أثارت صحيفة “Le Monde” الفرنسية موجة من السخرية بعد تسليطها الضوء على احتفال رسمي في الجزائر بأول استخدام لوسائل الدفع الإلكتروني، حيث لا تزال البطاقات البنكية تُستخدم فقط لسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي بدلاً من الدفع المباشر.
وأبرزت الصحيفة مشهدًا وُصف بالمضحك، يظهر فيه مسؤول جزائري وهو يكتشف لأول مرة كيفية استخدام البطاقة البنكية للدفع، وذلك خلال زيارته إلى قرية باريكا، الواقعة على بعد 300 كلم شرق العاصمة الجزائر، في مارس 2025. واعتبرت الصحيفة أن هذه المشاهد تعكس الفجوة العميقة بين الجزائر والتطور التكنولوجي الحاصل في العالم، مشيرة إلى أن البلاد لا تزال بعيدة عن عصر الرقمنة، في وقت أصبحت فيه المعاملات الإلكترونية معيارًا أساسيًا في معظم الدول.
وسلط التقرير الضوء على التأخر الكبير الذي تعاني منه الجزائر في مجال الرقمنة وتحديث القطاع المصرفي، حيث لا تزال المعاملات المالية في معظمها تُجرى نقدًا، مع غياب البنية التحتية الضرورية لتسهيل عمليات الدفع الإلكتروني. واعتبر التقرير أن هذا الواقع يعكس إخفاقًا هيكليًا في مواكبة التطورات الرقمية، في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا المالية ركيزة أساسية للاقتصادات الحديثة.
كما أشار التقرير إلى أن محاولات الجزائر للانتقال إلى الاقتصاد الرقمي تسير بوتيرة بطيئة للغاية، وهو ما يعزز الفجوة بينها وبين الدول المجاورة التي قطعت أشواطًا مهمة في هذا المجال. وفي مقارنة ساخرة، وصفت الصحيفة هذه الخطوة بـ”الإنجاز العظيم الذي تحتفل به السلطات، بينما يعتبره العالم أمرًا بديهيًا منذ عقود”.
هذا التقرير ليس الأول من نوعه، إذ سبق لعدة تقارير دولية أن انتقدت تأخر الجزائر في التكيف مع التحولات التكنولوجية العالمية، وهو ما يضعها أمام تحديات اقتصادية كبرى في ظل استمرار اعتمادها على الطرق التقليدية في المعاملات المالية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات