يصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وفقاً لمعلومات لم تؤكد حتى الآن من الجانب الرسمي الموريتاني، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط اليوم الإثنين، في زيارة أكد مصدر دبلوماسي سوداني أنها “تستهدف تنوير الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بصفته الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، حول مجريات الأوضاع التي يعيشها السودان حالياً بسبب الحرب”.
ومن المتوقع أن تركز مباحثات البرهان في موريتانيا، حسب المصدر نفسه، على نتائج الاجتماع التشاوري الأخير لأطراف الوساطة الدولية، وتعزيز التعاون المشترك في إطار الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى مناقشة السبل الممكنة لتخفيف الأزمة الإنسانية في السودان.
وتلتزم موريتانيا، رغم علاقاتها القوية مع الإمارات العربية المتحدة، بنوع من الحياد الحذر إزاء الأزمة السودانية.
وتدعم موريتانيا التي تتولى إلى بداية الشهر المقبل، الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، جهود الوساطة الإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة السودانية المتفاقمة.
وتأتي زيارة البرهان بعد أيام قليلة من استضافة موريتانيا، للاجتماع التشاوري الثالث حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، بمشاركة واسعة من الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالوساطة.
وقد أعرب الاجتماع، الذي عُقد بمقر الأكاديمية الدبلوماسية في نواكشوط، عن قلقه البالغ إزاء استمرار الأعمال القتالية في السودان، وما يترتب عليها من تأثيرات إنسانية كارثية، من بينها نزوح أكثر من 11 مليون شخص، ووجود ما يزيد على 3 ملايين لاجئ ومشرد.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن موريتانيا بصفتها رئيسة الاتحاد الإفريقي، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رمضان لعمامرة، ووفود من دول عربية وإفريقية بينها السعودية، البحرين، مصر، جيبوتي، بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي، مجموعة الإيغاد، والاتحاد الأوروبي.
واستند الاجتماع إلى مقررات الاجتماعين التشاوريين الأول والثاني، اللذين عُقدا في القاهرة وجيبوتي عام 2024، مع التأكيد على أهمية استمرار الاجتماعات المنتظمة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المبادرات المتعلقة بالأزمة.
وفي البيان الختامي لاجتماع أطراف الوساطة الدولية، أكد المشاركون على ضرورة وقف القتال بشكل فوري، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين، وإطلاق حوار سياسي شامل دون إقصاء، يؤدي إلى مرحلة انتقالية مدنية تحفظ أمن واستقرار السودان. كما شددوا على أهمية احترام السيادة الوطنية للدولة السودانية، والعمل على تسوية النزاع بطرق سلمية تضمن حقوق الشعب السوداني.
وأكد وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، أمام اجتماع أطراف الوساطة الدولية “أن موريتانيا، تحت قيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ملتزمة بدعم السودان من منطلق الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين البلدين، مشيراً إلى حرص موريتانيا على تسهيل الحوار بين الأطراف السودانية وإيجاد حلول سياسية مستدامة”.
وتُبرز زيارة البرهان إلى نواكشوط، حسب مصدر موريتاني، “الدور المحوري الذي تلعبه موريتانيا في دعم جهود الوساطة الإقليمية، والتزامها بتوحيد المواقف الإفريقية والدولية للتعامل مع التحديات التي تواجه السودان”.
وتدخل زيارة البرهان لموريتانيا ضمن جولة إفريقية لتعزيز العلاقات الثنائية، والعمل على حشد الدعم الإقليمي والدولي لاستعادة الأمن والاستقرار في السودان.
وكان قد أكد خلال مباحثات عقدها يوم السبت في العاصمة المالية، مع عاصيمي أغويتا رئيس السلطة الانتقالية في مالي، “أن هناك حملة استعمارية تقودها دول ضد السودان، وذلك عن طريق دعم التمرد”، مضيفاً أن “النصر على المتمردين سيكون قريباً”.
وأكد البرهان “تصميم السودان على “محاربة الاستعمار الجديد”، مشيراً إلى “التلاحم الشعبي الكبير مع القوات المسلحة” السودانية”.
وأكد عاصيمي أغويتا “أن هناك جماعات إرهابية ومرتزقة من عدة دول تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”، مؤكدًا “استعداد بلاده للتنسيق مع السودان “لمحاربة الجماعات الإرهابية”.
وأوضح الجنرال المالي أن بلاده “تواجه أيضًا مجموعات إرهابية تسعى للنيل من الأمن والاستقرار”، داعيًا إلى “ضرورة تضافر الجهود من أجل محاربة هذه المجموعات المتمردة”.
ورحب أغويتا بزيارة البرهان، مشيرًا إلى أن مالي والسودان تربطهما علاقات تاريخية، واستحضر في هذا الإطار أنه عاش في السودان لأكثر من 18 شهرًا، مشيدًا بـ”الإمكانيات” التي تتمتع بها السودان “في مجال الصناعات الدفاعية”، كما أكد رغبة مالي في “تبادل الخبرات” مع السودان في كثير من المجالات.
وتأتي جولة البرهان الإفريقية الجديدة في ظل حرب مستمرة منذ منتصف أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت حتى الآن عن أزمة إنسانية غير مسبوقة حسب توصيف الأمم المتحدة.