أخبار عاجلة

منافسة شديدة بين المغرب والجزائر لمنصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي

تلوح في الأفق مواجهة حادة بين المغرب والجزائر ومصر وليبيا على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وهو من المناصب التي يتعين تجديد رئاستها ضمن انتخابات تشمل ايضا رئاسة الاتحاد.

وتحتدم المنافسة بين هذه الدول على خلافة الرواندية مونيك نسانزاباغانوا على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجهاز التنفيذي للاتحاد، وهو منصب مهم سيتحدد على أساسه مستقبل قيادة التكتل في انتخابات فبراير/شباط 2025.

وكانت الرباط قد رشحت لهذا المنصب لطيفة أخرباش الرئيسة الحالية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ووزيرة الدولة السابقة في الشؤون الخارجية، ضمن المنافسة بين دول شمال إفريقيا وفق مبدأ التناوب.

وتشتد المنافسة أساسا بين المغرب والجزائر على خلفية التوترات القائمة والناشئة بسبب ملف النزاع في الصحراء المغربية، بينما تواصل الرباط جهود عزل بوليساريو في الفضاء الإفريقي وخارجه وتعمل على تفكيك الغطاء الجزائري للطرح الانفصالي.

والفوز بالمنصب من شأنه أن يعطي دفعة أقوى لجهود المغرب في هذا المسار لتعزيز مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها في العام 2007 لإنهاء النزاع وتجد زخما دوليا وإقليميا كحل وحيد قابل للتطبيق.

وانتهجت المملكة دبلوماسية هادئة في تفكيك الطرح الانفصالي وعزل بوليساريو حاضنتها الجزائر وحققت انتصارات كبيرة، بينما تواصل على النهج ذاته استقطاب اعترافات افريقية بمغربية الصحراء من خلال العديد ممن المبادرات ومن خلال معالجة النزاع الممتد لعقود بواقعية سياسية وبعيدا عن الضجيج الإعلامي والتشنجات على خلاف نهج الشق الآخر الداعم للكيان غير الشرعي.

وبحسب موقع 'مدار 21' الاخباري المغربي، فإن ترشيح لطيفة أخرباش وهي من مواليد 1960، لمنصب نائب رئيس المفوضية الافريقية، يأتي استنادا لما راكمته من خبرة من خلال مسيرة مهنية تولت فيها عدة مناصب دبلوماسية، ما أهلها لكسب ثقة العاهل المغربي الملك محمد السادس في أكثر من مهمة تولتها سابقا.

وكان آخر منصب عينت فيه أخرباش هو رئاسة الهيأة العليا للمجلس الأعلى للاتصال السمعي -البصري والذي تتولاه منذ في 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي 2018.

وهي من خريجي المعهد العالي للصحافة وحائزة على دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من جامعة باريس 2 سنة 1988. وشغلت منذ فبراير/شباط 2016، منصب سفيرة المغرب لدى تونس وقبلها كانت سفيرة ببلغاريا ومقدونيا (2013). وتولت في الفترة من 2007 إلى 2013 منصب كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون (وزيرة دولة للشؤون الخارجية).

كما عملت لنحو 20 عاما في تدريس الإعلام وتولت كذلك خلال مسيرتها المهنية إدارة المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط من سنة 2003 إلى 2007، عينت بعدها مديرة عامة للإذاعة الوطنية.

وللدبلوماسية المغربية عدة كتب من بينها "النساء والإعلام" و"النساء والسياسة"، ولها أيضا العديد من المقالات والدراسات حول الإعلام والاتصال.

وفي المقابل رشحت الجزائر بدورها الدبلوماسية سلمى مليكة حدادي السفيرة لدى أثيوبيا والتي سبق لها أن عملت مديرة لشؤون إفريقيا في وزارة الخارجية، بينما رشحت مصر حنان موسى للمنصب.

ومن المقرر أن يجري انتخاب نائب رئيس للمفوضية الافريقية في فبراير/شباط القادم بالتزامن مع انتخاب قيادة جديدة للاتحاد الافريقي.

ورشحت ليبيا نجاة حجاجي الرئيسة السابقة للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، لكن أوساط افريقية ترى أن حظوظها قليلة بسبب ماضيها كسفيرة قريبة جدا من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وبينما تتركز الأنظار والاهتمامات على خلافة موسى فقي محمد على رأس مفوضية الاتحاد الأفريقي، يبقى التنافس على المناصب الأخرى في المفوضية أكثر اهتماما وسط توقعات بأن تكون المنافسة الداخلية على منصب نائب الرئيس بين دول شمال إفريقيا محتدمة خاصة بين الجزائر والمغرب لأسباب سياسية واقتصادية.

ومعلوم أن رغبة الجزائر في مزاحمة المغرب على التموقع افريقيا باتت أكثر جموحا في ظل نكسات دبلوماسية جزائرية في القارة الافريقية وتراجع نفوذها التقليدي هناك مقابل انتصارات دبلوماسية مغربية وازنة قائمة على تحقيق توازن في العلاقات بين الرباط وعمقها الافريقي منذ أنهت المملكة في 2016 سياسة 'الكرسي الشاغر' واستعادت مقعدها في التكتل.

وتريد الجزائر الظفر بالمقعد خدمة لأجندتها أكثر من خدمة أجندة مصالح دول شمال افريقيا. وتركز في معظم تحركاتها على إعادة إحياء التضامن والدعم لجبهة بوليساريو الانفصالية بعد أن سجلت تحولات كبيرة في مواقف معظم دول القارة لصالح مبادرات المغرب لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء.

ووفق مجلة جون افريك باتت أسماء المرشحين لخلافة موسى فقي محمد محسومة بين أربع شخصيات هي الكيني رايلا أودينغا والجيبوتي محمود علي يوسف والموريشيوسي أنيل كومارسينغ جايان والملغاشي ريتشارد راندرياماندراتو، متحدثة عن احتدام ما وصفته بـ"حرب اللوبيات" خلف الكواليس من أجل الحصول على المناصب الرئيسية الأخرى داخل طاقم إدارة الاتحاد الأفريقي وهي مناصب يتعين تجديدها بالكامل.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات