كشف الاعلام الألماني عن مخاوف أوروبية من انشاء قاعدة بحرية عسكرية روسية في ليبيا في خضم التوتر بين الغرب وموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا حيث باتت الساحة الليبية من بين الساحات التي تشهد صراع نفوذ.
وقالت صحيفة "تاغسشو" الألمانية في تقرير لها الخميس أن روسيا تستغل الانقسام السياسي والصراع المسلح خاصة في المنطقة الغربية وفوضى سلاح الميليشيات وكذلك تداعيات الفيضان الأخير لتعزيز النفوذ.
وأشارت الصحيفة لرسالة داخلية من وزارة الخارجية الألمانية في نهاية مارس/اذار الماضي تناولت هذه الملفات حيث تعبر برلين عن قلقها المتزايد من الجمود السياسي في ليبيا والوجود الروسي المتنامي مشيرة لمعلومات تداولتها خدمة العمل الخارجي الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي بشأن زيادة في تسليم المواد الثقيلة والخطط المحتملة لإنشاء قاعدة بحرية روسية.
وفي حال ثبتت هذه المعطيات ستكون هذه القاعدة العسكرية الثانية للجيش الروسي على البحر المتوسط بعد ميناء طرطوس في سوريا وهو ما يثير مخاوف حلف شمال الأطلسي الناتو. ويتحدث التقرير عن أهمية ليبيا لمواجهة الهجرة غير النظامية لأوروبا مع تصاعد التوتر السياسي والانقسام.
ويشير للتعاون بين قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر وروسيا والذي يعود لسنوات الحرب التي اندلعت قبل سنوات حيث زار حفتر موسكو عدة مرات لإجراء مناقشات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويسعى بوتين للتواجد بقوة في ليبيا والاستفادة من المقدرات النفطية التي يمتلكها الليبيون بينما يبحث حفتر عن مزيد من الدعم العسكري الروسي.
وتؤكد الخارجية الألمانية وفق نفس الوثيقة لنشاط مجموعات فاغنر الروسية في ليبيا والتي يعتقد أنها ستتوسع في الربيع الحالي وذلك بالتزامن مع تأسيس قاعدة عسكرية في سرت بإشراف من حفتر وبالتعاون مع المستشارين الروس.
وتشير المعطيات لقدرة الجيش الروسي على استخدام مختلف المطارات الليبية لنقل المواد الخام وكذلك الأسلحة لعدد من الساحات التي تشهد حروبا مثل السودان.
ويشير التقرير لدور قائد فاغنر الحالي الجنرال الروسي أندريه أفريانوف الذي يشرف على القوات التي تعمل في ليبيا وفي افريقيا والتي أطلق عليها تسمية "فيلق المشاة" أو "فيلق أفريقيا" حيث زار الجنرال الروسي دولا افريقية من بينها ليبيا لبحث الأوضاع هنالك في ظل صراع محتدم مع الغرب.
واجتمع افريانوف وفق نفس المعطيات مع عدد من المسؤولين المحليين في ليبيا وعدد من الدول الافريقية لتنسيق الجهود وتعزيز التعاون العسكري.
في المقابل تكشف الجريدة الألمانية عن خطط أميركية للعودة للساحة الليبية بشكل أكبر لمواجهة النفوذ الروسي وذلك بعد نحو عقد من اغلاق السفارة الأميركية في بنغازي بسبب هجوم أدى لمقتل السفير الأميركي جيه كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.
وكشف التقرير عن طلب قدمته وزارة الخارجية الأميركية للحصول على 12.7 مليون دولار لإعادة فتح سفارة في ليبيا وخدمات الدعم اللوجستي. والشهر الماضي ندد المبعوث الأميركي الخاص الحالي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند بالدور العسكري الروسي في ليبيا ووصفه بأنه "مزعزع للاستقرار".
وتعتبر ليبيا أحد أهم الساحات التي تسعى الولايات المتحدة لتحجيم النفوذ الروسي فيها، خاصة أن موسكو تملك مشروعات اقتصادية طموحة للتوسّع في المناطق الليبية المختلفة، ومنها إلى عموم القارة السمراء، سواء أكانت تلك المشاريع في مجالات الطاقة أو في تطوير البنية التحتية الاقتصادية للبلاد. وكانت العديد من الشركات الروسية قد اضطرت إلى مغادرة ليبيا وإنهاء أنشطتها منذ أحداث "الربيع العربي"، وهي تتلهّف للعودة شرط استقرار الأوضاع الأمنية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات