أخبار عاجلة

«الفيزا» الجزائرية أصبحت نكتة ثقيلة على قلوب المغاربة

كمن يتبادلون كرات الثلج، وجدت طائفة من الناس في تصريحات «رجل دين» لبناني لعبة مُسلّية للتنفيس والتعويض عن الإحساس بالضعف أمام غطرسة «إسرائيل» التي تواصل عدوانها الغاشم على غزة ولبنان، قبل أن تُفاجَأ بضربات آتية من إيران ومن معاقل «حزب الله».
وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، ساهم الكثيرون في نشر «الفيديو» المُجتزَأ من حوار تلفزيوني أجرته قناة «العربية» مع شخص يُدعى محمد علي الحسيني، يرتدي عباءة وعمامة شيعيتين، ولكنه يظهر بمظهر «العرّاف» أو «المُنجّم» الذي يحاول منافسة مَن يُطلق عليها «سيدة التوقعات» ليلى عبد اللطيف، وهي في الحقيقة «قراءة الفنجان»، كما غنّى «العندليب الأسمر» منذ زمان!
الذين احتفوا بـ»فيديو» الحسيني، فعلوا ذلك لأنهم وجدوا فيه تفسيرًا لعملية اغتيال أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، حيث يبدو الشخص المذكور يقدّم «نصائح ثمينة» لهذا القيادي، قبل أن تمتد إليه قنابل الغدر الإسرائيلية/ الأمريكية. ويقول له: «اجمع شملك واكتب وصيتك، فمن اشتراك باعك اليوم، ولو تعلم ماذا قالت إيران عنك، وماذا أوصلت من معلومات، وماذا أرادت مقابل رأسك… لانقلبت المعادلة. ولكن، من الليلة، اعلم أنك أصبحت الهدف الأول، لذلك اكتب وصيتك، وهذا ليس تهديدًا، ونحن اليوم نتكلم بجدية، وسننتظر وسنرى كل الأحلام التي رأيتها بأنك ستدخل القدس، انظر من قالها لك ومن خدعك».
ظاهر هذا الكلام نصائح وتكهنات، وباطنه دعوة للاستسلام بين أيدي العدو وتضخيم حجمه، لدرجة أنه من شدة الخوف منه، يقع الناصحُ نفسه ومَن صدّقوا نبوءته في حب هذا العدو، تجسيدًا لـ»متلازمة ستوكهولم» المعروفة لدى علماء النفس.
وما دُمنا في مقام التنبؤ، فمن غير المستبعد أن يستغني جيش الكيان الصهيوني، في القريب العاجل، عن خدمات «أفيخاي أدرعي»، الناطق الرسمي باسمه بلسان عربي غير فصيح، فحتى استشهاداته بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية والأمثال العربية لم تنفعه في إقناع المشاهدين العرب بالسردية الإسرائيلية. ومن ثم، سوف يُعوَّض بمحمد علي الحسيني الذي يقوم بهذا الدور الوضيع. ولا غرابة في ذلك، فسيرته ـ كما تكشف عنها محركات البحث الإلكترونية ـ مليئة بالعمالة ومحاربة الحق العربي والإسلامي المشروع في فلسطين وبالهجوم على المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
ويبدو أن القناة ومعها الحسيني ـ الذي غاب الحُسن عن صنيعه ـ استطابا معًا لعبة التنبؤ والتشفي في (خصوم) «إسرائيل»، وفي الوقت نفسه تغذية الشعور بالضعف والهوان أمامها؛ فكان من نتائج ذلك حوار تلفزيوني آخر، موضوعه هذه المرة عبد الملك الحوثي، زعيم حركة «أنصار الله» اليمنية، إذ خاطبه الحسيني قائلا: «الدور عليك ومكانك معلوم، لا تنخدع ونفس مصير لنصر الله». ودعاه إلى الكفّ عن مهاجمة «إسرائيل»، وعدم التبعية لإيران التي قال إنها سوف تنقلب عليه، كما فعلت مع حسن نصر الله، بحسب ادّعاء منافس ليلى عبد اللطيف في الرجم بالغيب، أو بالأحرى بما يُوحَى إليه.
بيد أن العرب لم يكونوا بحاجة لا إلى الحسيني، ولا إلى قناة «العربية»، لكي يعرفوا المصير المنتظر لنصر الله قبل استشهاده، لأنه هو نفسه تحدّث عن ذلك في أكثر من مقابلة تلفزيونية، وكشف أنه مُستهدَف من لدن إسرائيل وأمريكا، وبمباركة من قيادة دولة خليجية؛ مؤكدًا أنه تلقّى أكثر من مرة تحذيرات في هذا الموضوع. وكان جوابه هو ما ورد في إحدى خطبه: «إن أقصى ما يملكه عدونا هو أن يقتلنا، وإن أقصى ما نتطلع إليه هو أن نُقتل في سبيل الله عزّ وجل. المعادلة الإيمانية تُحوّل نقطة قوة العدو القصوى إلى نقطة قوتنا القصوى، وبالتالي فنحن لا نُهزم، عندما ننتصر.. ننتصر، وعندما نستشهد.. ننتصر».

مجرد مسرحية

وحين نفّذت «إيران» وعدها، أخذًا بثأر حسن نصر الله وإسماعيل هنية وشعبيْ غزة وطرابلس، وأرسلت وابلاً من الصواريخ نحو إسرائيل، ردد كثيرون شامتين: «هذه مجرد مسرحية إيرانية»… بل إن البعض شطح به الخيال بعيدًا، فتخيّل تلك الصواريخ مجرد ألعاب عاشوراء!
حسنًا، إذا كانت هذه مجرد ألعاب، فلماذا أحدثت كل ذلك الذعر في تل أبيب؟ وماذا لو كانت صواريخ حقيقية؟ أما حكاية «مجرد مسرحية» فرَدّ عليها مدوّن مغربي بالقول: «سمعت أحدهم يقول: هذه مسرحية إيرانية هزلية، فردّ عليه آخر: مسرحية إيرانية هزلية أفضل من فيلم عربي إباحي»!

ازدواجية المعايير

تركت مجموعة من بلدان العالم ما يجري في فلسطين ولبنان من عدوان غاشم جانبًا، وولّت وجهها نحو واشنطن، حيث عُقد اجتماع وزاري لما يسمّى «التحالف الدولي ضد داعش»، أي ضد ما يُعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وركّزت وسائل الإعلام اهتمامها على الموضوع، سعيًا إلى صرف النظر عن المجازر الإسرائيلية.
وبدا واضحا للعيان محاولة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها «تضخيم» حجم «داعش» وخطرها الإرهابي الذي لم تستطع ـ رغم تفوقها العسكري والاستخباراتي ـ القضاء عليه منذ حوالي عشرين سنة، متجاهلة «إرهاب الدولة» الذي تمارسه «إسرائيل» في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وفودٌ تمثّل 87 دولة سارعت إلى حضور اجتماع واشنطن، فيما تباطأت عن عقد لقاء مماثل حول الانتهاكات الإسرائيلية وخرق القانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان في فلسطين ولبنان.
ثم يأتي مَن يعيب على الناس، حين يتحدثون عن «ازدواجية المعايير» و»الكيل بمكيالين» في تعامل «القوى العظمى» مع قضايا الشعوب!

«فيزا» قاطع الأرحام!

وفي المغرب، صارت «الفيزا» الجزائرية حديث المجالس الواقعية والافتراضية، إلى حد التنافس في ابتكار النكت والطرائف حول الموضوع. فحين استيقظ القاطنون في «قصر المرادية» ذات صباح، وأعلنوا فرض التأشيرة على الحاملين للجواز المغربي الراغبين في دخول الأراضي الجزائرية، صار المغاربة يذرفون الدموع الغزيرة، أسفًا عن هذه الخطوة التي حرمتهم من فرص تاريخية لزيارة البلد الجار واكتشاف سحره وجاذبيته وتقدمه الاقتصادي والصناعي وتطوره المجتمعي. واستعان البعض بالذكاء الاصطناعي، فرسم طوابير طويلة من المغاربة أمام قنصلية الجزائر في الرباط، ينتظرون دورهم للظفر بالتأشيرة!
لكنْ، بعيدًا عن السخرية السوداء، وجّهت «العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان» تحذيرًا إلى الصناع التقليديين والمقاولين الاقتصاديين المغاربة من زيارة الجزائر، بسبب ما اعتبرته غيابًا للأمن القانوني والحقوقي. ولم تستثن تلك المنظمة في بيانها حتى «مَن يرغبون في زيارة ذلك البلد لدواعٍ عائلية، إذ يجدون أنفسهم عرضة للتّوقيف التعسفي والمحاكمات الجائرة»، وذكرت أنه «جرى اعتقال ومحاكمة أكثر من 500 مواطن مغربي بتهم متنوعة، في ظروف لا تحترم أدنى معايير وشروط المحاكمة العادلة. بينما يقبع بعض هؤلاء المعتقلين في السجون الجزائرية لأكثر من سنة دون توجيه تهم لهم أو تقديمهم للمحاكمة»، بحسب قولها.
وكان إعلامي جزائري معارض بليغًا في الوصف، حينما قال إن فرض «الفيزا» على المغاربة قطع للأرحام بين الإخوة والأشقاء، وهو قرار يؤكد «انهزامية» صاحبه… الكلام لوليد كبير. والتعليق لكم!

الطاهر الطويل

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

اليونسي محمد

وما دخل فرض فيزا الجزاءر على المغاربة في حرب حزب الله؟

فقط ملاحظة: ما دخل شان فرض فيزا الجزاءر على المغاربة والحرب القائمة في الشرق الأوسط وداعش و المسرحيات..والحسيني والمتدخلين على منصات التواصل الاجتماعي في تعليقاتهم...والقمر والمريخ....؟ ماذا كان هدفك من هدا الخلط البءيس؟؟؟؟ لقد تعرض لذكر الكثير فقط لتتظلل وراء الحقد والحسد الذي يغدي روحك النجسة النثنة....! كان عليك من البداية أن تدخل في الموضوع مباشرة اي افرغ شحنتك على المغرب والمغاربة وكفى دون أن تكلف نفسك كل هدا الالتواء والالتفاف والهرطقات التي لم تنجح في صردها بأسلوب العاقل المتعلم وباسلوب منطقي! هل قتل مغاربة أبرياء تايهين في عرض البحر مسرحية؟؟؟؟ لمادا لم تتعرض للعمل البطولي الذي قام عسكر الجبن في مسرحيتك؟؟؟؟ اسمع ياخوروطو تفرض الجزاءر فيزتها علينا ام لم ....هدا قرارها ويدخل في ممارسة سيادتها...، نحن لم نهتم وسوف لا نهتم..عليك فقط ان تتعرف على عدد الزائرين المغاربة إلى جزاءركم مقارنة بعدد الاخوة الأشقاء الجزاءريين الذين ياتون لزيارة بلدنا....انذاك ستجد ما يغنيك محموده من الأصل والفصل والنسب.

عبد

ممنوع ⛔️

ممنوع ⚠️ خطر دخول السجن إذا دخلت كوريا غرب افريقيا بي دون سبب لأنك مغربي ، راه واش بصح خاصهم ما تدخلش دير الطوابير على بطاطا ، لا أنا عندي فيزا شنقريحة لا عندي فيزا شنقن وفيزا ???????? بغيت أشوف كيفاش زوروا الإنتخاب تاع دمية العسكر بو حجرة

سام

قول الحق فضيلة

بخصوص الشيخ الحسيني فالرجل على دراية كبيرة وواسعة بالنظام الايراني التوسعي بفكره الشيعي على باقي الشعوب الاسلاامية و خاصة السنية منها و بالتالي فالرجل لا ستكلم الا بما لديه من معلومات و بتحليلاته و استنتاجاته دون خوف و لا تملق من احد احب من احب و كره من كره فالرجل حر في ابداء رايه فقد يكون على صواب و قد يكون مخطئ و لكن تعليقاته جديرة بان تاخذ بجدية لما يخزنه من معلوات على النظام الايراني الاستبدادي اما بخصوص فيزا دخول المغاربة الى الجزائرفرب ضارة نافعة

Massin

[email protected]

ومن أنت؟ أعتقد أنني أعرفك. لا تحاول إخفاء الحقيقة. حزب الشيطان انهزم وقضي الامر الذي تخربط فيه. ايران باعت واشترت في مصاصي دماء اطفال سوريا وغزة.الله يمهل ولا يهمل. نعم مجرد فرقعات عاشوراء لم تقتل ولا واحدا اللهم جريحين مقابل الاف القتلى والجرحى في لبنان وحدها. ماشاء الله رد مرلرل لم يتعدي اثنى عشرة ساعة وعلى اناكن محدة كما حدد له. صواريخ سخانات الماء. هزلت ومقالك.

Massin

[email protected]

. The man Hocine said the truth.