أخبار عاجلة

انعدام الغذاء والتطعيمات يهدد حياة أكثر من مليون طفل بقطاع غزة

حذر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة من أن سوء التغذية يهدد بـ”شكل مباشر” حياة أكثر من مليون طفل فلسطيني، مبينا أن 3500 طفل من القطاع باتوا “أقرب إلى الموت” بسبب انعدام الغذاء والتطعيمات.

وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة، خلال مؤتمر صحافي الاثنين إن “أكثر من مليون طفل بالقطاع أصبحوا تحت التهديد المباشر لسوء التغذية، بينهم 3500 طفل باتوا أقرب للموت، بسبب انعدام الغذاء والتطعيمات”.

وأضاف أن القطاع “يتجه بشكل متسارع نحو المجاعة، لاسيما في محافظتي غزة والشمال”، مشيرا إلى أن الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة “تتدهور بشكل خطير”.

وأوضح أن محافظتي غزة والشمال “يتواجد فيهما 700 ألف إنسان يعيشون فصول المجاعة بشكل يومي”.

وجددت حكومة غزة التي تديرها حركة “حماس” اتهام إسرائيل بأنها “تمنع إدخال المساعدات والبضائع والسلع منذ أكثر من شهرين متواصلين لمحافظتي غزة والشمال، الأمر الذي ينذر بوقوع خسائر فادحة في الأرواح خاصة بين المرضى والأطفال”.

وفي 12 يونيو/ حزيران الجاري توقع مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن يواجه نصف سكان غزة الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/ تموز المقبل، ما لم يتم السماح بحرية وصول المساعدات.

تدمير معبر رفح

وفيما يتعلق بإحراق الجيش الإسرائيلي معبر رفح البري الحدودي مع مصر (جنوب)، قال الثوابتة: “المعبر خرج عن الخدمة بشكل نهائي، وهو ما يعد خرقا جديدا للقانون الدولي ولكل معاني الإنسانية والأخلاق”.

ولفت إلى أن تدمير المعبر “حرم 25 ألف مريض وجريح من السفر لتلقي العلاج في الخارج، كما أعاق إدخال أكثر من 15 ألف شاحنة مساعدات للقطاع”.

واعتبر الثوابتة أن عدم إدخال تلك الشاحنات بمثابة “الحكم بالإعدام على أهالي قطاع غزة، الذين باتوا يعتمدون على المساعدات في غذائهم اعتماداً كاملاً ووحيداً”.

وعليه، دعا “المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على إسرائيل وواشنطن لوقف حرب الإبادة الجماعية وفتح المعابر وإدخال المساعدات”.

وفي 8 مايو/ أيار الماضي سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح ضمن عمليته البرية في المدينة، فيما قام بحرقه وتدميره في 17 يونيو الجاري.

الرصيف العائم في غزة

وفي سياق متصل، اتهم الثوابتة إسرائيل باستخدام الرصيف الأمريكي العائم على شاطئ غزة في “التحضير والانطلاق لتنفيذ مهام أمنية وعسكرية”.

وقال إن من بين هذه المهام “ارتكاب جريمة مجزرة مخيم النصيرات (نفذتها إسرائيل في 8 يونيو الجاري وقتل خلالها 274 فلسطينيا)”.

وأوضح قائلا: “كان لهذا الرصيف دورا عسكريا وأمنيا رئيسيا في هذه المجزرة المروعة”، ورأى أن الرصيف “لم يقدم ما نسبته 1 في المئة من حاجة سكان قطاع غزة من الغذاء”.

وزعمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس، تسليم أكثر من 4 آلاف و100 طن متري من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الرصيف العائم قبالة ساحل القطاع، منذ بدء تشغيله في 17 مايو/ أيار الماضي.

وفي 10 يونيو نفى البنتاغون استخدام إسرائيل للرصيف العائم خلال عمليتها لتحرير 4 من أسراها بمخيم النصيرات وسط القطاع، وهو الادعاء الذي ترفضه السلطات في قطاع غزة.

الأونروا: مستويات جوع كارثية 

من جانبه، قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن مستويات الجوع “الكارثية” بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة “من صنع البشر”.

جاءت تصريحات لازاريني في كلمته الافتتاحية أمام اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة في مدينة جنيف السويسرية، ونشرت الوكالة فحواها على موقعها الإلكتروني.

وأضاف لازاريني في بيان الاثنين أن “193 عاملا في الوكالة الأممية قتلوا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة” التي بدأت في 7 أكتزبر/تشرين الأول 2023.

ولفت إلى أن “أكثر من 180 منشأة للأونروا تضررت أو دمرت، ما أسفر عن مقتل 500 فلسطيني على الأقل ممن كانوا يطلبون الحماية الأممية منذ بداية الحرب”.

وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت الأونروا تلبي 70 – 80 في المئة من احتياجات الرعاية الصحية الأولية، حسب البيان نفسه.

وأوضح المسؤول الأممي أن “نسبة ضئيلة فقط من المراكز الصحية التابعة للأونروا لا تزال عاملة بغزة، مع الحد الأدنى من إمكانية الوصول إلى الإمدادات”.

وقال إن “مستويات الجوع الكارثية في أنحاء قطاع غزة من صنع البشر”.

وسلط الضوء على أن “أطفال غزة يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف، فيما تنتظر إمدادات الغذاء والماء النظيف على الشاحنات”.

وأضاف أن “انهيار النظام المدني العام أدى إلى انتشار النهب والتهريب بما يعيق توصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها”.

ووصف الوضع بأنه “كابوس لا يستطيع سكان غزة أن يستيقظوا منه”.

وقال لازاريني: “خلال الأشهر التسعة الماضية شهدنا إخفاقات غير مسبوقة للإنسانية في منطقة اتسمت بعقود من العنف”.

وفي حديثه عن الوضع بالضفة الغربية المحتلة، حذر من أن “مأساة أخرى تتكشف” حيث قتل أكثر من 500 فلسطيني منذ 7 أكتوبر.

وفيما يتعلق بملايين اللاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا والأردن، قال إن “معظمهم يعيشون في المخيمات منذ أجيال، وغالبا ما يتمتعون بحقوق محدودة وفي فقر مدقع، في انتظار حل سياسي ينهي الحرب”.

وأضاف: “إنهم اليوم يشهدون أكبر مأساة فلسطينية منذ النكبة” التي حلت بهم جراء تهجيرهم من فلسطين عام 1948 وإقامة دولة إسرائيل على أراضيهم المحتلة.

 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، إضافة إلى آلاف المفقودين.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات