تسعى الجزائر إلى زيادة احتياطاتها من النفط والغاز وتأمين الطلب المتزايد على الطاقة المحلية ولعملائها، بينما تهدف الى رفع إنتاجها من الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 200 مليار متر مكعب سنويا مقابل إنتاج حالي يقدّر بـ137 مليار متر مكعب.

وتعتزم الحكومة الجزائرية إجراء جولة تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في الربع الرابع من العام الجاري بعد نجاحها خلال المدة الأخيرة في توقيع اتفاقيات شراكة مع عدد من الشركات العالمية وفي مقدّمتها إكسون موبيل وشيفرون وإيني وسينوبك، وفق ما أكده مصدر بالوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات لوكالة رويترز.

وتُوفر شركة سوناطراك الحكومية الجزء الأهم من عائدات البلاد من العملة الصعبة والتي تُصنف ضمن كبريات شركات المقاولات على الصعيد الأفريقي، فقد حققت 8 اكتشافات في مجال النفط والغاز في الجزائر خلال 5 أشهر الأولى من العام الجاري في عدد من الأحواض بالتعاون مع شركات نفط عالمية.

وتعمل الشركة بالتعاون مع شركائها من كبرى شركات النفط العالمية على زيادة رقعة الاستكشاف ووضع حقول جديدة على خطوط الإنتاج من أجل تأمين احتياجاتها.

وتسعى الجزائر إلى وضع خطط لزيادة إنتاجها من الغاز تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالمجيد تبون الذي كان أمر برفع كمية التصدير إلى 100 مليار متر مكعب سنويا. كما تهدف الحكومة لبلوغ مستوى إنتاج 200 مليار متر مكعب من الغاز سنويا خلال الـ5 سنوات المقبلة مقابل إنتاج حالي بـ137 مليار متر مكعب لتغطية الطلب المتزايد داخليا و خارجيا.

ووفق بيانات لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) فقد انخفض الإنتاج الجزائري للنفط إلى 977 ألف برميل يوميا خلال العام الماضي مقابل 1.018 مليون برميل يوميا عام 2022، لتحتلّ في المرتبة الرابعة أفريقيا بعد نيجيريا وليبيا وأنغولا.

وحسب المصدر ذاته تمتلك الجزائر ما يصل إلى 159 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز الطبيعي و12.2 مليار برميل من احتياطيات النفط، وتنتج نحو 910 آلاف برميل من النفط و9.9 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا.

وخلال العام الماضي تراجع متوسط صادرات الجزائر من النفط إلى 403 آلاف برميل يوميا، مقابل 408 آلاف برميل يوميا في عام 2022، فيما انخفض الإنتاج من الغاز الطبيعي خلال الربع الأول من العام الجاري بمقدار 5.52 مليار متر مكعب مقارنة بالربع نفسه من 2023، مقابل ارتفاع استهلاك البلاد من الطاقة لتوليد الكهرباء والتدفئة، وفق بيانات صادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة جودي.

كما انخفض إنتاج الغاز الجزائري إلى 26.28 مليار متر مكعب بين شهر يناير/كانون الثاني ونهاية مارس/آذار 2024 مقابل 31.81 مليار متر مكعب في نفس الفترة من عام 2023، الذي شهد مستويات قياسية للإنتاج ما أدى إلى الانخفاض الملحوظ على أساس سنوي في الربع الأول من 2024.

وكان وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب قد كشف في تقارير إعلامية محلية أن قيمة استثمارات قطاع الطاقة والمناجم قد تعدّت 9 مليارات دولار عام 2023 مقابل 8 مليارات دولار في 2022، وُجّه منها ما يزيد عن 5 مليارات دولار إلى تطوير قطاع النفط والغاز بينما وُجّه ثلثاها لتطوير نشاط المنبع في الاستكشاف والإنتاج.