أخبار عاجلة

“خط الشهيد” يوجه انتقادات حادة لقيادة عصابة البوليساريو

وجه موقع “خط الشهيد”، المحسوب على التيار المعارض داخل جبهة البوليساريو، انتقادات حادة لقيادة الجبهة، عقب تبني مجلس الأمن الدولي القرار الأخير بشأن الصحراء المغربية، والذي أكد من جديد على أولوية مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل وحيد واقعي ودائم لهذا النزاع الإقليمي.

وقال الموقع في مقاله المعنون بـ “ماذا بعد قرار مجلس الأمن” إن “موقف قيادة البوليساريو الصادر بعد قرار مجلس الأمن يكشف حالة إنكار تامة للواقع الدولي الجديد، واستمرار القيادة في بيع الوهم لشعبها رغم إدراكها الكامل لاستحالة إقامة دولة جديدة في المنطقة”.

المقال أضاف أن الجبهة “ترفض مواجهة الحقيقة وتتمسك بخطاب تجاوزه الزمن يقوم على الشعارات الفارغة عن تقرير المصير والاستقلال، في وقت يعترف فيه العالم بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.

وانتقد خط الشهيد “الجبن السياسي لقيادة البوليساريو”، معتبرا أنها “تتهرب من مواجهة الواقع والمنطق بعد أكثر من نصف قرن من المعاناة في مخيمات تندوف”. مؤكدا أن “التاريخ سيحكم على من يختارون الواقعية بأنهم بنوا وطنا، بينما سيلعن من يستمر في التضليل والتعصب الأعمى”.

وأضاف المصدر ذاته أنه “بدل العنتريات والشعارات القديمة، كان الأجدر بهذه القيادة أن تتحلى بالشجاعة التاريخية، وأن تدخل في مفاوضات مباشرة مع المغرب حول الحكم الذاتي تحت إشراف الأمم المتحدة، بما يضمن للصحراويين كرامتهم وحقهم في تسيير شؤونهم فوق أرضهم”.

وأشار المقال إلى أن “تبريرات البوليساريو بشأن خروج الشعب الصحراوي عبر العالم لرفض القرار الأممي سخيفة ومضللة”، مبرزا أن “أي تحركات لم تُسجل خارج مخيمات تندوف وبعض المناطق الإسبانية، بينما لم يُسجل أي نشاط في لاس بالماس التي تُعد أكثر المدن الإسبانية احتضانا للصحراويين، ما يفضح عزلة القيادة وفقدانها لأي قاعدة شعبية حقيقية خارج المخيمات”.

وأضاف الموقع أن قيادة الجبهة “تعرف أكثر من غيرها أن العالم حسم أمره، وأن أي كيان مصطنع في المنطقة لم يعد مطروحا على الإطلاق”، مشيرا إلى أن “الاستمرار في العيش داخل فقاعة الشعارات الانفصالية لا يعني سوى المزيد من الألم والمعاناة للآلاف من العائلات الممزقة منذ نصف قرن”.

ودعا المقال القيادة الانفصالية إلى “وقف الكذب على نفسها وعلى اللاجئين، والاختيار بين التحلي بالشجاعة والانخراط في بناء الوطن الأم، أو البقاء في جحيم لحمادا إلى ما لا نهاية”.

في ذات السياق استحضر المصدر الخطاب الملكي الأخير، الذي وجه فيه الملك محمد السادس دعوة صريحة لكل أبناء الصحراء للعودة إلى وطنهم الأم والمشاركة في بنائه “من دون غالب ولا مغلوب”.

واعتبر موقع خط الشهيد أن الخطاب الملكي أكد أن “الصحراء المغربية أكبر منا جميعا وتتسع لكل أبنائها”. ويشكل الخطاب وفق المصدر ذاته ” رسالة واضحة للصحراويين بأن الباب مفتوح للمصالحة ولمستقبل مشترك كريم داخل وطن موحد”.

وفي قراءة ضمنية لمآلات الوضع داخل البوليساريو، اعتبر الموضوع أن “بيان الجبهة الأخير يعكس تصدعا داخليا عميقا وتآكل شرعيتها”، مشيرا إلى أن “الأصوات المنتقدة للقيادة تتزايد يوما بعد يوم، في ظل شعور متنامٍ داخل المخيمات بالخداع والإحباط نتيجة استمرار القيادة في تكرار نفس الأسطوانة القديمة”.

وأكد التيار المعارض للبوليساريو أن “الزمن لم يعد في صالح البوليساريو، وأن منطق العناد والجمود لم يعد يجدي في مواجهة حقائق الجغرافيا والسيادة والشرعية الدولية التي تميل كلها نحو المغرب”.

ودعا خط الشهيد قيادة البوليساريو إلى “التحلي بالشجاعة للاعتراف بالواقع والانخراط في مسار الحكم الذاتي، باعتباره الخيار الوحيد القادر على إنهاء المعاناة وتحقيق كرامة الصحراويين في إطار مغرب موحد، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار”.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات