أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل "قيام دولة فلسطينية"، معرباً عن إدانة المملكة لـ"جرائم" الدولة العبرية.
وقال بن سلمان لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى "تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة".
وأضاف "لن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من دون ذلك".
ولم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية والتي طبعت بموجبها جارتا المملكة الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل. وحذا المغرب والسودان بعد ذلك حذو الدولتين الخليجيتين.
وأعربت الإدارة الأميركية مرارا عن أملها بالتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، الأمر الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة. لكن الرياض تصر على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعارض علناً إقامة دولة فلسطينية.
وفي وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإيجاد حلول لـ"القضايا المتبقية"، مشيرا إلى أن هذا قد يتيح المضي قدما بـ"مسار التطبيع" مع السعودية.
وقال في مؤتمر صحفي في هايتي إنه لا يزال يأمل في إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن في يناير/كانون الثاني. وأضاف "أعتقد أنه إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضي قدما على مسار التطبيع".
كما أكد مسؤولون في إدارة بايدن، أن صفقة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية "كانت في المتناول"، لكن حكومة نتنياهو، قد تتراجع عن الاتفاق التاريخي بدلا من قبول مطالب الرياض بتقديم التزام جديد تجاه إقامة دولة فلسطينية ووقف حرب غزة.
وقال بلينكن، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في مايو/أيار الماضي إن السعوديين "أوضحوا أن التطبيع سيتطلب هدوء في غزة ومسارا موثوقا به نحو دولة فلسطينية"، مرجحا أن "إسرائيل غير قادرة أو غير راغبة في السير في هذا المسار خلال هذه اللحظة".
ولأشهر، أملت الإدارة الأميركية أن ينتزع نتانياهو "الجائزة المنشودة" منذ فترة طويلة وهي التطبيع مع الرياض كجزء من اتفاق شامل يهدف إلى وقف حرب غزة وتحويل الانقسامات الراسخة في المنطقة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".
لكن نتنياهو، تحت ضغط من أعضاء يمينيين في ائتلافه الحاكم ويكافح من أجل بقائه السياسي، لم يوقع على عناصر الصفقة التي تعد أساسية للحصول على موافقة السعودية، وفقا للمصدر ذاته.
وعلى المستوى الدولي، قال ولي العهد السعودي إن المملكة "تسعى لتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا".
ومنذ سنوات عانت الدول الثلاث "اليمن والسودان وليبيا" من أزمات مركبة في ظل افتقادها للاستقرار السياسي واستمرار الصراعات العسكرية فيها بالإضافة لحالة التردي الاقتصادي وتعرض بنيتها التحتية ( قطاعات الخدمات الأساسية) للتدمير بشكل شامل أو جزئي.
وشدد ابن سلمان على حرص مملكته على "التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي"، في إطار "السعي المشترك لمستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات".
ولأكثر من مرة، أكدت السعودية على "ترسيخ الدبلوماسية والاحترام المتبادل في العلاقات الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
تعليقات الزوار
لا تعليقات