أخبار عاجلة

الجزائر وجنوب أفريقيا تبرزان جهودهما في حماية الفلسطينيين.. ودعم تركي- إيراني بمجلس الأمن

قالت الجزائر وجنوب أفريقيا، إن جهودهما اليوم تتكامل في العمل لوقف الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، من خلال العمل على تفعيل قرارات محكمة العدل الدولية، في وقت لقيت جهود الجزائر في مجلس الأمن حول فلسطين، دعما تركيا وإيرانيا عبّر عنه مسؤولون كبار في البلدين.

جاء ذلك على هامش أشغال الدورة العادية (44) للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، حيث أجرى وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف، بأديس أبابا، محادثات ثنائية مع وزيرة العلاقات الدولية والتعاون بجمهورية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور.

وذكر بيان للخارجية الجزائرية أن الطرفين بحثا تطورات حرب الإبادة المتواصلة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ونوّها بـ”تكامل المساعي القضائية لجنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية مع جهود الجزائر الدبلوماسية الحثيثة بمجلس الأمن الأممي بغرض تفعيل التدابير المؤقتة التي أصدرتها المحكمة وتحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في وقف العدوان الصهيوني وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة بدون أية عراقيل والدفع إلى تسوية دائمة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية”.

وكان عطاف قد أعلن حشد الدعم لمبادرة جنوب أفريقيا خلال اجتماع دول عدم الانحياز منتصف كانون الثاني/ يناير في أذربيجان الذي سبق القمة. وأكد الوزير أن مبادرة جمهورية جنوب أفريقيا برفع دعوى ضد الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بتهمة شن حرب إبادة في غزة، تستدعي كل التقدير وكل الدعم وكل الثناء، فهي “الخطوة الصحيحة في الاتجاه الصحيح”.

وتحدث الوزير في ذلك الاجتماع، مثنيا على الشعب الفلسطيني الذي قال إنه “ألهم المعمورة بتضحياته الجسام وبصموده الأسطوري” والذي لا يستحق منا حسبه “أدنى من هكذا مواقف، ومن هكذا مساعي، ومن هكذا ضغوط لوضع حد نهائي لعقود من اللامساءلة واللامحاسبة واللامعاقبة التي مكنت الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من إلحاق أبشع الأضرار وأفضعها بأحقية وشرعية ومشروعية المشروع الوطني الفلسطيني التاريخي”.

وفي سياق تفعيل قرارات محكمة العدل الدولية، أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، إبراهيم بوغالي، خلال افتتاح الاجتماع الـ50 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بقسنطينة شرق الجزائر، “ضرورة تضافر الجهود من أجل متابعة مجرمي الحرب الصهاينة أمام القضاء الدولي ووضع حد لسياسة الكيل بمكيالين والإفلات من العقاب”.

وشدد بوغالي الذي يرأس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في كلمته، على ضرورة “حمل الكيان الصهيوني على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والالتزام بتطبيق التدابير المؤقتة التي أقرتها محكمة العدل الدولية والوقف الفوري لحربه الهمجية والسماح دون قيد أوشرط بدخول المساعدات لكامل قطاع غزة”.

وأضاف رئيس الغرفة الاولى للبرلمان الجزائري في هذا الصدد: “نسجل بارتياح كبير قرار محكمة العدل الدولية الصادر بشأن الدعوة القضائية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني عن جرائم الإبادة الجماعية، خاصة وأن هذه المبادرة التاريخية جاءت من دولة ذات رصيد تاريخي ونضالي عريق في مكافحة التمييز العنصري والذود عن حقوق الإنسان”.

واعتبر المتحدث هذه المبادرة “مكسبا هاما للقضية الفلسطينية ولكل القضايا العادلة”، موجها تحية تقدير لدولة جنوب إفريقيا حكومة وشعبا على هذا “الموقف الشجاع والنبيل الذي سيسجل بأحرف من ذهب”، كونها المرة الأولى التي تتم فيها مساءلة المحتل الصهيوني ومتابعته أمام القضاء الدولي عما يقترفه من جرائم في حق الفلسطينيين.

كما أبرز في ذات الشأن، أن فظاعة ما يجرى في قطاع غزة من حرب إبادة شاملة “يشكل تهديدا كبيرا للمبادئ والقيم السامية التي تأسست عليها منظمة الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة في ظل التأييد الغربي المعلن والانحياز المفضوح للكيان الصهيوني”، مضيفا بأن الوضع المزري الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الأعزل أضحى “وصمة عار” على جبين الإنسانية كلها، خاصة أمام “العجز المخجل” للمؤسسات الدولية في تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني.

وفي سياق دعم الدول الإسلامية للمساعي الجارية في أورقة الأمم المتحدة لصالح فلسطين، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لجمهورية تركيا، فؤاد أوكتاي الذي يزور الجزائر، عن مساندة بلاده للجهود التي تبذلها الجزائر في إطار عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي، من أجل وضع حد للمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق سكان قطاع غزة.

وفي تصريح له عقب استقباله من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال أوكتاي إنه تم خلال هذا اللقاء، التطرق إلى “السبل الكفيلة بالتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار بغزة”، مضيفا بهذا الخصوص: “لقد أبلغت الرئيس تبون رسائل من نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، حول هذا الموضوع، كما تلقيت من طرفه رسائل لتبليغها إلى الرئيس أردوغان”.

وتابع قائلا: “ندعم جهود الجزائر في إطار عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي، ونؤكد على العمل المشترك لحل هذه القضية”، وأبرز أن “هدفنا مشترك وهو وضع حد للمجازر المرتكبة من قبل الكيان الصهيوني والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتواصل تدفق المساعدات الانسانية مع التطبيق الفوري لقرارات محكمة العدل الدولية وإدانة المتهمين بجرائم الحرب، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، وكذا التوصل الى حل سلمي ونهائي يضمن الاعتراف بدولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

كما أعلنت إيران من جانبها دعم مساعي الجزائر، خلال مكالمة هاتفية جمعت وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان.

وأفاد بيان لوزارة الخارجية، أن الطرفين، تطرقا إلى تطورات حرب الإبادة المتواصلة على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وجهود التعبئة الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر لصالح القضية الفلسطينية في إطار مجلس الأمن.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات