انشغل الشعب الجزائري برمته بخبر العثور على رجل مفقود منذ ما يقرب من 30 سنة، في بيت جاره.
واختفى الشاب بن عمران عميرة الذي كان يبلغ من العمر 16 سنة في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وتمَّ البحث عليه مُطوَلاً قبل أن يُعلَنَ أنه مفقود.
وفي حين لا يزال التحقيق جاريا، كشف المجني عليه غموض بعض قصته أخيرا حول الأسباب الحقيقية التي سببت احتجازه، وحيثيات الجريمة، إذ لا تزال مصالح الدرك الوطني تحيط ببيت الفاعل، فيما توافد الكثير من سكان المنطقة والمناطق المجاورة إلى البلدية من أجل الاطلاع والتأكد من الحادثة التي صدمت الرأي العام الجزائري.
وبعد العثور على الشاب بن عمران عميرة بدأ أقاربه وإخوته يحتضنونه ويبكون من شدة الفرح بدا عليه تلعثم في النطق ثم سرعان ما فكت عقدته وبدأ يسلم على من يعرفهم من الجيل المعاصر له ويناديهم بأسمائهم، وقال لهم إنني “كنت أراكم من وراء النافذة” داخل المنزل لكنني لا أقدر على أن أفتح الباب وأخرج إلى الخارج، وكأن قوة قاهرة بداخلي تمنعني وتمنع حتى مناداتكم، وأنه كان يرى والده من وراء النافذة متجها إلى المسجد ويعرف الكثير من الأخبار بما فيها وفاة والدته، لكنه مرصود من طرف الجاني، فكأنه آلة يتحكم فيها كما يشاء.
وقال الشاب بن عمران عميرة إنني طلبت منه أن يأتيني بمصحف كي أقرأ فيه ورفض الجاني ذلك، لأن بالبيت لا يوجد فيها أي مصحف، هذه أقوال قالها الضحية وهو في حالة نفسية صعبة لأنه لا يصدق أين هو وتم تحويله إلى الطبيب للكشف عنه والاطمئان على صحته، وفي نفس الوقت تم نقله إلى مستشفى عاصمة الولاية في جناح خاص تحت الرعاية النفسية والصحية ولا يسمح بزيارته إلا لعائلته المقربة جدا.
وفي ذات الوقت كانت فرقة الشرطة العلمية قد وصلت إلى بيت الجاني للتفتيش لمدة خمس ساعات أو أكثر، وتم نقل بعض الماشية من مسكن الجاني، على أن التحقيقات بدأت تأخذ مجراها لتعرف تفاصيل أكثر وهل هناك بعض المتواطئين أو المتسترين عن جريمة احتجاز شنعاء غريبة لم تعرفها البلاد من قبل بهذه المدة وبهذه المعايير والظروف، وقد تدخل هذه القصة العالمية.
ولعل هذا السلوك من كلبه أثار حفيظة الجاني فدس له السم في الطعام ورمى به ميتا أمام باب بيت الضحية ذات ليلة، معتبرا أن هذا آخر خيط قد يقود الباحثين لهدفهم قد قضى عليه قضاء مبرما، لكن الأيام والسنوات كفيلة بأن تكشف أمورا وأسرارا، فالكثير من السكان ومن أقاربه اطلعوا على منشور على صفحات التواصل الاجتماعي يؤكد أن ابنهم على قيد الحياة ويعيش عند (ب ع) بمسكنه فثارت الثائرة.
وبدأ الكل يبحث ويسأل، وتم التبليغ لفرقة الدرك الوطني بالمنشور الذي قيل إنه صادر عن اسم امرأة “هي قريبة جدا من الجاني، ثم سرعان ما صدر منها منشور آخر بأنها مجرد مزحة لا أكثر، كما قالت بعض المصادر، لكن أفراد عائلته بقوا على إصرارهم وبدأ بعضهم يربط أحداثا وتصرفات من الجاني منها حادثة مقتل الكلب، ومنها أنه يرفض دخول أي أحد عنده البيت، ومنها شراؤه للأكل بعدد اثنين دائما وهو معروف أنه يعيش بمفرده لتبدأ الشكوك حوله ما بين مصدق ومكذب باعتباره يظهر شخصا عاديا في المجتمع يعمل حارسا وفي نفس الوقت له أغنام وماشية، لتكون ليلة دخول أفراد العائلة وأقارب الضحية، وبدأ التفتيش لكل غرف الدار.
وكان الجاني في حالة هدوء وبرودة أعصاب لكن بمجرد أن اقترب أحد الباحثين من كومة التبن بدأت ملامح التوتر عليه، وحين كشف الغطاء ووجد الشاب بن عمران عميرة جالسا هادئا حينها حاول الفرار، غير أن أفراد العائلة انتشروا في كل مكان وكانت فرقة الدرك الوطني قد أجهزت عليه وتم توقيفه ونقل الضحية معه إلى مقر فرقة الدرك الوطني، وهناك تحولت كل البلدية إلى مقر الفرقة لتتأكد من صحة الواقعة والعثور على شخص بحثوا عنه في كل مكان إلا داخل بلديتهم.
تعليقات الزوار
لا تعليقات