بدأ رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، زيارة لنواكشوط ضمن دينامية جديدة تشهدها حالياً العلاقات بين موريتانيا وإسبانيا.
وأجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الأربعاء، مباحثات خاصة مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بحضور الوفدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين موريتانيا وإسبانيا، وفقاً للمكتب الإعلامي للرئاسة الموريتانية.
وتأتي هذه المباحثات ضمن الزيارة الرسمية التي يؤديها سانشيز لموريتانيا، وهي الزيارة الثانية خلال أقل من عام، ويشارك فيها وفد يضم سبعة وزراء من الحكومة الإسبانية.
وتنضاف هذه الزيارة لزيارته السابقة التي أداها في أغسطس 2024، والتي شكّلت نقطة انطلاق لتعزيز الالتزام المشترك بتطوير الشراكة الثنائية في جميع المجالات وبخاصة في مجال الهجرة.
ويتطلب ملف الهجرة الذي يمثل تحديًا مشتركًا، حلولاً متكاملة قائمة على الحوار الدائم والتنسيق الفعال.
وتعكس الزيارة الحالية حرص الجانبين الموريتاني الإسباني على متابعة هذا المسار، وتطوير آليات مشتركة لضبط حركة الهجرة، إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتنموي، مع تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين.
ويُنظم على هامش هذه الزيارة منتدى الأعمال الموريتاني الإسباني، من طرف مجلس الأعمال المشترك الذي يجمع ممثلين عن القطاعين العام والخاص من الجانبين، بهدف دفع التعاون الاقتصادي وتوسيع فرص الاستثمار في قطاعات استراتيجية.
ويشارك في تنظيم المنتدى كل من غرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية، والغرفة الإسبانية، والمكتب الإسباني للتجارة الخارجية، إلى جانب وكالات تعزيز الاستثمار والاتحادات الوطنية لأرباب العمل في كلا البلدين.
وتشمل جولة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الحالية ثلاث دول بغرب أفريقيا، تعتبرها إسبانيا والاتحاد الأوروبي ممراً رئيسياً لانطلاق آلاف المهاجرين من دول جنوب الصحراء، الذين يستخدمون زوارق خشبية في محاولاتهم الوصول إلى سواحل جزر الكناري الإسبانية.
وستقود هذه الجولة رئيس الحكومة الإسبانية إلى كل من موريتانيا والسنغال وغامبيا، وهي الدول التي تنطلق منها مراكب المهاجرين القادمة من عدة بلدان أفريقية، بينها غينيا، مالي، ساحل العاج، سيراليون، نيجيريا، غانا، بوركينا فاسو، والنيجر.
ويعتزم سانشيز ممارسة ضغوط على حكومات هذه الدول لتفعيل بنود الاتفاقيات الخاصة بمحاربة الهجرة غير النظامية، وذلك بهدف الحد من تدفق المهاجرين الذين يغادرون السواحل عبر زوارق خشبية مستغلين ضعف الرقابة وانتشار شبكات تهريب البشر.
وتشهد هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر وفاة العديد من المهاجرين غرقاً أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري.
وتأتي زيارة سانشيز لموريتانيا ضمن إجراءات تنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها بين موريتانيا وإسبانيا قبل أشهر، والتي تركز على تعزيز مراقبة السواحل الموريتانية، مع تقديم مساعدات اقتصادية لدعم جهود مكافحة الهجرة غير النظامية
بيدرو سانشيز في نواكشوط لتجديد الشراكة ومواجهة تحديات الهجرة

تعليقات الزوار
لا تعليقات