استبعدت المملكة العربية السعودية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية، وتعهدت في الوقت نفسه بتجييش الرأي العام الدولي ضد ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن إقامة الدولة الفلسطينية شرط المملكة للمضي قدما في التطبيع مع إسرائيل، مشددا على رفض بلاده الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة.
ونقلت قناة «الإخبارية» السعودية عن بن فرحان قوله إن «الرياض ستجيّش الرأي العام الدولي ضد ممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني».
وتزامن ذلك مع دعوة وجهتها السعودية أمس إلى عقد قمة عربية وإسلامية في الرياض لبحث استمرار عدوان إسرائيل على فلسطين ولبنان.
وجاء في البيان – وفقا لوكالة الأنباء السعودية «واس» – «أكدت المملكة العربية السعودية في ضوء متابعتها لتطورات الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة واستمرار العدوان الإسرائيلي الآثم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتساع ذلك ليشمل الجمهورية اللبنانية في محاولة للمساس بسيادتها وسلامة أراضيها، والتداعيات الخطيرة لهذا العدوان على أمن المنطقة واستقرارها، مجددة إدانتها واستنكارها لاستمرار الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وما يتعرض له الأشقاء في الجمهورية اللبنانية من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية».
ودعت السعودية إلى عقد «قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في المملكة بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة».
وكان افتُتح في الرياض أمس الاجتماع الأول لـ «التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين» الذي أطلقته السعودية بهدف ممارسة الضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
والشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إطلاق «التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين»، مشيرا إلى أنه يضمّ دولا عربية وإسلامية وأوروبية. وأكد بن فرحان، في كلمته خلال الافتتاح، أن تصاعد العنف والانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، إلى جانب توسع الصراع إقليميًا، يتطلب موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي لوضع حدٍ لهذه الانتهاكات التي تُقوّض فرص حل الدولتين، وتدفع نحو مزيد من عدم الاستقرار. كما شدد على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب وتفعيل آليات المحاسبة، مؤكدا دعم المملكة لوكالة «الأونروا» ودورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية، في ظل التحديات التي تواجهها داخل الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لإنقاذ حل الدولتين، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، مشددا على التزام المملكة والشركاء الإقليميين بتحقيق السلام، من خلال خطوات عملية وجداول زمنية محدّدة تهدف إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأفادت قناة «الإخبارية» الحكومية أمس الأربعاء أن الاجتماع «يضم دبلوماسيين ومبعوثين من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية لتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين على طريق السلام الدائم والشمال في الشرق الأوسط».
وقال دبلوماسيون في الرياض لوكالة فرانس برس إنه من المتوقع أن يستمرّ الاجتماع يومين، ويتضمن جلسات بشأن العمليات الإنسانية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والحوافز لتعزيز حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ولفت الدبلوماسيون الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم، الانتباه إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون ممثلا بسفين كوبمانز المبعوث الأوروبي للسلام في الشرق الأوسط.
ورحبت الرئاسة الفلسطينية بعقد الاجتماع في العاصمة السعودية، الرياض، وأعربت في بيان «عن تقديرها الكبير لجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في رعاية واستضافة هذا الاجتماع الهام الذي سيسهم في دعم جهود القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، في إنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية».
تعليقات الزوار
لا تعليقات