أنباء تناقلتها صحف جزائرية، عن كون الرئيس عبد المجيد تبون، غاضب من تفشي ظاهر الشيتة نحوه، أثارت جدلا بين سياسيين ومحللين حول الأسباب التي أعادت مثل هذه السلوكيات للواجهة، في وقت ينتظر آخرون قرارات تعيد ضبط الأمور قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في أيلول/ سبتمبر المقبل.
وممّا نشرته جريدتا “الخبر” و”لوسوار دالجيري”، بعنوان متشابه “الرئيس غاضب”، أن تبون “بعد ملاحظة عودة هذه الممارسات القديمة، ثارت ثائرته وأصدر تعليمات بوقفها. وأكدت “لوسوار” أن هذه العادات السيئة لا تزال متجذرة بعمق، خاصةً تلك التي تعود إلى حقبة زمنية سابقة وتتمثل في تمجيد الرئيس وتكريمه دون مراعاة للمكان أو الشكل المناسبين.
ويبدو أن ما أثار غضب الرئيس، وفق هذه الأخبار، هو رفع “تيفو” عملاق يحمل صورته في إحدى التجمعات السياسية التي نشطها حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب الأغلبية الرئاسية، وهو المهرجان الذي أعلنت فيه هذه التشكيلة السياسية دعم الرئيس عبد المجيد تبون للترشح لعهدة رئاسية ثانية.
ومثل هذه المظاهر، تعيد إلى الأذهان، فترة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة التي يحاول في كل مرة الرئيس تبون التمايز عنها، خاصة ما طبعها من مظاهر عبادة الشخصية وتمجيد “صورة الرئيس” الذي لم يكن وقتها يقوى حتى على الحركة أو الكلام.
وسبق للرئيس تبون العام الماضي أن دعا وزراءه “للامتناع النهائي عن الاستعمال المُبالغ فيه، للعبارات السياسية النمطية التي تمجد الشخصيات وتقدسهم، عبر أي وسيلة إعلامية، توحي بأن كل نشاط حكومي مهما كان نوعه، هو بتوجيه من السيد رئيس الجمهورية”. ولفت إلى وجوب “الاحترام الصارم للمواطنين والشعور العام، في كل خطوة أو معاملة، كون رضى الشعب هو المقياس الأوحد لحسن الأداء، لبناء جزائر مهابة وقوية”.
وفي بداية عهدته مطلع سنة 2020، أصدر الرئيس الجزائري تعليمات بمنع استعمال لفظ “الفخامة” في مناداته، في رسالة أراد من خلالها الحد من مظاهر التزلف للرئيس، وفق أنصاره.
ونددت الرئاسة الجزائرية، قبل فترة بتكريم جامعة باتنة شرق البلاد، للرئيس عبد المجيد تبون عبر لوحة فنية تحمل صورته، واصفة ما جرى بالتصرف السيء الذي يستحضر “حقبة مشينة” من تاريخ البلاد.
ويشير كل ذلك إلى فترة الرئيس السابق، حيث كانت تستعمل صورته في التكريمات لإظهار أنه موجود.
لكن الملاحظ أنه مع تكرار التبرئ من هذه الممارسات، إلا أنها تبقى موجودة في الواقع، وهو ما دفع بنائب رئيس حزب اتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية، سمير بلعربي إن كان هذا الغضب ستتبعه قرارات فعلية لوقف هذه المظاهر. غير أن هناك من ينظر للمسألة من زاوية أخرى، من حيث أنهم يرون فيما يصدر عن بعض الأحزاب انعكاسا مباشرا لسياسة السلطة في تسقيف النقاش السياسي ونقص هوامش الحرية التي تسمح تلقائيا بزوال هذه السلوكيات.
وكتب في هذا الشأن الصحافي والمحلل السياسي نجيب بلحيمر، أن “الجزائريين يعرفون أن كل ما يجري على الساحة السياسية يتم بمباركة من السلطة القائمة، وهذه الحملة المجنونة والمستمرة منذ سنوات تذكر الناس بحقيقة أن لا جديد يميز “الجديدة” عن عهد بوتفليقة، وأن النظام لا يتقن اللعب بغير هذه الطريقة”.
وأضاف أن ما صدر عن الصحف يذكر الناس بأن تبون أمر بعدم استعمال لفظ الفخامة عند ذكره، لكنه يغفل حقيقة أن كل وسائل الإعلام العمومية والخاصة تفرغت لتمجيد الرئيس حتى وإن ظهر لقب “عمي” (لفظ شائع شعبيا في الحديث عن الرئيس) أخف وطأة من لفظ الفخامة، ويكفي أن نتابع تعليقات وكالة الأنباء وما يبث في التلفزيون والإذاعة وتصريحات المسؤولين لنفهم أن تجارة التزلف ازدهرت بشكل غير مسبوق”.
من جانبه، ذكر الناشط السياسي إسلام بن عطية، أن “غضب الرئيس هذه المرة لا يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي ولكن بخرجات الأحزاب السياسية التي رشحته قبل أن يترشح ودعمته دون أن تعلم برنامجه إذا ما ترشح والتطور من ثقافة “الكادر” (الصورة) إلي ثقافة التيفو.. متسائلا: “هل يقبل المنطق أن يغضب الرئيس من أحزاب تشكل ثلثي البرلمان وهي شريكة له في حكوماته المتعاقبة؟”.
وينتظر أن تكون الحملة الانتخابية والأجواء العامة التي تسبق اقتراع أيلول/ سبتمبر، موعدا لاختبار مدى الالتزام بالابتعاد عن مظاهر التزلف التي يطلق عليها في الجزائر مصطلح “الشيتة”، وقياس مستوى الخطاب السياسي الذي سيستعمله المترشحون للإقناع ببرامجهم السياسية ونقد بعضهم البعض. ويتيح قانون الانتخابات خاصة في الحملة الانتخابية التي تسبق موعد التصويت بثلاث أسابيع، فرصا متساوية في الإعلام العمومي أمام المترشحين.
تعليقات الزوار
تقليد الاعمى
المشكل لذى الجزائر انهم يريدون ان يقلدو المغرب في جميع مظاهر الحياة حتى الرئيس يتعاملون معه كانه ملك
bq
الرئيس هو مجرد موظف بسيط لذى فرنسا حسب اتفاقيات ايفيان في تسيير المقاطعة الفرنسية
باراكات
القضية مفروشة وواضحة:على المشيتين الا يظهروا بالمكشوف وعليهم وضع اقنعة لاخفاء ولائهم ولكن الوضع لا يعكس الا العكس:اعلامك يا عمي تبون لا يطبل ولا يزمر الا لك ولشرذمتك مهما حاولت التستر وخير مثال على ما أقول ما عرفته ساحة الرياضة مؤخرا.
مجرد تساؤل
مادام تبون مجرد شيات لشنقريحة فلا عجب أن يشيت له الاذناب ،الرءيس الدمية شيات لشنقريحة فاتباعه شياتون ،أليست الجزائر تعتمد سياسة التشيات منذ زمان ؟ مجرد تساؤل