الوطني الشعبي الجزائري هو جيش الجنرال العماري والسفاح خالد نزار ، إنه الجيش الذي أهدر دماء الشعب في انتفاضته الأولى في أكتوبر 1988 وفي انتفاضته الثانية في العشرية السوداء الذي ذبح فيها الجيش الشعبي الوثني اللاجزائري 250 ألف جزائري وجزائرية ، حاشا أن يفعل ذلك جيش يكون سليلا لجيش التحرير الوطني الحر ، فالأول جيش مافيا ضباط فرنسا والثاني جيش أحرار الشعب الذين هم من الشعب وإلى الشعب ...
12) كان أول من رفض هذا الجيش الجديد هو المرحوم العقيد محمد شعباني الذي شرع في الدفاع عن قضية تطهير الجيش الجزائري من ضباط فرنسا ، ومن هذه الحادثة بين شعباني وبومدين بدأ افتضاح أمر المقبور الذي كان وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس الساذج بنبلة ، هذا الأخير الذي كان مهووسا بنموذج جمال عبد الناصر وترك أمور البلاد الداخلية في يد المقبور بومدين وزبانيته من ضباط فرنسا يفعلون فيها ما يريدون ، وهكذا شمر بومدين على سواعد الحرب الضروس ضد كل من يقف في وجه ضباط فرنسا العملين في صفوف الجيش الوثني الشعبي الجزائري لأنه أصبح خليلا ورفيقا وفيا لسيده الجنرال دوغول ، وقد بلغ الأمر بالمقبور بومدين بصفته وزيرا للدفاع أن راسل في عام 1964 وزير الدفاع الفرنسي بأن يُـرْسِلَ إلى الجزائر كل عسكري أو ضابط فرنسي من أصول جزائرية لِيُدْمِجَهُ في الجيش الوطني الشعبي الجزائري الجديد ، وقد تمت تلبية رغبة المقبور بومدين بسرعة حيث تدفق على الجزائر كل حركي خائن قد ضمن الأمان عند المقبور بومدين
وبضمانة أقوى من لدن الجنرال دوغول العائد إلى الجزائر بفضل ضباطه من الحركي الخونة .
13) لم يستطع العقيد محمد شعباني أن يقف في وجه تسلط وجبروت المقبور بومدين المدعم بضباط فرنسا بل إن بومدين حينما سمع في أحد اجتماعات الجيش بأن محمد شعباني يريد تطهير الجيش من ضباط فرنسا ، ولم يكن شعباني حاضرا في ذلك الاجتماع فقال بومدين قولته الشهيرة ( شكون هاد الطّاهر بن الطّاهر اللي بغى يطهر الجيش ) ، فاستعد بومدين للتخلص من محمد شعباني فطبخ له ملفا بتهمة الخيانة العظمى وحُوكِمَ بسرعة قياسية وتم إعدامه حيث كانت المحاكمة والإعدام أسرع محاكمة بعد ما يسمى استقلال الجزائر ، وتم تنفيذ إعدام الشهيد محمد شعباني في 03 سبتمبر 1964 حتى لا تَـنْـتَـشِرَ دعوته إلى تطهير الجيش من ضباط فرنسا بين صفوف عامة الجيش في عموم الجزائر وينقلب الوضع العام ضد المقبور بومدين ...
ثالثا : المقبور بومدين يقدم الشهيد محمد شعباني قُرْبَانَ بَيْعَةٍ وَوَلَاءٍ للجنرال دوغول:
بعد 5 جويلبة 1962 تمكن ضباط فرنسا من أخذ زمام السلطة في الجزائر خاصة بعد أن تَكَـتَّـلُوا خلف العقيد بومدين وزير الدفاع آنذاك ، ثم رئيسا للجمهورية لاحقا، والذي بدوره قربهم إليه وَفَضَّلَهُمْ على ضباط جيش التحرير، ومن خلال التساند والعمل المنسق والمنظم واستغلال التناقضات الموجودة بين قادة الثورة، تمكنوا من اختراق الجيش الجزائري ، ويذكر البعض أنه يوجد حاليا الآلاف من هؤلاء الضباط لا يزالون يتسلمون مرتباتهم التقاعدية من صندوق معاشات المستعمر الفرنسي.....وترجع علاقة بومدين، بضباط فرنسا واستعانته بهم، إلى ما قبل الاستقلال، فبومدين، الذي نزل بالمظلة على الثورة الجزائرية، بعد أن كان (طالبا) في مصر، وصار قائدا للمنطقة الغربية عام 1957، وزعيما لمجموعة وجدة، التي كانت تدين له بالولاء المطلق، قام بتعيين بعض ضباط فرنسا مستشارين له ، وبخاصة عندما صار رئيسا للأركان في انقلاب 15 جويلية 1961 ، وكان المقبور بومدين ينشر في أوساط الجيش ، أنه يوظف ضباط فرنسا لأن لديهم خبرة عسكرية ، وأنهم لا يشكلون خطرا عليه ولن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا ضده . وبعد الاستقلال واستيلائه هو وجماعته على السلطة بقوة الدبابة ، ألغى جيش التحرير، وأسس الجيش الوطني الشعبي، وجعله تحت إشراف حوالي 15 من ضباط فرنسا منذ انقلاب 15 جويلية 1961 ، ولم يفعل بومدين ذلك عن سذاجة أو جهل، وإنما فعله عن قصد، فقد كان يخاف من أي ضابط جزائري لديه توجه مغاربي عربي إسلامي ويعتبرهم خطرا عليه ( وهذه حقيقة يعترف بها بومدين فقد كان أحد التيارين لا بد أن يقضي على التيار الآخر ، ولم يكن بومدين لينجح في مخططه لإقصاء مناصري الشهيد شعباني لولا اعتماده على الجنرال دوغول شخصيا الذي ضمن له أن يسلمه السطة يَداً بِيَدٍ ، وأن يتمكن جيش بومدين المدعم بضباط فرنسا من السيطرة التامة على السلطة جيدا في عموم الجزائر و قبل أن يخرج الجيش الفرنسي من الجزائر ) ولذلك عمل بومدين على إقصاء ضباط جيش التحرير، أو اغتيالهم ، واستبدالهم بضباط فرنسا، لدرجة أنه أمر بإعدام العقيد محمد شعباني، قائد الولاية السادسة ، وقد كان إعدام الشهيد محمد شعباني في 1964 بمثابة قربان بيعة وولاء للجنرال دوغول ولفرنسا برمتها ..
رابعا : المقبور بومدين يركز ويدعم سلطة مافيا ضباط فرنسا في الجزائر بانقلابه على الرئيس الساذج بنبلة
بعد إعدام محمد شعباني قائد الحرك التصحيحية داخل الجيش الجزائري برفض إدماج ضباط فرنسا في جيش التحرير الوطني ، وبعد فشل المرحوم محمد بوضياف في تأسيس حزب الثورة الاشتراكية في سيبتمبر 1962 ، وكذلك رفيقه في الكفاح الحسين آيت أحمد الذي فشل في تأسيس حزب القوى الاشتراكية في سيبتمبر 1963 ظنا من هذين المناضلين الشريفين أن بنبلة وبومدين وزبانيتهم سيعملون بعد الاستقلال على بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية وقد كان ظنهم في غير محله ، لأن المقبور بومدين الحاكم الفعلي من وراء ظهر الرئيس الساذج المدعو بنبلة المبهور بالمصري جمال عبد الناصر كان يُحَضِّرُ لإخراج بنبلة من دائرة السلطة في الجزائر وتركيز الحكم العسكري النهائي في الجزائر برئاسة مافيا جنرالات فرنسا وهي الجزائر التي بناها بومدين بالتآمر مع الجنرال دوغول ، وهكذا بدأ بومدين في مطاردة محمد بوضياف والحسين آيت أحمد أولا بتلفيق تهمة الخيانة العظمى لهما والحكم عليهما بالإعدام ، لكن بوضياف استطاع الفرار إلى فرنسا ثم المغرب وبعدها إلى سويسرا وأخيرا ليعود إلى المغرب ويستقر فيه نهائيا حوالي 30 سنة ، أما قصة استدراجه واغتياله عام 1992 فيعرفها القاصي والداني ...أما الحسين آيت أحمد فبعد أن أسس هو أيضا حزب القوى الاشتراكية في سيبتمبر 1963 لاحقه المقبور بومدين بنفس الطريقة التي لاحق بها بوضياف ، لكن المرحوم آيت أحمد فَـرَّ من السجن في الفترة التي قام بها المقبور بومدين بانقلاب عسكري على الرئيس الساذج المدعو بنبلة في 19 يونيو 1965 حيث استغل المرحوم الحسين آيت أحمد الاضطراب الحاصل أثناء وبعد الانقلاب العسكري على المدعو بنبلة الساذج ، وقد كان هذان الرجلان بوضياف وآيت أحمد ) من قادة الثورة الكبار ، بعد ذلك خلا الجو للمقبور بومدين مما شجعه للقيام بانقلاب عسكري على رفيق دربه الرئيس الساذج المدعو بنبلة في 19 يونيو 1965 فأصبح المقبور بومدين رئيسا للجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس قيادة الثورة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزيرا للدفاع والأمين العام لـجبهة التحرير) الحزب الحاكم)، مع تحويل هذا الحزب إلى جهاز "بيروقراطي" ضخم، يتغنى بالزعيم وإنجازاته وتمجده أبواق الفاشية والديكتاتورية صباح مساء بل حتى وزارة الشؤون الدينية تولى الإشراف عليها بنفسه ، وقد نجح في ذلك بفضل تركيز وتدعيم سلطة مافيا ضباط فرنسا في الجزائر واغتيال كل من فَـطِـنَ لخيانة المقبور بومدين بأنه باع الجزائر لفرنسا وكان مصيرهم الاغتيال نذكر منهم : محمد خميستي الذي قُـتِـلَ بالرصاص في الشارع يوم 4 ماي 1963 وَوُجِدَ قاتلُه مشنوقا في زنزانته – محمد خيضر اغتيل في الشارع بمدريد في 4 يناير 1967 رميا بالرصاص ودفنته عائلته بالمغرب - كريم بلقاسم اغتيل في فندق بفرانكفورت في 18 أكتوبر 1970 لأنه كان يحمل معه سر التدفق الكبير لضباط فرنسا على بومدين – اغتيال أحمد مدغري في منزله بالرصاص في 10 ديسمبر 1974 بالجزائر العاصمة ...
وهكذا لم يبق للمقبور بومدين إلا أن يُحْكِمَ سيطرته على الجزائر مدعوما بضباط الجيش الفرنسي الذين خططوا معه ونفذوا جرائمه ضد كل مجاهد جزائري فيه رائحة الإخلاص لمبادئ ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 ، واختار المقبور بومدين للجزائر الحكم العسكري الشمولي البوليسي الديكتاتوري المتفرد بالقرار وطبعا بتسيير مباشر من سيده وولي نعمته الجنرال دوغول ومِنَ الذين جاؤوا بعد دوغول ، و هكذا استطاع المقبور بومدين تأسيس سلالة مافيا جنرالات فرنسا وقدم الجزائر بكاملها هدية للدولة الفرنسية وفق شروط 19 مارس 1962 .... سلالة مافيا جنرالات فرنسا التي حكمت الجزائر 58 سنة وتعمل على تجديد جلدها في كل مناسبة كالتعبان لتبقى خالدة في الحكم من خلال توريث الأبناء والأحفاد من الحركي وأحفادهم ليبقوا في السلطة في الجزائر إلى الأبد ...
وما على الذين يحاولون الطعن في هذا المسار الذي اتخذه المقبور بومدين حتى أسس سلالة مافيا جنرالات فرنسا و نصبهم حكاما على دولة فتية أقبروها وأقبروا أحلام الشهداء معها فهل يستطيع الذين يطعنون في سيرة هذا الخائن الأعظم في الجزائر المقبور بومدين ، فما عليم إلا أن يجيبوا على هذه الأسئلة :
1) السؤال الأول : هل كان بومدين يحب المجاهدين ؟ الجواب يعرفه كل الجزائريين أن المقبور بومدين كان يكره المجاهدين الحقيقيين ويخاف منهم أن ينتزعوا منه السلطة التي أخذها من الجنرال دوغول ولأنهم كانوا له بالمرصاد فيما فعل بمستقبل الجزائر فاغتال بومدين منهم عددا كبيرا ، وفَرَّ من فَرَّ إلى الخارج والتجأ المقبور في قضية المجاهدين إلى حيلة شيطانية وهي أنه صنع مئات الآلاف من المجاهدين المُزَوَّرِينَ من طبقة الخونة ( الشكامة ) في زمن الاستعمار واعترف بهم كمجاهدين وأدمجهم بين أحرار المجاهدين الحقيقيين ليضرب عصفورين بحجر واحد الأول هو أن هذه الفئة من المجاهدين المُزَوَّرِينَ الخونة يقدمهم المقبور بومدين على أنهم هم المجاهدين الحقيقيين ، العصفور الثاني أنه خلخل بنية المجاهدين الشرفاء حينما دس بينهم المجاهدين المُزَوَّرِينَ فانتشر بين الجزائريين التشكيك في من هو المجاهد الحقيقي ومن هو المزور !!! وبذلك خلق البلبلة في صفوف المجاهدين الشرفاء الذين مات بعضهم من شدة الحزن والأسى على تلويث سمعة الشهداء الأحرار بِأزْبَالٍ من(الشكامة).
2) السؤال الثاني : هل كان المقبور بومدين يحب المثقفين الجزائريين ؟ طبعا لا ، بل كان يكرههم كُرْهَ العَمَى وكان يخشى أن ينشروا الوعي السياسي والثقافي بين الشعب الجزائري كـرد فعل ضد ما ينشره هو من قحط سياسي وفكري عامة ، لذلك نجد أن المقبور بومدين كان يعمل على تسهيل عمليات هجرة الأدمغة الواعية خارج الجزائر ، ألم يعش المرحوم محمد أركون وغيره من المثقفين والروائيين خارج الجزائر ؟ وكثير منهم قرروا في وصيتهم أن يُدْفَنُوا بعد موتهم في بلد الهجرة وبعضهم اختار المغرب أو غيره إلا أن يُدْفَنَ في الجزائر لأن الكريه بومدين جعلهم يكرهون بلدهم ...
3) السؤال الثالث : ماذا ترك بومدين بعد موته مسموما ؟ لم يترك شيئا ، وكل تخاريف النهضة الفلاحية والصناعية ليست سوى أكذوبة وتضليل إعلامي ، وأنتم تعرفون ذلك وطوفوا في عموم الجزائر فلن تجدوا أرضا صالحة للزراعة ولا مصنعا ذا قيمة .
4) السؤال الرابع : ما هي البنية التحتية التي تركها بومدين ؟ لا شيء فكل الطرق والقناطر المهمة في الجزائر تركها الاستعمار الفرنسي بل حتى ملاعب كرة القدم لم يضف إليها ولو ملعبا واحدا .
5) السؤال الخامس : لماذا لم يستطع من جاء بعده أن يتدارك ما لم يفعله المقبور بومدين للجزائر ؟ لأنهم محكومون بالاتفاقيات المبرمة بين المقبور بومدين وفرنسا الجنرال دوغول والتي بموجبها تحصد فرنسا كل خيرات البلاد وبملايير الملايير من الدولارات .
خامسا : مافيا الجنرالات هي التي تدمر علاقة الجزائر بدول المنطقة المغاربية وغيرها في أوروبا وفي العالم كله
منذ استقلال الجزائر المزور وفرنسا تقود الجزائر ( بالتيلي كوموند ) وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية التي تسعى لتدمير المنطقة المغاربية سواءا مع المغرب أو تونس أو ليبيا أو موريتانيا ، لأن مافيا جنرالات فرنسا الحاكمين في الجزائر إلى اليوم ونحن في 2020 يُـنَـفِّـذُونَ السياسة الاستعمارية لتدعيم أي مشروع يدعو للتفرقة بين الدول المغاربية ، لذلك تقف الشعوب المغاربية مُسْـتَغْرِبَةً من العرقلة الجزائرية لكل تقارب مع أي دولة مغاربية إلا إذا كان حاكِمُهَا ديكتاتوريا مثل التقارب الذي وقع بين مافيا جنرالات فرنسا الحاكمين في الجزائر مع قذافي ليبيا ومع بنعلي تونس ، وإذا تحركت مافيا الجنرالات في الجزائر لتقدم نفسها كوسيط لأي حل في المنطقة فهي تتدخل لِـتَـصُبَّ الزيتَ على النار كما تفعل مع المغرب وكما تفعل مع فرقاء ليبيا ، فالجنرال شنقريحة يقدم السلاح سرا لخليفة حفتر والخارجية الجزائرية تدعي أنها مع الحل التفاوضي بين الفرقاء الليبيين ، لأنه لا يمكن أن تترك فرنسا خُدَّامَهَا من ضباطها الحاكمين في الجزائر أن يخرجوا عن سياسة الاستعمار القديمة التي نهجها حينما كان مسيطرا على أربعة دول من دول المنطقة المغاربية ، فكما كان الوضع أثناء الاستعمار الفرنسي بين هذه الدول الأربعة ( تونس - الجزائر - المغرب - موريتانيا ) لا يزال كما هو منذ 1884 تاريخ تقسيم هذه المنطقة ، فهل سمعتم طيلة 136 سنة عن تقارب حقيقي و قوي وسليم بين دولتين في هذه المنطقة المغاربية ؟ بالطبع لا ، ولن يكون ذلك إلا إذا كان يسير وفق مخطط فرنسا مثل التقارب العَـسْكَرِتَارِي اليوم بين عسكر الجزائر وعسكر موريتانيا ، وهذا بطبيعة الحال يخدم توسيع شقة الخلاف بين هذين الدولتين من جهة وبقية دول المنطقة المغاربية وهو ما يثلج صدر المستعمر الفرنسي ...
عود على بدء :
أخطر ما فعل المقبور بومدين بجزائر الشهداء هو العمل الجاد لقطع الصلة بين تاريخ الجزائر ما قبل ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 و تاريخ 5 جويلية تاريخ السطو على السلطة ، تاريخ عصر تثبيت سلالة مافيا جنرالات فرنسا في السلطة في الجزائر ...لقد عمل المقبور بومدين على قطع الصلة نهائيا مع تاريخ الثورة الجزائرية العظيمة ومع رجالاتها الشرفاء إما بالنفي أو الاغتيال ، وأسس بالتواطؤ مع الجنرال دوغول لخنق ثورة المليون شهيد وتأسيس سلالة من مافيا ضباط فرنسا قوية بدعوى أنهم أكثر كفاءة من ضباط جيش التحرير ، لكن ذلك لم يكن هو المبرر الحقيقي ، لقد الهدف من إطلاق يد ضباط فرنسا في الجزائر إلى اليوم ونحن في 2020 هو أن تبقى عين فرنسا ويدها في خزينة الدولة الجزائرية ، فنحن حينما نقول : لصوص العسكر ينهبون خيرات الشعب الجزائري ، فمن هم هؤلاء اللصوص ؟ إنهم ضباط فرنسا وأبناؤهم وحفدتهم الذين هيأهم ونظمهم المقبور بومدين في مافيا قوية لتخنق الشعب الجزائري قرونا وقرونا وتحكمه من خلال كراكيز مدنية من عبيد المقبور بومدين الذين لا يزالون يقدسونه لأنه ترك لهم نفس الوضعية التي كانوا يعيشون فيها في زمن الاستعمار ، فهم الذين تربطهم علاقة وطيدة بفرنسا ، فأبناؤهم لا يحتاجون إلى فيزا للذهاب إلى فرنسا للدراسة بل أغلبيتهم الساحقة تستقر هناك في فرنسا مع احتفاظها بامتيازاتها الاجتماعية في الجزائر وكأن المستعمر الفرنسي لم يخرج من الجزائر وأن النواة الصلبة للشعب الجزائري لا تزال تعيش حالة الاستعمار الفرنسي من قمع وقهر نفسي واجتماعي وحالة لا يمكن تصديقها لمعيشة الذل والمجاعة المنتشرة في عموم الجزائر ، في الوقت الذي نجد أن هناك عائلات جزائرية من الحركي الفرنسي الجزائري لم تنقطع عنهم رواتب شهرية تؤديها لهم فرنسا التي بدورها تَـقْـتَـطِعُـهَا مما تسرقه من الخزينة الجزائرية ، فلا تنتظروا يا شعب المغبونين في الجزائر تغييرا بطريقة الصياح في الشوارع لأن هذه المافيا ليست محصورة في مافيا الجنرالات بل أصبحت سرطانا من الحركي ( harky) الجزائري الذي يَـنْخُـرُ البلاد ولن يتركها تتحرك نحو التقدم ولو مرت على الجزائر قرون ٌ أخرى من التخلف الاجتماعي والاقتصادي لأن هموم الشعب الجزائري ليست من اهتمامات العصابات ( عسكرية ومدنية ) التي توالت على حكم الجزائر بعد المؤسس الأول المقبور بومدين ... فكل همومها هو النفخ بواسطة أبواقها التضليلية في إنجازات الجزائر الخارجية االتي يعرف الجميع أنها إنجازات فاشلة وتخدم المصالح الاستعمارية عموما فقط لا غير ...
هكذا أيها الشعب الجزائري صنع لكم المقبور بومدين سلالة مافيا من جنرالات فرنسا ستحكمكم قرونا بعد قرون ، فهل لا زلتم على رأيكم لاقتلاع جذور هذه المافيا العسكرية الفرنسية بوسيلة ثورية هي الحراك الشعبي المسالم ؟ هل استوعبتم أصول هذه المافيا العسكرية المتجذرة في شرايين السلطة في عموم الجزائر بواسطة عشرات الشياتة الكبار أمثال ( تبون حاشاكم ) والصغار من الشياتة الذين يأكلون من فتات موائد أسيادهم في جيش المقبور بومدين المخضرم من عتاة الخونة الحركي الجزائريين وبقايا ضباط فرنسا وأولادهم وأحفادهم ؟ .... أظن أن ما بناه المقبور بومدين لصناعة مافيا عسكرية من الحركي الجزائري وضباط فرنسا تحتقر الشعب الجزائري المسلم و صاحب الأرض ، هذه المافيا وشياتيها الذين لا يزالون يمعنون في احتقار الجزائري المسلم ، وآخر فضيحة في هذا الباب ما قام به مسؤول في الرئاسة الجزائرية التبونية حينما رفض مذكرة تبدأ بالبسملة ، و قال المكلف بمهمة داخل الرئاسة في الجزائر والمسؤول إعلاميًا عن ملف تعديل الدستور المدعو محمد لعقاب، خلال تصريحات صحفية وأكد لعقاب أنه خلال عمله أستاذاً في كلية علوم الإعلام والاتصال رفض أن تبدأ أي “مذكرة تخرج” بجملة “بسم الله الرحمن الرحيم”.... هذا الخلوق مكلف ومسؤول إعلاميًا عن ملف تعديل الدستور يكره أي شيء مكتوب يبدأ بجملة “بسم الله الرحمن الرحيم” !!!! أي خير في قوم يحتلون مناصب عليا ويكرهون بداية كلامهم المكتوب باسم الجلالة ، بل ويتبجحون بذلك ، وهي رسالة واضحة أن حكام الجزائر عسكر ومدنيين قد تربوا في أحضان أمهم فرنسا الملحدة ، إذن فهم يسلكون ما تربوا عليه وهو كراهية المسلمين عموما والجزائريين على الخصوص ... إذن فهم ليسوا منا ونحن لسنا منهم والحمد لله ....
لن يستطيع حراكٌ سلمي اقتلاع سلالة مافيا جنرالات فرنسا الحاكمة في الجزائر ، إنه استعمار لا ينفع معه إلا ثورة نوفمبر 1954 أخرى بنفس القادة ونفس التضحية ، وإلا استعدوا لـ 200 سنة أخرى تحت نير الاستعمار ....
سمير كرم خاص للجزائر تايمز
تعليقات الزوار
لا تعليقات