خلت الشوارع من المارة إلى حد كبير في المدن والبلدات بأنحاء فنزويلا، وخيم هدوء على مؤيدي المعارضة بعد أن أعلن الرئيس نيكولاس مادورو ومنافسه المعارض إدموندو جونثاليث الفوز بالانتخابات التي شابها التوتر.
وقال شهود في أنحاء مختلفة من البلاد إن عددا قليلا من الأنشطة الاقتصادية فتحت أبوابها كما تقلصت حركة النقل العام. وعبرت الولايات المتحدة ودول أخرى عن شكوكها في النتائج الرسمية التي أبقت الرئيس الحالي مادورو في السلطة ودعت إلى فرز كامل للأصوات.
وقالت لجنة الانتخابات بعد منتصف الليل بقليل إن مادورو فاز بولاية ثالثة بعد التصويت الذي جرى أمس بحصوله على 51 في المئة من الأصوات في نتيجة ستبقي الحكم الاشتراكي لربع قرن. وذلك رغم استطلاعات رأي كثيرة أجريت بعد خروج الناخبين من مراكز الاقتراع وأشارت إلى فوز المعارضة.
وفي وقت لاحق، أعلنت اللجنة مادورو رئيسا للفترة بين 2025 و2031، مشيرة إلى أنه فاز “بأغلبية الأصوات الصحيحة”.
لكن استطلاعات رأي مستقلة أشارت إلى فوز المعارضة بفارق كبير بعد ظهور حماس في دعم جونثاليث وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو في الحملة الانتخابية.
وقالت ماتشادو التي مُنعت من تولي منصب عام في قرار تقول إنه جائر إن جونثاليث فاز بنسبة 70 بالمئة.
وقالت المعارضة إن القواعد انتهكت يوم الاقتراع وأشارت إلى منع مراقبيها من حضور عمليات الفرز ومخالفات أخرى.
ودعت مؤسسة مركز كارتر الأمريكية غير الربحية التي أرسلت مراقبين إلى فنزويلا لجنة الانتخابات إلى أن تنشر مراكز الاقتراع النتائج على الفور.
ومن المفترض أن تكون لجنة الانتخابات هيئة مستقلة لكن المعارضة تقول إنها تعمل كذراع لحكومة مادورو.
ولم يدع جونثاليث أنصاره إلى النزول إلى الشوارع وحذر من العنف حتى بعد ورود تقارير عن اعتقالات وترهيب لأنصاره.
وقبل ظهر اليوم الاثنين، سُمعت أصوات ضوضاء في حيين بالعاصمة كاراكاس من معاقل الطبقة العاملة التقليدية للحزب الاشتراكي. فقد شارك سكان في تقليد شائع للاحتجاج بأمريكا اللاتينية بقرع أواني الطهي ببعضها.
لكن الاستسلام بدا واضحا على كثير من الناخبين الفنزويليين الذين تحدثت إليهم رويترز.
وقالت متقاعدة تدعى داليا روميرو (59 عاما) في مدينة ماراكايبو “حطم مادورو أمس أعظم أحلامي وهو أن أرى مرة أخرى ابنتي الوحيدة التي ذهبت إلى الأرجنتين قبل ثلاث سنوات… بقيت هنا وحدي مع سرطان الثدي حتى تتمكن هي من العمل هناك وترسل لي المال للعلاج”.
وقالت وهي تبكي “الآن أعلم أنني سأموت وحدي دون أن أراها ثانية”.
وشهدت البلاد انهيارا اقتصاديا تحت قيادة مادورو وهجرة نحو ثلث السكان وتدهورا حادا في العلاقات الدبلوماسية وصل لذروته بعقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما مما أضر بشدة بصناعة النفط المتعثرة بالفعل.
وقال سائق من ماراكايبو يدعى إندر نونيث (42 عاما) وهو ينتظر تحميل سيارته بالركاب “استيقظنا على حزن. سنظل في هذا الكابوس ست سنوات أخرى وأكثر ما يؤلمني هو أنهم سرقونا”.
ووقعت حوادث عنف متفرقة في أنحاء البلاد قبل وبعد إعلان النتائج، تضمنت وفاة رجل في ولاية تاتشيرا ومشاجرات في مراكز الاقتراع في كاراكاس وأماكن أخرى.
وفرقت الشرطة احتجاجا في كاتيا وهي قاعدة تقليدية للحزب الحاكم في غرب كاراكاس في الساعات الأولى من الصباح.
وعلق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالقول “تساورنا مخاوف حقيقية من أن النتيجة المُعلنة لا تعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي”.
واتهم مسؤولون من إدارة بايدن، في إفادة للصحفيين عن التصويت مشترطين عدم الكشف عن هويتهم، الحكومة “بالتلاعب بالانتخابات”. ولم يعلن المسؤولون أي إجراءات عقابية جديدة لكنهم تركوا الباب مفتوحا أمام احتمالات فرض عقوبات إضافية.
وقالت البرازيل أيضا إنها تراقب عن كثب فرز الأصوات وتنتظر البيانات من مراكز الاقتراع، بينما قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيث أوبرادور إنه سينتظر حتى رصد 100 بالمئة من النتائج قبل الاعتراف بالفائز.
ورحبت روسيا وكوبا وهندوراس وبوليفيا بفوز مادورو المزمع.
واتسمت علاقة كاراكاس وواشنطن بالخصومة منذ عهد الزعيم الشعبوي اليساري هوجو تشافيز.
وتولى مادورو (61 عاما)، وهو سائق حافلة ووزير خارجية سابق، منصب الرئيس بعد وفاة تشافيز في عام 2013. وتقول الولايات المتحدة ودول أخرى أن مادورو ديكتاتور وإن إعادة انتخابه في عام 2018 كانت احتيالا.
وانخفضت سندات فنزويلا وسندات شركة النفط الحكومية ما بين 1.5 إلى خمس سنتات اليوم الاثنين.
كعكة الاحتفال
أكد مادورو في وقت مبكر من صباح الاثنين بيان حملته الانتخابية بأن النظام الانتخابي في فنزويلا يتمتع بالشفافية مضيفا أنه سيوقع مرسوما اليوم الاثنين لعقد “حوار وطني موسع”.
وقال المدعي العام الفنزويلي طارق صعب إن النتائج تأخرت بسبب هجوم على النظام الانتخابي من مقدونيا الشمالية. ولم يقدم أي دليل أو أي تفاصيل أخرى.
ونشرت شركة إديسون البحثية التي تجري استطلاعات رأي رفيعة المستوى للانتخابات في الولايات المتحدة ودول أخرى، استطلاعا للرأي أظهر أن جونثاليث، الدبلوماسي السابق البالغ من العمر 74 عاما والمعروف بهدوء الطبع، فاز بنسبة 65 بالمئة من الأصوات، في حين حصل مادورو على نسبة 31 بالمئة.
وقال روب فاربمان نائب الرئيس التنفيذي لشركة إديسون لرويترز في رسالة بالبريد الإلكتروني “النتائج الرسمية سخيفة”، مضيفا أن الشركة تتمسك بنتائج استطلاعها.
وأجرت إديسون استطلاعا للرأي على مستوى البلاد باستخدام بيانات أولية من 6846 ناخبا جرت مقابلتهم في 100 مركز اقتراع.
وقالت شركة ميجاناليثيس المحلية إن استطلاعا للرأي أجرته لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع أعطى 65 بالمئة لجونثاليث ومنح مادورو أقل من 14 بالمئة.
وأثارت المعارضة ومراقبو الانتخابات تساؤلات قبل التصويت بشأن مدى نزاهة التصويت، قائلين إن قرارات السلطات الانتخابية واعتقال موظفي المعارضة استهدفت وضع عراقيل.
وأفادت صحيفة أوك دياريو الإسبانية بأن الصحفي الإسباني خوان مارتينيز الذي يعمل لديها اعتقل وأفرج عنه اليوم الاثنين.
ولم يرد صعب على طلب للتعليق.
ودعت ماتشادو الجيش الأسبوع الماضي إلى تأييد نتائج التصويت، قائلة إن الناخبين أوضحوا أنهم لا يريدون مادورو.
ولطالما أيد الجيش الفنزويلي مادورو ولم تظهر أي بوادر على معارضة قيادات القوات المسلحة للحكومة.
تعليقات الزوار
نهاء ديكتاتورية مادورو
لقد انتهن ديكتاتورية النظام القمعي لنيكولاس مادورو الذي استخف بالشعب الفنززيلي معتبرا نفسه فائزا في الانتخابات دون ان يحصل ذرك و في هذه الاثناء حالة غضب و عصيان تجوب دولة فنزويلا اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يتجيب القدر فعلى نظام عسكر الجزائر ان يستفيذ مما يحصل في فنزويلا و لا يستخف بالشعب الجزائري و نفس الكلام لجون كيشوك التونسي سعيد