سلّطت "مؤسسة "فريديريش نومان ستايفتونغ" الألمانية في تقرير حديث الضوء على الثقة الأوروبية العالية التي يحظى بها المغرب، لافتة إلى أن المملكة تعدّ شريكا دوليا هاما لا غنى عنه بالنظر إلى ثقلها الإقليمي والدولي في منطقة شديدة الحساسية، كما عدّدت النجاحات التي حققها المغرب على طريق ترسيخ نفسه كبوّابة على أفريقيا من خلال المبادرات الناجعة في مختلف المجالات، مقابل انحسار النفوذ الجزائري في المنطقة.
وأشارت المؤسسة الألمانية إلى أن "الرباط حافظت على مكانتها بالمنطقة كأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي"، موضحة أن "التكتل يعدّ أكبر مستثمر عالمي في المغرب من خلال دعمه المتواصل لمشاريع التحول الطاقي التي انخرطت فيها المملكة".
وأكدت أن "المملكة تعدّ شريكا أوروبيا في مجال مكافحة الهجرة وجهود بسط الأمن في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط"، مشيرة إلى أن "انخراط المغرب في ظروف إنسانية للاجئين القادمين من دول الجنوب".
وبينت أن "الحرب الروسية الأوكرانية أتاحت للمغرب ترسيخ نفسه كفاعل رئيسي في السلة الغذائية العالمية"، مضيفة أن "البلد تمكن من تجاوز التداعيات الاقتصادية للنزاع الروسي الأوكراني، في وقت واصلت فيه الحكومة المغربية دعم المواد الأساسية".
وتابعت أن المغرب أبدى "حرصا على ضمان الأمن الغذائي الإفريقي ككل بانخراطه في حملة من الاستثمارات الموجهة جنوبا".
وأشار التقرير إلى نجاح المغرب في الإيفاء بالتزامه تجاه عمقه الإفريقي بمزيج المبادرات التنموية والاقتصادية والسياسية والدينية في ظل عودته إلى الاتحاد الأفريقي منذ العام 2016، لافتا إلى "تشبثه لعقود بدبلوماسيته الدينية مع الجنوب وتمسكه بالنموذج المغربي في التدين".
وعمل المغرب طيلة الأعوام الماضية على نشر الأمن الروحي في أفريقيا من خلال إنشاء العديد من المساجد وتكوين الأئمة والمرشدين الأفارقة في المملكة وفق مناهج تهدف إلى نشر قيم التسامح والاعتدال والوسطية ونبذ كافة أشكال التطرّف.
ويقيم الانخراط الأفريقي في مبادرة الأطلسي التي أطلقها المغرب بهدف تسهيل ولوج دول منطقة الساحل الأفريقي إلى الممر المائي الحيوي الدليل على حرص المملكة على تحقيق الإقلاع الاقتصادي والرفاه الاجتماعي لشعوب المنطقة، فيما وصف خبراء المبادرة بأنها "فرصة تاريخية" لتنمية القارة وضمان ازدهارها واستقرارها وأمنها.
وفي سياق متصل أشارت المؤسسة الألمانية إلى أن "السياسة الخارجية المغربية تجاه أفريقيا باتت تقابل بنوع من الريبة والعجز من طرف الجزائر التي أدركت أن نفوذها في القارة بات مستمرا في طريق التآكل".
وسعت الجزائر خلال الآونة الأخيرة إلى التشويش على المبادرة الأطلسية بتهويل الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقي، فيما باءت كافة محاولاتها بملاحقة النجاحات المغربية بالفشل بعد أن عجزت عن تقديم برامج حقيقية تنافس الخطة المغربية الطموحة.
ويرى مراقبون أن الجزائر لا تتحرك من منطلق سعيها إلى حلّ المشاكل التنموية والاقتصادية للقارة الأفريقية بل تدفعها مخاوفها من تنامي النفوذ المغربي في المنطقة، لا سيما وأن المملكة باتت مرشحة للعب دور وازن في تسوية العديد من النزاعات التي تشهدها منطقة الساحل ويتصدرها الأزمة في مالي بعد إلغاء باماكو اتفاق السلام الهش الذي رعته السلطات الجزائرية بسبب ما اعتبرته تدخلا في شؤونها إثر التباحث مع وفد من الانفصاليين الطوارق دون إشراكها.
وفي شأن آخر أشار التقرير إلى أن تنامي التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي لم يمنع المملكة من تنويع شراكاتها مع الصين، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الرباط وواشنطن تطورا لافتا يشمل مختلف القطاعات بما فيها التعاون العسكري المتنامي، مسلّطا الضوء على دعوات نقل مركز "أفريكوم" من ألمانيا إلى المغرب.
تعليقات الزوار
تاريخ مشوه ورموز اشباح
إسرائيل ابريطانيا فى الشرق الاوسط + وجزائر فرنسا فى شمال افريقيا . والادوار التى يقومون بها هدا من تخطيط اللاستعمارلتقسيم والاستغلال وايقاف عجلة اي نوع من التقدم والتطورفى منطقة ( سايكس بيكو) التى اوجدت اجيال المسخ متنكر للقيم والمفاهيم ،
كلام صحيح
الززاير سوف يتم عزلها تماما اولا عن محيطها ثانيا عن العالم والأيام بيننا...الحل الوحيد كي يرفع عنهم الحصار هو سقوط النظام الكابراني الارهابي وسيسقط لا محالة والأيام بيننا...
!!!!!!
كيف يمكن لبلد يحتل المرتبة 154 عالميا في التعليم وقد تجاوزته بلدان في حالة حرب كليبيا مثلا ان يصل الى هدا المستوى من العلاقات مع الاتحاد الاوروبي ؟ فهده المرتبة مرتبة الدول المتخلفة وليس النامية حتى ... .هل من سر في دلك ؟ انا اعتقد ان لا شك في ان هناك سر .... الفاهم افهم ..... معادلة بسيطة كلما تقدم خطوة في طريق الرياضة تقهقر خطوة في التعليم .كلما زاد في انفاق الملابير على الكرة زاد في المعيشة اليومية للمواطن وقس على دلك . هل هي مجرد صدفة ؟؟؟!!!! مستحيل
مجرد تساؤل
مجرد تساؤل من المخاطب بهذا التقرير !!!؟؟؟ قال آرثر شوبنهاور ما نصه: " من بين كل مئة شخص يوجد بالكاد شخص واحد يستحق أن نُجادله، أما بالنسبة للآخرين، فلنتركهم يقولون مايريدون لأن من حق الناس أن يهذوا ." انتهى الاقتباس وقال مخائيل نعيمة ما نصه: " كَم من أناس صرفوا العمرَ في إتقانِ فنّ الكتابة..ليذيعوا جهلَهُم لا غَير!" انتهى الاقتباس وقال مصطفى صادق الرافعي ما نصه " إن كثيراً من كلام الصحف لو مسخه الله شيئاً غير الحروف المطبعية، لطار كله ذباباً على وجوه القرّاء !" انتهى الاقتباس. ما سلف ينطبق على كاتب التقرير الذي يبدوا أن كاتب المقال استهلك منتوج المغرب من الكيف واليوفا قبل أن يلجأ لقلمه، وينغمس في سرد مزاعم لم يرفقها ولا برقم واحد ولا بمثل واحد. نسي أن مديونية المغرب الخارجية بلغت 70 مليار دولار، فأصبح يعرض أطفاله ونساؤه لمضاعفة مداخيل السياحة الجنسية. وقبل أن يصبح مكب لنفايات البشرية والصناعية مقابل ثمن بخس. وألغى صندوق الخاصة ورفع سعر البوطا وارتفعت الأسعار وزاد عدد البطالين. نسي أن المغرب عجز أن يطوي ملف الصحراء منذ نصف قرن، فأنخرط في ممارسات لا أخلاقية من قبيل فضائح سبتة وبيغاسوس وموروكو غايت ومجزرة مليلية. نسي التقرير أن منظمة "أيكواس" التي تضم أفقر دول العالم رفضت انضمام المغرب. كما رفض "مجلس التعاون الخليجي" الذي يضم أغنى دول العالم انضمام المغرب. نسي أن المبادرة الأطلسية قاطعتها موريتانيا والسنغال وأن المغرب تعزله الجغرافيا عن دول الساحل.