على خلاف سائر جنود الأرض يتوجه المقاوم الفلسطيني لمهمته دون تموين قتال، فلا ماء ولا طعام، واضعا نصب عينيه وصية أجداده القدامى، إما النصر أو الشهادة لأجل ذلك لم تخذلهم السماء، حينما وعدتهم إحدى الحسنيين. تمر الأيام وتشح المؤن فلا يزداد أهل غزة إلا بسالة وإصرارا، فيما تنهار معنويات أعدائهم المدججين بأحدث الأسلحة ووسائل الحماية، إذ تنقل شهادات قيادات العدو، أنه بعد قرابة ثمانية أشهر تبدو المقاومة في أفضل حالاتها النفسية، رغم الحصار المفروض على القطاع. وبات نتنياهو ومن حوله من مجرمي الحرب على قناعة بأن حماس، لن تهزم، وأن الشعب الذين تآمر عليه كل أشرار الكون، وبينهم أشقاء بات في حكم المؤكد انه عصي على الركوع.
وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن العالم أصابه ما يمكن تسميته بظاهرة الانفصام العالمي. وأضاف: برزت هذه الظاهرة بشكل واضح بعد العدوان الصهيوني على غزة، فنرى بعض الدول تعلن عن مدّ إحدى يديها بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، ويدها الأخرى ممدودة بالسلاح والعدة والعتاد العسكري للكيان الصهيوني، ليستمر في ممارسة القتل والإرهاب، مشددا فضيلته على أن التقدم في صناعة السلاح لا ينتج حضارة. وتابع: على صنَّاع القرار العالمي التحلي بالحكمة والعقل، والاستماع لإرادة الشعوب التي خرجت ترفض الجرائم الإرهابية التي يرتكبها الصهاينة في غزة، يؤكد ذلك المظاهرات التي نراها في معظم العواصم الأوروبية والأمريكية.
وأعلن المكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أن إسرائيل منعت إدخال نحو 3000 شاحنة مساعدات مختلفة، فضلا عن 690 جريحا ومريضا من السفر لتلقي العلاج في الخارج. وكشف بيان عن أن “إسرائيل تمنع لليوم الـ13 على التوالي، إدخال المساعدات الغذائية والتموينية والأدوات والمستلزمات الطبية، وتمنع إدخال الوقود للمستشفيات، والأجهزة التي تقدم الخدمات الإنسانية”. ومن أخبار المصريين في الخارج: صرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه في إطار متابعة أوضاع الطلاب المصريين في جمهورية قيرغيزستان على خلفية المشاجرات والاعتداءات التي تعرض لها عدد منهم هناك، ووجه سامح شكري وزير الخارجية السفارة المصرية في كازاخستان – باعتبارها تتولى مهمة التمثيل غير المقيم في قيرغيزستان – بإيفاد بعثة قنصلية على الفور إلى العاصمة القيرغيزية “بيشكيك”، التي تبعد حوالي 1200 كيلومتر من مقر سفارة مصر في كازاخستان، للاطمئنان على أمن وسلامة الطلاب المصريين، والتأكد من توفر جميع حقوقهم وحسن التعامل معهم، ومتابعة الإجراءات ذات الصلة مع السلطات القيرغيزية. قدمت البعثة الإرشادات والنصائح للطلاب للحفاظ على سلامتهم، مؤكدة على ضرورة التزامهم بعدم الخروج في أوقات متأخرة، خاصة بشكل فردي والالتزام بتعليمات الشرطة المحلية.
خذلهم العرب
أبدى عبد المحسن سلامة في “الأهرام”، أسفه بسبب ما اعتبره تخاذلا في الموقف العربي، مؤكدا أن مؤتمر القمة العربية لم يرتفع إلى مستوى طموحات الشارع العربي، في ما يخص اتخاذ موقف يتسق مع الموقف المصري في التضامن ضد إسرائيل في المحكمة الدولية في دعوى «الإبادة الجماعية»، ومع ذلك لم تضغط مصر على أحد، ولم تناور، وتركت الباب لكل من يرغب طواعية في الانضمام إلى الدعوى دون مزايدات أو ضغوط. كان من المتوقع، أن يكون هناك قرار من القمة العربية لاتخاذ موقف مماثل للموقف المصري، والانضمام إلى دعوى جنوب افريقيا في محكمة العدل بشأن جرائم الإبادة الجماعية لتكون رسالة غضب عربية موحدة تجاه الجرائم الإسرائيلية، لكن للأسف خرجت قرارات القمة العربية دون التطرق إلى موقف موحد وجماعى في هذا الشأن. ولأن مصر القوية والشامخة لا تتراجع، فقد أكد مصدر رفيع المستوى لـ«القاهرة الإخبارية»، أن مصر عازمة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدانة الممارسات الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية، نافيا ما نشرته وسائل إعلام عبرية بشأن تراجع مصر عن الانضمام لجنوب افريقيا في دعواها المرفوعة ضد إسرائيل. الموقف المصري قوي وواضح منذ اندلاع الأزمة، ولم تصمت مصر لحظة واحدة، ولا تزال تبذل قصارى جهدها لوقف نزيف الدم في غزة، وتقديم كل أوجه المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني هناك، كما أن مصر لم تغلق معبر رفح دقيقة واحدة منذ اندلاع الحرب، ولا تزال الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية تقف في طوابير طويلة وممتدة أمام المعبر في انتظار فتحه من الجانب الفلسطيني، الذي تم احتلاله من جانب القوات الإسرائيلية، ورفض القوات الإسرائيلية المحتلة السماح بمرور الشاحنات. أرادت مصر أن ترسل رسالة غضب قوية إلى الجانب الإسرائيلي إزاء الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، وأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي الوحشي على الفلسطينيين. مصر هي التي صنعت السلام مع الإسرائيليين، لكنه السلام القائم على العدل، والحق، والمساواة، وإنهاء الاحتلال من كل شبر من الأراضي العربية، وبدخول مصر في السلام نجحت الدبلوماسية المصرية في «تعرية» الوجه القبيح للعدوان الإسرائيلي، بعد أن كانت إسرائيل تشيع كذبا أنها تريد السلام، ومصر هي التي ترفض السلام. مصر نجحت في كسب المعركة في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول، وخاضت مفاوضات السلام من موقف المنتصر القوي، وهي الآن تبذل كل جهودها من أجل إحلال السلام في المنطقة، وانتهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وانضمامها إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، رسالة غضب ونفاد صبر على العدوان الإسرائيلي المستمر ضد الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
من الشجب للصراخ
أفضل ما ينسب للقمة العربية من وجهة نظر عبد الله السناوي في “الشروق” ارتفاع منسوب لغة الخطاب فوق ما هو معتاد، لكن لم تصحبه مواقف وسياسات قابلة للتنفيذ والتأثير في حسابات وموازين مسارح القتال والدبلوماسية. افتقدت دعوات القمة إلى مؤتمر سلام دولي، أو إرسال قوات دولية للأراضي المحتلة حتى إعلان «حل الدولتين» لأي آليات تفضي إليها. بدت معلقة في فراغ الإنشاء السياسي، دون أي أوراق ضغط. في الوقت نفسه بدا الكلام القانوني أمام محكمة العدل الدولية، محددا ومنضبطا، أهدافه واضحة وحججه ماثلة. إذا ما صدر قرار من العدل الدولية بوقف الحرب، فهو إنجاز له تداعياته الكبيرة على المقاربات الدولية من الحرب على غزة. بدت جنوب افريقيا مستعدة للمضي قدما في معركتها ضد نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة جولة بعد أخرى رهانا على دعم شعبي عالمي غير مسبوق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بمنع اجتياح رفح. بالمفارقة بدا العالم العربي مستنفدا، أوصاله السياسية شبه مقطعة، وقدرته على إسناد قضاياه المصيرية شبه محدوده، رغم ما يلهمه الصمود الفلسطيني من موجات احتجاج وتضامن يساعد على بناء مواقف وسياسات فاعلة ومؤثرة. كيف وصلنا إلى هنا؟ لم يحدث ذلك بين يوم وليلة. لم يكن هناك تنبه حقيقي في العالم العربي إلى حجم الخطر ومواطنه، حتى داهمته نكبة (1948) وهزيمة الجيوش العربية في حرب فلسطين. تحت صدمة النكبة جرت مراجعات واسعة لأسبابها، تطرقت لأوجه الخلل في بنية المجتمعات العربية بالفحص والتشريح، وانتقدت الفكر العربي على نحو غير مسبوق، نشأت حركات سياسية من فوق أنقاضها، وجرت تغييرات جوهرية بنظم الحكم، لم يعد هناك شيء على حاله والتغير شمل كل ما كان يتحرك في العالم العربي.
مصيدة تلو أخرى
مثل الاجتياح العراقي للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي مصيدة أخرى، وفقا لعبدالله السناوي، أذنت بانهيار النظام الإقليمي العربي وعجزه شبه الكلي عن مواجهة تحدياته. أفسح المجال تاليا لاحتلال بغداد عام (2003). بانهيار مشرق العالم العربي دخل الأمن القومي كله في انكشاف تاريخي، توارت خلفه القضية الفلسطينية وبات مطلوبا التخلص من صداعها. بدا الحديث يتصاعد عن شرق أوسط جديد وتعاون إقليمي دون ربطه بتسوية القضية الفلسطينية، قضية قضايا المنطقة. ثم جاءت اتفاقية «أوسلو» لتعلن نكبة أفدح بآثارها السلبية على وحدة الشعب والقضية. في كل أزمة مصيدة وعند كل منحنى نكبة. بتداعي الانهيار في النظام العربي أمكن الحديث عن توسيع «كامب ديفيد» ودمج إسرائيل في معادلات المنطقة، دون أدنى التزام بأي تسوية للقضية الفلسطينية. كل شيء مقابل لا شيء. اختلت المعادلات والحسابات حتى وصلنا إلى احتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح بالدبابات، وطرح سيناريوهات متعددة لإدارته تحت الحماية الإسرائيلية في خرق صريح لاتفاقية «كامب ديفيد». كان الرفض المصري حاسما والدعم العربي حاضرا في هذه القضية، غير أن ذلك لا يكفي لردع التغول الإسرائيلي. لا بد أن تلوح مصر بتجميد «كامب ديفيد»، وأن نكف عن التأكيد بمناسبة ودون مناسبة أنها خيار استراتيجي كأي اتفاقية بين طرفين، الالتزام لا بد أن يكون متبادلا. التهاون في لغة الخطاب يغري بخرق كل القواعد والاستهانة بكل الاعتبارات. إذا ما كانت هناك قيمة تاريخية للسابع من أكتوبر/تشرين الأول (2023) فهو إحياء القضية الفلسطينية من تحت رماد النسيان المخيم، والتراجع الفادح. لو أن العالم العربي على شيء من التماسك والمنعة لأمكن دعم وإسناد أهل غزة بأكثر من بيانات الشجب والإدانة، ودعوة الآخرين في العالم أن يفعلوا شيئا، دون أن نقدم نحن على أي شيء تستحقه التضحيات الهائلة، التي تبذل حتى ترفع فلسطين رأسها وتؤكد أحقيتها بتقرير مصيرها بنفسها.
ميناء مشبوه
ظهرت في الأفق وسط اشتعال المعارك في غزة ظلال مؤامرة حول إنشاء ميناء غزة، الذي أقامته الإدارة الأمريكية ودفعت فيه 320 مليون دولار، وبدأ تشغيله في تلقي المعونات لسكان غزة.. تعددت الآراء حول الهدف من إقامة الميناء بهذه السرعة، البعض يرى حسب فاروق جويدة في “الأهرام” أنه لنقل المعونات أمام المجاعة، التي يتعرض لها شعب غزة، والبعض الآخر يرى أنه الغاز والبترول، بينما هناك من يؤكد أن الهدف منه تهجير سكان غزة من خلال هذا الميناء المشبوه، خاصة أن هناك اقتراحا بتهجير 50 ألف فلسطيني كدفعة أولى إلى أمريكا.. استمرار إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني وتواطؤ أمريكا في تقديم الدعم المالي والعسكري والصمت الأوروبي الرسمي والاكتفاء بالمظاهرات، يؤكد أن في الرواية فصولا أخرى، كل هذه المؤشرات تحمل نيات إسرائيل الخفية وهي، تهجير سكان غزة.. والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يفعل العالم العربي إذا اتضح الهدف؟ وهو إخلاء غزة وإنهاء القضية، خاصة أن اقتحام رفح أحاط به الكثير من الغموض، والخلاف الغامض بين أمريكا وإسرائيل، وأن إسرائيل تجاوزت في اقتحام رفح غير ما اتفقت عليه مع أمريكا.. والواضح أن الهدف من حرب غزة ليس فقط تدمير بيوتها وقتل شعبها، ولكن تهجيرهم بعيدا عن وطنهم.. صمت العالم يحيط به الكثير من الغموض، هل تنجح المؤامرة؟ أم أن المقاومة لن تتراجع ولن تفرط في شبر من الأرض؟
على حافة كارثة
دق ناقوس الخطر على حدود مصر الشرقية بعد اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة رفح الفلسطينية. وأصبحنا حسب معتمد أمين في “الشروق” على بعد شعرة من تحول جذري «قد» يحل بالمنطقة. ورغم استبعاد أن تؤدي الانتهاكات الإسرائيلية للمعاهدة، لاسيما اقتحامها المنطقة «د» ومحور صلاح الدين في رفح، إلى جرجرة مصر للدخول في مواجهة مسلحة، فإن الاحتمال ما زال قائما بأن تعود فجأة المنطقة للحالة التي كانت عليها على مدار ثلاثين عاما قبل معاهدة كامب ديفيد، حيث كانت المواجهات في تلك الحقبة بين إسرائيل والدول العربية، وبعدها أصبحت المواجهات بين إسرائيل وفصائل المقاومة العربية على اختلاف بلدانها. ورغم أن التحديات التي ستنجم عن هذا التغير لا حصر لها، نكتفي باستعراض أربعة منها. أول التحديات عن ترتيب المنطقة؛ فكل ما نراه من ترتيبات إقليمية في الشرق الأوسط هي نتاج مسار كامب ديفيد. ومع انهيار الاتفاقية يعود سؤال عن طبيعة العلاقات بين مصر وإسرائيل. وإذا كانت الإجابة في الوقت الراهن تحددها المصالح المتشابكة، فإن الإجابة ستختلف بمرور الوقت، عندما تتراجع أهمية تلك المصالح، لاسيما عندما يزيد معها مستوى المخاطر والتهديدات. والمثال الأبرز لتراجع المصالح يدور حول الغاز الطبيعي. فإذا وجدت إسرائيل البديل لتصدير الغاز الإسرائيلي للأسواق دون الاعتماد على البنية التحتية المصرية من خطوط أنابيب لنقل الغاز، ومحطات الإسالة، واستغنت مصر في المقابل عن اتفاقية الكويز، التي تدعم صادرات الملابس الجاهزة المصرية للولايات المتحدة، فسيتراجع تأثير القوة الاقتصادية الاجتماعية متشابكة المصالح في الدولتين، التي تدافع عن استقرار العلاقات. أما المثال الأبرز لتفاقم المخاطر فيدور حول سيناريو التهجير لأهالي غزة إلى سيناء، الذي تحول من مجرد أوهام في مخيلة اليمين الإسرائيلي، إلى خطط تتولى حكومة الحرب الإسرائيلية تنفيذها. وتحفز هذه المخاطر مصر وتضعها على أهبة الاستعداد من قبل انهيار اتفاقية كامب ديفيد. فالتهجير معناه تصفية القضية الفلسطينية على حساب المصالح المصرية.
مخاطر متجددة
بناء على ما انتهى عنده معتمد أمين يسقط حجر الأساس للترتيب الإقليمي، الذي بنى عليه الشرق الأوسط، ونعود لما قبل كامب ديفيد، وتنشط كل دولة لتغير الواقع الإقليمي لصالحها، حتى توازن أو تتغلب على المخاطر المتجددة. ثاني التحديات عن السردية الجديدة، لا بد من الإجابة عن بعض الأسئلة التي تدور في أذهان الناس عن طبيعة التغير الذي يجري في المنطقة بانهيار الاتفاقية، فهل انهيارها يعني تلقائيا أننا في حالة مواجهة مع إسرائيل؟ وعلى ماذا نواجهها؟ ثم ماذا نريد من تلك المواجهة؟ وهل نحن في موقفنا الاقتصادي الراهن قادرون على تكلفة هذه السردية الجديدة، لاسيما وأن أجيالا من مصر دفعت أثمانا باهظة، حتى وصلنا إلى استقرار دام لخمسين عاما؟ ما هي طبيعة السردية الجديدة في إسرائيل؟ هل يعتبر هذا الانهيار تقدما أم تراجعا في وضع الدولة؟ وهل تصبح أكثر أمنا، أم أكثر عرضة للمخاطر؟ وهل يبدو المستقبل مزدهرا أم قاتما؟ نلاحظ في هذا المقام أن الناس ستستحضر سرديات تاريخية وتقحمها على المشهد إقحاما، منها مثلا أننا ذاهبون إلى «هرمجدون» أو معركة آخر الزمان، بكل ما يحمله كل طرف من أمنيات؛ إذ يتمنى اليمين الإسرائيلي تحقيق نبوءة من النيل إلى الفرات وإعداد الأرض لظهور المسيح الحقيقي، أما اليمين الشيعي فيتمنى ظهور المهدى المنتظر. وكل هذا ينذر بأن انهيار الاتفاقية يفتح الباب لظهور الصراع الديني ويملأ الفضاء السياسي في المنطقة، في ظل عجز وتراجع السرديات السياسية الوطنية في التعامل مع تعقيدات المشهد الإقليمي. ثالث التحديات عن الكوادر المؤهلة للتعامل مع واقع انهيار الاتفاقية، حيث يتعين على شاغلي الوظائف العليا في الدولة التعامل مع واقع فرض عليهم فرضا، دون رغبة منهم. ففجأة تتحول الأولوية من النمو الاقتصادي، والتركيز على استكمال المشروعات، وتحسين سعر الصرف، وزيادة الدخل مع السيطرة على التضخم، إلى واقع آخر مختلف تسيطر فيه خطط التقشف على الاقتصاد، مع زيادة التركيز على الجوانب الدفاعية، وبرامج الدعم الاجتماعي.
المحنة تشتد
في ظل الأزمة التي تراوح مكانها بين الحين والآخر، وتضع الدولة لها حلولا، البعض من أهل الاختصاص يعتبرها “حلولا مؤقتة”، أزمة السيولة النقدية الأجنبية، التي عصفت بالعديد من القطاعات، وتأثر بها كل الناس من مختلف الطبقات، يرى محمود الحضري في “المشهد” أنه رغم تنوع الحلول بين بيع أراضي الدولة للمستثمرين، وتسييل أصول الدولة، والاقتراض من الخارج، سواء من دول أو مؤسسات دولية، وغيرها من المنح والهبات والودائع، يبقى الحل الأنجح في كل الأحوال هو تخليق موارد طبيعية للنقد الأجنبي، من خلال تعظيم الإنتاج البديل للمستورد، وتعظيم منتجات التصدير، وتشجيع العاملين في الخارج على تحويل مدخراتهم، بخلاف دفع قطاع السياحة للأمام، علاوة على مورد آخر مهم وهو تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج على ضخ استثمارات ورؤوس أموال للسوق المحلي لتعظيم المنتج الوطني، والوصول إلى منتج تصديري بجودة عالية. والبديل الأخير الذي يتعلق بتعزيز الاستثمار، هل هو واقع أم هناك معوقات أمامه؟ وهل هناك تعقيدات تواجه من يرغب في إقامة مشروعات في السوق المحلي؟ الإجابة عن هذا ليست سهلة، وبحاجة إلى تعمق في البحث والتدقيق، حتما تقوم الدولة بجهود في هذا المجال، وأقرت العديد من القوانين، وصدرت عشرات القرارات، وتم تنظيم وإقرار العديد من اللوائح الكفيلة باستقطاب مستثمر وطني وعربي وأجنبي لسوقنا المحلية. وهناك من يرى أن هذا ليس كافيا، بل نحن بحاجة إلى شفافية أعلى في القرار الاستثماري، والحد من عمليات الاحتكار لقطاع معين لجهة سيادية أو لرجل أعمال، أو لمؤسسة بذاتها للاستثمار في هذا القطاع، أو ذاك. للأسف هذا واقع يعرفه كثيرون غيري، وتفعله الدولة والحكومة ومؤسساتها، فما القصة لندرسها ونعالج مخاطرها، ومساوئها، لنتخطى أزمات وطن في ظل دولة جديدة، من المفترض أنها تفتح أذرعها لأفكار التطوير والتحديث، وفتح الباب أمام كل فكرة تدعم اقتصادنا الوطني، وتضخ في شرايينه دماء جديدة من الاستثمار والأفكار.
ما خفي أعظم
عاتب محمود الحضري أحد الخبراء في مجال الزراعة على تركيز أعماله واستثماراته خارج مصر، دون أن ينال منها وطنه نصيبا في ظل أزمات الغذاء ونمو الطلب في ظل زيادة الكثافة السكانية، بخلاف ما نعانيه من غلاء في الأسعار للسلع الغذائية والمنتجات الزراعية. وكشف الخبير عن أزمته قائلا “كنت في الأقصر للبحث عن 10 إلى 20 ألف فدان لإنشاء مدينة زراعية متكاملة بالتعاون والشراكة مع مستثمر مصري، وقد حصلنا على الأرض ومستعدين لترضية العرب، لاستكمال رسوم تسجيل الأرض والزراعة”. إلى هنا والأمور طيبة جدا، إلا أن المفاجأة كانت في أن “مشروع أو شركة “مستقبل مصر” وضعت يديها على كل الأراضي، وتم التواصل مع مسؤول مهم في “مستقبل مصر”، فطلب أن يتم استئجار الأرض من الشركة، أو هذا “الكيان”، على أن يكون له الكارت الذهبي في التصرف ونسبة من الإنتاج بواقع 40%. تساءل صديقي الجاد “ازاي نستثمر في مصر”، في ظل هذا التعقيد والشروط، خصوصا أن مؤسسىة سيادية تؤجر الأراضي حول منشآتها بمبالغ دون إعطاء أي ورقة تدل على السداد، وكأن هذا شيء آخر غير الإيجار”. ووفقا لما قاله صديقي الجاد في نقل خبراته إلى مصر، وتلك المنتشرة في دول عربية عديدة وغير عربية، “للأسف تبين أن داخل إحدى المنشآت الاستراتيجية أراضي، يتم تأجيرها وزراعتها بلا أي إيصالات”.. فهل هذا “مناخ صالح للاستثمار؟”. ويطرح تساؤلات مهمة “أي مستثمر زراعي يمكن أن يقبل هذا؟ فـ”مستقبل مصر” شريك وبالكرت الذهبي يخرجك أي وقت، وتحديد ما تزرع، وكيف يضخ مستثمر استثمارات لا تقل عن 500 مليون جنيه في مناخ كهذا؟”.. أنقل لرئيس الوزراء والمسؤولين والجهات المعنية تساؤلات خبيرنا الزراعي وصاحب الابتكارات التي يتحدث عنها العالم.. فهل من مجيب..
حرق أعصاب
تساءل حمدي رزق في “المصري اليوم” مستنكرا هل طالع الوزير حجازي امتحانات الألغاز في الصعيد، في أسيوط كان اللغز عويصا، ما المراد من كلمة «تتلجلج»، وفي الاختيارات «تتحرك- تصيح- تطلب- تتألم». أنا في عرض المجمع اللغوى، أطالع على المواقع الإخبارية عجبا، بالأمس كان العنوان صاخبا على طريقة برنامج «جورج قرداحي»: السؤال الذي أبكى الملايين من طلاب الثانوية العامة. أسمع بكاء، ولم يصل علمي سبب البكاء، وخشيت أن يكون من جراء شرد الهَجير، بمعنى شِدّة الحرّ في نِصْف النَّهار، وأرجو عدم استعمال «الهجير» في امتحانات الثانوية، وبالتحري وقفت على كنه السؤال الذي أبكى الملايين، فبكيت جنب الحائط الإلكتروني حتى سمع بنهنهتى الجيران. السؤال الحارق، جمع كلمة (شاى)، سؤال أقرب إلى لغز، لا أعرف هل هو سؤال في امتحان، أم أحجية من الأحاجي التي تختبر المحصول اللغوى لطائفة من النحاة؟ علما، كلمة شاى اسم جنس، فردي، من الأسماء التي لا تقبل الجمع وتدل على الجنس وتصلح للدلالة على القليل والكثير معا، مثل كلمة ماء، لبن، هواء، عسل، حجر.. يلزم العودة إلى المجمع اللغوي لسبر أغوار أسئلة الامتحانات قبل الدفع بها إلى الطلاب الممتحنين. أخشى من سؤال لاحق، وما لون الشاى، أبيض، أخضر، أسود، ناعم، ولا بفتلة، إن الشايات تشابهت علينا، وشايات حسب المجمع اللغوى، جمع مقبول على مضض، من لزوميات اللغة العربية الفصحى. امتحانات الثانوية العامة لم تبدأ بعد، والتوتر ممزوج بالترقب يسود البيوت، وكورسات المراجعات النهائية في السناتر متواصل، وفوق ذلك كله، يجري تشتيت الطلاب بأسئلة عجيبة وغريبة ومثيرة للأعصاب. توتير الأجواء النفسية قبيل امتحانات الثانوية طقس غبي، ينتهي عادة بإحباطات نفسانية تفضي إلى مآس مجتمعية، ما في بيت فيه طالب ثانوية إلا وبات جحيما لا يطاق، الشحن زائد، ومنسوب التوتر مرتفع، تشم رائحة احتراق الأعصاب من البيوت المغلقة على ما فيها من غرف مذاكرة تشبه (غرف العمليات). متى ينتهي هذا الكابوس السنوي، ألم يتوصل دهاقنة التعليم بعد إلى ثانوية رحيمة، إلى متى ستظل الثانوية العامة قاسية، مثل «عنق الزجاجة» الذي يخنق الأنفاس في الصدور. لا مثيل لثانوية مصر حول العالم، راجع وسائل التواصل بلغاتها الأصلية ومترجمة، لن تصادف خبرا عن ألغاز الثانوية الصينية أو الفيتنامية أو البرازيلية، الثانوية حصرية مصرية، وكأن الشعب المصري استثناء حول العالم، لديه امتحان سنوى في المفرد والجمع، جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم.. وجمع تكسير العظام.
المختار قدوتنا
مات أبوه وهو ذاهب لحج بيت الله الحرام، وفي أصفى اللحظات وأنقاها وأكثرها تجردا، وهي لحظة لقاء الإنسان بربه، أوصى أن يرعى الشيخ الغرياني ابنه الصغير، ثم دعا له ولأسرته وفارق الحياة.. تابع الدكتور ناجح إبراهيم في “الوطن” تسليط الضوء على البطل العربي مطالبا بتعليم سيرته للنشء: عاش في ربوع ليبيا الأبية التي نشأ سلاح البحرية الأمريكية «المارينز» من أجل غزوها، لم يعرف يوما طعم الراحة والنوم طالما وطنه يرزح تحت ظلم الاحتلال، فقد يمم شطره في شبابه نحو تشاد لمحاربة الفرنسيين المحتلين لها، ثم عاد إلى ليبيا لمحاربة الإيطاليين الذين احتلت جيوشهم ليبيا وعاثوا فيها فسادا.. لقد تسامى «المختار» على اليتم، ولم يترك وحشة اليتم تفترسه، فشغل نفسه بالقرآن فحفظه عن ظهر قلب، وتفرغ للعلم فبرع فيه، وأخلص في كل أعماله، حتى كان يُضرب به المثل في الجدية والحزم والصبر وحسن الإدارة الفطرية، ما لفت نظر أساتذته وشيوخه الذين فوضوه أعمال التدريس والتربية والإدارة، وفض المنازعات بين القبائل، فامتزج بها وأحبها وأحبته وعرف كل شيء عن القبائل الليبية الممتدة من ليبيا إلى مصر والسودان وتونس، حتى إنه كان يعرف إبل وبقر كل قبيلة من الرسوم التي عليها. وقد ساعده ذلك كثيرا في جهاده ضد الإيطاليين، فقد استطاع حشد القبائل ضدهم، والتحرك عبر دروب الصحراء من ليبيا إلى السودان تارة، وإلى مصر أخرى، حتى أجبر الإيطاليين في نوبة جنون على بناء سور مكهرب وبطبقات متعددة بين ليبيا ومصر. كان «المختار» صوفيا أصيلا من أهل الله، الذين يجمعون بين الإيمان العميق والعلم العظيم والبذل اللامحدود، فجمع فرائض الإسلام الظاهرة والباطنة، وصلاح القلب والعمل، كان القرآن زاده الإيماني العميق وظل يختمه كل أسبوع حتى في أحلك لحظات كفاحه وحياته.
فارس زاهد
يواصل ناجح إبراهيم، وقف «المختار»، وقد شارف على الثمانين، شامخا أمام آسره الإيطالي غراسياني وكان مكبلا بالقيود، فقال له في عزة: «نحن لا ننهزم، ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي»، وحقا كان عمره أطول منهم، ومجده أعظم، وشرفه وبطولاته أرسخ في عقول الأجيال. كانت وصية شيخه السنوسي التي لم ينسها: «وردك القرآن»، حينما كان يسأله عن ورده، لقد كانت السنوسية حاملة للعلم والقيم والتصوف والجهاد ضد الاستعمار، ولو حكمت حتى الآن ما وصلت ليبيا لجنون القذافي، الذي حكمها بالحديد والنار وأضاع ثرواتها ثم أراد توريث ابنه بعد أربعين عاما، وجاءت الثورة عليه لتهدم ما تبقى من ليبيا. خرج في شبابه مع بعض التجار إلى السودان، وكانت القافلة تمر على وادٍ فيه أسد، وكان من عادتهم تقديم بعير هزيل يأكله لينشغل به عنهم، ولكن المختار رفض قائلا: «كيف نبطل الإتاوات التي يفرضها الأقوياء وندفعها للحيوان»، وأمسك بندقيته وصوبها نحو الأسد فأصابه بطلقة ثم قتله بالأخرى. وظهرت شجاعته في حربه ضد الفرنسيين في تشاد، وتدويخه وإذلاله للمستعمر الإيطالي فترة طويلة حتى جُرح ووقع في الأسر، ورفض التوقيع على وثيقة استسلام للجيش الإيطالي، وقبل الموت شنقا راضيا محتسبا. ولم يرهبه إرغام الإيطاليين للأهالي والأعيان المعتقلين في معسكرات الاعتقال على حضور إعدامه، وكان وجهه مستبشرا بالشهادة وباسما بقضاء الله، وكان لسانه يردد في لحظاته الأخيرة: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إلى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّة».. سلام على أسد الصحراء في الخالدين.
خطايا نعمت
ما كل جميل جميل، وما كل ما يلمع ذهب، على حد رأي مصطفى عبيد في “الوفد” ففي عصر المساحيق والجمال الاصطناعي والصور الملفقة، من الصعوبة الاطمئنان تماما لتقدير القيمة في الشخصيات العامة. أبرز مثال على ذلك، “مينوش” أو فخر الإسكندرية كما كان يردد البعض.. نعمت شفيق، الأكاديمية المصرية التي شغلت الشباب العربي في الآونة الأخيرة بسبب مواقفها ضد الحريات، وضد فلسطين. هاجرت مع أسرتها من مصر زمن عبدالناصر، وهي في الرابعة من عمرها، لأنه أمم ثروة والدها، فتعلمت في أمريكا، وتخرجت في ماساتوشستس، ثم حصلت على الدكتوراه من أكسفورد في الاقتصاد، ثم عملت في صندوق النقد الدولي، كما شغلت منصب أمين عام وزارة التنمية الدولية في بريطانيا، وحققت إنجازات علمية وأكاديمية كبيرة، ثم تفرغت للعمل الأكاديمي، وتولت بعد أن تجاوزت الستين من عمرها رئاسة جامعة كولومبيا في أمريكا لتصبح أول امرأة ترأس الجامعة. ما حققته نعمت شفيق من خطوات يرفع الرأس ويدفعنا لتكرار المقولة الشعاراتية البراقة «مصر ولادة»، لكن ما بان منها من مواقف ضد العدالة والحرية في حراك الطلاب الأخير تضامنا مع فلسطين، يرفع الضغط. لذا فإننا نجد اسمها ضمن لوحة الشرف في موقع المجلس القومي للمرأة، كما نجده أيضا ضمن قوائم أعداء الحرية على صفحات التواصل الاجتماعي. في كتابها «ما يدين به كل منا للآخر» دعت مينوش شفيق للحرية بكل معانيها، فالتنمية لن تتحقق دون عدالة، ودون قيام برلمانات حرة ومجتمعات حرة. وبعد تظاهر طلاب كولومبيا ضد وحشية إسرائيل، سمحت مينوش للشرطة الأمريكية باقتحام الجامعة للقبض على الطلبة المعبرين عن آرائهم، ثم منعت الأساتذة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية من التدريس في الجامعة، ما دفع كلية الآداب داخل الجامعة نفسها لتصدر بيانا بحجب الثقة عن مينوش شفيق لاعتدائها على حرية التعبير. تبدو مينوش نموذجا متكررا، نراه مرارا لنجباء وعباقرة يغادرون مصر أو الشرق عموما طلبا للتحقق والنجاح، ثُم ينصهرون في بلاد الفرص ويتشربون قيمها وأفكارها، لدرجة انقلابهم على جذورهم وتجارتهم بكل القيم طلبا للحفاظ على ما اكتسبوه. بئست الصفقة، وما ربح البيع.
ابن فلاح
في الطرف الآخر قامات أخرى حققت نبوغا وحملت خُلقا وفكرا اختار من بينهم مصطفى عبيد، وزير الاقتصاد الأسبق الذي عرف طريقه للنجاح في أرقى المؤسسات الدولية الدكتور محمود محيي الدين، الذي نجا من قوالب الأمركة وأفلت من الخضوع لغايات الغرب ومصالحه. غادر محيي الدين مصر قبيل انتفاضة 2011، فعمل في البنك الدولي، ومؤسساته، مديرا، ومخططا، ومنفذا، ومحاضرا وواضع سياسات، لكنه حافظ على رأسه وقيمه وجذوره. بلغتهم وبوعي تام بقيم الغرب وقواعده، وعبر مواقف عدة، علا صوت الرجل منتقدا ومنددا بسياسات الدول الكبرى تجاه العالم كل يوم. قبل أيام قليلة شارك في مؤتمر اقتصادي في الكويت، تحدث فيه عن اتساع الفجوة بين البلدان النامية والدول ذات الدخل المرتفع، وحذّر من السياسات السلبية للدول الكبرى وانتهاك قواعد العمل ومقررات منظمة التجارة العالمية. وقبلها انتقد ما فعلته الدول الغنية بالدول الفقيرة، فيما يخص زيادة الانبعاثات والتغير المناخي، وأكد حق المتضرين عن التعويض عما لحق بهم. وفي كل منبر، وعبر كل طلة، يؤكد محمود محيي الدين أنه فلاح ابن فلاح، مغروس في غيطان مصر، موثوق بتاريخها وتراثها، ممتزج بهموم أبنائها وآمالهم، مهما تغرّب أو تشرّق، لذا لا نتعجب أن نراه كلما زار مصر مرتديا الجلابية البلدي، جالسا وسط أحبائه وأهله من الفلاحين في كفر شكر. المصري بأخلاقه وقيمه وتراثه، لا بموطن مولده.
حسام عبد البصير
تعليقات الزوار
au diabel gaza
va au diable toi et ton gaza, on va pas se faire tuer pour un e bande de cretin de hamas bras droit de majousse iranien . laisser les arabes du monde tranquille, on cherche la paix par contre les habitants de achar al awsakh veulent que la guerre rien que la guerre vive le Maroc et vive l Etat d Israel, Alla Al watan Al Malik
الخروطي
انا اريد ان اقول بأن أغلب الصحفيين سيدخلون جهنم لان فيهم من يرتزق وبعضهم مع الجهات الغالبه ومنهم يعرف بالموضوع ويحوره ديننا يقول من غشنا فليس منا الصحافة لها دور كبير في تنوير العقول ولكن بالخبر الصادق فهنا نقول حماس ستنتصر على من ستنتصر من ورطوا الغزاويين هربوا إلى قطر ياكلون السومو والكنبري في سكنات مكيفه حتى الماء لا وجود له المراحيض في الهواء الطلق ولهدا لازم نقول الحقيقة إسرائيل بأن إسرائيل دكت غزه ولم تترك لا حجر ولا شجر هده الحقيقه لازم نقولها اما حماس ستنتصر فهنا حلم متل احلام أجدادنا في انتصاراتهم الوهميه على المستعمر