أخبار عاجلة

62 شهيدا بمجازر جديدة تطال منتظري المساعدات ومناطق النزوح في غزة

استشهد 62 فلسطينياً، منذ فجر الجمعة، في غارات جوية إسرائيلية وهجمات استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، من بينهم 23 مدنياً قضوا في مجزرة جديدة طالت فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية.

وتأتي هذه الهجمات في سياق أوضاع إنسانية كارثية يعيشها القطاع، جرّاء حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين منذ 21 شهراً، وسط تصعيد متواصل واستهداف مباشر للمدنيين.

وفي أحدث الغارات، أفادت مصادر طبية باستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للمدنيين قرب ملعب اليرموك بمدينة غزة، وتجمعا آخر عند مفترق العيون في شارع النصر، غرب المدينة.

 

 

 

 

استهداف طالبي المساعدات

لم يرحم رصاص جيش الاحتلال حشود الفلسطينيين الذين احتشدوا على طريق صلاح الدين شمال مخيم النصيرات، في انتظار الحصول على مساعدات غذائية تُوزع في أحد المراكز القريبة التابعة للآلية الإسرائيلية-الأمريكية، وذلك بعد يوم واحد فقط من مجزرة مماثلة استهدفت الجائعين في الموقع ذاته.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من الرصاص والقذائف من عدة محاور باتجاه المواطنين المتجمعين قرب “محور نتساريم”، حيث يقع أحد مراكز توزيع المساعدات، ما أدى إلى وقوع إصابات وسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

وأسفر الهجوم عن ارتقاء 25 شهيدا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات، حيث جرى نقلهم إلى مشفى العودة في مخيم النصيرات.

استهداف العائلات والنازحين

وسط قطاع غزة، ارتقى 11 شهيداً وأصيب العشرات في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، إثر غارة جوية استهدفت منزل عائلة عياش في مدينة دير البلح، حيث جرى انتشال الضحايا بصعوبة ونقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى. كما أدى قصف جوي مماثل إلى سقوط شهداء من عائلة العديني شرق المدينة.

ونفذت قوات الاحتلال توغلاً محدوداً شرق مخيم البريج، تحت غطاء من القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف، فيما تعرضت المناطق الشمالية من مخيم النصيرات لقصف مشابه.

وفي خان يونس، استشهدت طفلة من عائلة البريم وشاب من عائلة قديح، جراء قصف طال منطقة الموصي التي تؤوي عدداً كبيراً من النازحين. كما استشهد شاب من عائلة النجار متأثراً بجراحه إثر قصف سابق على المدينة.

وتواصلت الهجمات الإسرائيلية على مناطق شمال القطاع، رغم أوامر النزوح القسري التي فُرضت على سكانها. وقد شن الطيران الحربي عدة غارات، رافقها قصف مدفعي وعمليات تفجير للمباني في مناطق التوغل.

وكانت مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا مجدداً هدفاً لغارات عنيفة، حيث دوّت انفجارات متكررة في تلك المناطق. وأفادت مصادر محلية بأن الطيران المروحي أطلق النار باتجاه المناطق الشمالية الغربية للقطاع.

في مدينة غزة، تصاعدت الهجمات على الأطراف الشرقية والجنوبية، حيث استهدفت غارة جوية حي التفاح، كما طالت غارات أخرى وقصف مدفعي حدود حي الشجاعية وأطراف حي الزيتون، لا سيما المناطق القريبة من “محور نتساريم”.

وفي تصعيد لعمليات التهجير القسري، أصدر جيش الاحتلال أوامر جديدة تطالب السكان في أحياء البلدة القديمة، وحي التفاح، والمربعات السكنية 606، 607، 719، 720، بالنزوح الفوري إلى غرب المدينة، مهدداً بالتصعيد في حال عدم الامتثال، ومحذّراً من العودة إلى تلك المناطق.

تحذيرات خطيرة

وتتزايد حدة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود، ما دفع منظمات دولية ومؤسسات محلية إلى التحذير من مخاطر جسيمة تهدد حياة المدنيين في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والصحية والخدمية.

وأطلقت بلدية مدينة غزة، وهي كبرى البلديات في القطاع، تحذيراً من توقف مشاريع حيوية وخدماتية تشمل تشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي، بسبب استمرار العدوان، ونقص الوقود، وغياب مواد الصيانة والبناء. وأشارت إلى أن العديد من “المشاريع الإسعافية” باتت متوقفة نتيجة عدم توفر الإمكانيات والمواد الأساسية التي يمنع الاحتلال دخولها عبر المعابر.

وأوضحت البلدية أنها تعاني من نقص حاد في الوقود، والآليات، وقطع الغيار اللازمة لصيانة المرافق الحيوية، مشيرة إلى أن 13 مشروعاً من أصل 16 أُدرجت ضمن خطة الطوارئ قد دخلت فعلياً حيز التعاقد، إلا أن التنفيذ تعذّر بفعل استمرار العدوان والإخلاءات المتكررة، خاصة في الأحياء الشرقية التي تعاني أوضاعاً ميدانية صعبة.

وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أولغا تشيريفكو، إن مدينة غزة باتت “على بعد ساعات من تدهور كارثي”، إذا لم يُؤمَّن الوقود بشكل عاجل، مشيرة في ختام زيارة لها إلى المدينة إلى أن الوضع في الملاجئ المكتظة بالنازحين “مروع للغاية”، وأن نقص الوقود “حرج جداً” ويؤثر مباشرة على عمل المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي.

وأضافت تشيريفكو أن مضخات المياه توقفت عن العمل في أحد المواقع التي زارتها بسبب نفاد الوقود، محذرة من إغلاق المزيد من المرافق الإنسانية والطبية في حال لم يُسمح بإدخال كميات كافية من الوقود أو استعادته من المخازن التابعة للمنظمات.

كما أشارت المسوولة إلى أن سكان غزة يواجهون خطر الموت جوعاً، إذ يخاطر كثيرون بحياتهم بحثاً عن الطعام، في حين أن المساعدات المسموح بدخولها لا تزال محدودة للغاية.

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الوقود إلى غزة منذ أكثر من 100 يوم، ما ينذر، بحسب الأمم المتحدة، بتوقف قريب للخدمات الحيوية، من بينها خدمات المستشفيات، ومحطات تحلية المياه، وشبكات الاتصالات. وكانت وزارة الصحة في غزة قد حذّرت بدورها من انهيار قريب في مستشفياتها بسبب نقص الوقود، مشيرة إلى أن الاحتلال يمنع المؤسسات الدولية من الوصول إلى مخازن الوقود بحجة أنها تقع في “مناطق حمراء”.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات