أخبار عاجلة

مجلس الأمن يستمع لكلمة شجاعة من أمين عام منظمة أطباء بلا حدود حول الأوضاع في غزة

ألقى كريستوفر لوكيير، الأمين العام لمنظمة “أطباء بلا حدود”، كلمة مؤثرة في جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، حيث كان يتكلم وتغالبه الدموع حول الأوضاع الإنسانية في غزة وخاصة الطبية.

وقال لوكيير “نحن نعيش في خوف من غزو بري في رفح”، مشيرا إلى أنه “فزع” من استخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق النقض (الفيتو) لعرقلة الجهود الرامية إلى تبني القرارات الأكثر وضوحا “القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار”، واصفا مشروع القرار الجديد الذي اقترحته واشنطن بأنه “مضلل في أحسن الأحوال”. وقال إنه يجب رفض أي قرار “يزيد من عرقلة الجهود الإنسانية على الأرض ويقود هذا المجلس إلى تأييد ضمني لاستمرار العنف والفظائع الجماعية في غزة”.

وقال لوكيير إن “الهجمات على مؤسسات الرعاية الصحية هي هجوم ضد الإنسانية”، مشيراً إلى أنه بينما تدعي إسرائيل أن حماس تعمل في المستشفيات، “لم نر أي دليل تم التحقق منه بشكل مستقل على ذلك”.

وأضاف أنه منذ أقل من 48 ساعة، أدى القصف الإسرائيلي وإطلاق النار إلى مقتل وإصابة أفراد من “منظمة أطباء بلا حدود” وعائلاتهم في خان يونس، على الرغم من إخطار الأطراف المتحاربة بالموقع الذي تم تحديده بعلم “منظمة أطباء بلا حدود”، مذكرا بأن البعض كانوا محاصرين في النيران المشتعلة، “لقد أدى إطلاق النار النشط إلى تأخير سيارات الإسعاف عن الوصول إليهم فيما أصبح نمطًا مألوفًا للغاية يتمثل في قيام القوات الإسرائيلية بمداهمة المستشفيات وجرف مركبات منظمة أطباء بلا حدود ومهاجمة قوافلها”.

وقال: “هذا النمط من الهجمات إما مقصود أو مؤشر على عدم الكفاءة المتهورة”، مضيفًا “أن زملاءه في غزة يخشون أنه بينما يتحدث أمام المجلس اليوم، ستتم معاقبتهم غدًا”. وقال: “إن القوانين والمبادئ التي نعتمد عليها بشكل جماعي لتمكين المساعدة الإنسانية تآكلت الآن إلى حد أنها أصبحت بلا معنى”.

وأضاف الأمين العام لمنطمة “أطباء بلا حدود” أنه في مواجهة عمليات القتل والتشويه التي يتعرض لها عمال الإغاثة، فإن “الاستجابة الإنسانية في غزة اليوم هي مجرد وهم. إن الجهود المبذولة لتقديم المساعدات عشوائية وانتهازية وغير كافية على الإطلاق”.

وأضاف “كيف يمكننا تقديم المساعدات المنقذة للحياة في بيئة يتم فيها تجاهل التمييز بين المدنيين والمقاتلين؟”. وقال إن فرقه منهكة “لقد ترددت الدعوات للحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء هذه القاعة، ولكن في غزة لدينا أقل وأقل كل يوم – مساحة أقل، وأدوية أقل، وطعام أقل، ومياه أقل، وسلامة أقل”.

وتابع لوكيير أن “منظمة أطباء بلا حدود” اضطرت إلى إخلاء تسعة مرافق صحية، وأضافت الفرق الطبية تسمية جديدة لاسم المنطمة (W.C.N.S.F) وهي الحروف الأولى لـ”طفل جريح، لا عائلة على قيد الحياة”.

وحول مشروع القرار الجديد الذي تتفاوض عليه الولايات المتحدة، قال إن سكان غزة “يحتاجون إلى وقف إطلاق النار ليس عندما يكون ذلك ممكناً، ولكن الآن”. وأضاف: “إنهم بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وليس إلى فترة هدوء مؤقتة. وأي شيء أقل من ذلك فهو إهمال جسيم”.

 

من جهته، ألقى تور وينسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، كلمة مفصلة في بداية الجلسة حول التطورات في غزة قائلا: “لا توجد حتى الآن نهاية في الأفق مع اقتراب الحرب من علامة 140 يومًا. لا نهاية لصدمة المتضررين من الفظائع التي اندلعت يوم 7 أكتوبر. لا نهاية لمعاناة ويأس الناس في غزة. لا نهاية للاضطرابات الإقليمية”.

وكان ونيسلاند قد زار غزة هذا الأسبوع ووصف الوضع الإنساني هناك بأنه “صادم وغير مستدام ويائس”.

الوضع الإنساني

وقال وينسلاند “يواجه الفلسطينيون النازحون داخليا نقصا حادا في الغذاء والماء والمأوى والدواء، في حين تتزايد الأمراض المعدية بشكل حاد والظروف غير الصحية، وهناك انهيار شبه كامل للقانون والنظام”. وأضاف أن هناك خطة لتقديم الأساسيات – الغذاء والمأوى والدواء والمياه/ الصرف الصحي – لكن قدرة الأمم المتحدة على التوصيل تعتمد على تحركات إنسانية منسقة، وفض الاشتباك الفعال مع الأطراف، والموافقات الإسرائيلية على معدات الاتصالات الأساسية والمدرعات، “جميعها توفر الحد الأدنى من الظروف للموظفين للعمل بأمان”. وشدد على أنه “يجب تحسين هذا الأمر، يجب ألا تتعرض قوافل ومجمعات الأمم المتحدة للقصف، كما تحتاج معداتنا إلى التطهير”.

وأضاف: “أن إبقاء غزة على خط التغذية بالتنقيط لا يحرم السكان اليائسين من الدعم المنقذ للحياة فحسب، بل يؤدي إلى المزيد من الفوضى التي تزيد من عرقلة توصيل المساعدات الإنسانية”.

الحوار وليس العنف

وحذر وينسلاند من أن حجم حالة الطوارئ قد يخرج بسرعة عن نطاق السيطرة في المنطقة، ودعا إلى استجابة جماعية ومنسقة وشاملة ليس فقط لمعالجة الأزمة المباشرة التي نواجهها في غزة، ولكن للمساعدة في استعادة الأفق السياسي للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وشدد على أنه “للقيام بذلك، نحن بحاجة ماسة إلى اتفاق لتحقيق وقف إنساني لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”، مضيفًا أيضًا الحاجة إلى خلق مساحة للحوار حول العنف، “في نهاية المطاف، الحل الوحيد طويل الأمد لغزة هو الحل السياسي”. وأضاف: “مع الأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل، يجب أن يكون هناك طريق واضح نحو استعادة حكم فلسطيني واحد فعال في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك في غزة”.

ودعا وينسلاند إلى دعم دولي لتعزيز وإصلاح السلطة الفلسطينية لتحسين شرعيتها المحلية والدولية. ولخلق هذه الظروف، دعا وينسلاند إلى وضع إطار سياسي محدد زمنياً لإنهاء الاحتلال وإقامة حل الدولتين بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.

واختتم وينسلاند كلمته قائلا “يجب أن تتضافر هذه الجهود وتتسارع إذا أردنا الخروج من هذا الكابوس إلى مسار يمكن أن يوفر للفلسطينيين والإسرائيليين فرصة لتحقيق سلام دائم”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات