واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، قصفه وعملياتها البرية في غزة، على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر، وذلك بانتظار التبني المحتمل لقرار في مجلس الأمن الدولي.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن 100 فلسطيني استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة اليوم الثلاثاء كما أصيب مئات آخرون.
وليل الإثنين الثلاثاء، استهدف قصف إسرائيلي مدينتَي رفح وخان يونس (جنوب) ووسط غزة.
واستشهد، الثلاثاء، 20 فلسطينيا في قصف لمدينة رفح، من بينهم أربعة أطفال والصحافي عادل زعرب.
وفي رفح، المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين الذين فروا من القتال في الشمال، كان ناجون يبحثون بين أنقاض مبنى منهار في الصباح وينتشلون جثثا.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك “اليوم، يضطر الفلسطينيون للجوء إلى مناطق تزداد صغرا (…) فيما تقترب العمليات العسكرية شيئا فشيئا” منهم.
وأضاف “إنهم محاصرون في جحيم. لم يعد هناك مكان يذهبون إليه في غزة”.
وقال أشرف القدرة، في مؤتمر صحافي في وقت سابق الثلاثاء، “وصل للمستشفيات 214 شهيدا و300 إصابة خلال الساعات الماضية”.
وأضاف: “عدد كبير من الضحايا ما زال تحت الأنقاض وفي الطرقات”.
وأعلن القدرة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى “19 ألفا و667 شهيدا و52 ألفا و586 مصابا”.
وقال القدرة إنه خلال الساعات الماضية “ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 17 مجزرة مروعة في كافة مناطق قطاع غزة”.
وأوضح أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ إعدامات وإبادة جماعية شمال غزة، بعد أن قامت بتصفية الخدمات الصحية فيه ودمرت المستشفيات وأخرجتها عن الخدمة”.
كما أشار إلى أن مستشفيات جنوب غزة “باتت عاجزة أمام الأعداد الهائلة من الإصابات”.
وفي السياق، كشف القدرة عن “اعتقال الاحتلال الإسرائيلي 99 من الكوادر الطبية في قطاع غزة في ظروف قاسية، تشهد امتهانا لكرامتهم الإنسانية، والاستجواب تحت التعذيب والتجويع”.
وقال إن من بين معتقلي الكوادر الطبية في غزة “مدراء مستشفيات شمال غزة، وهم مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، ومدير مستشفى كمال عدوان أحمد الكحلوت، ومدير مستشفى العودة أحمد مهنا”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن القدرة أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى “العودة”، وحولته إلى ثكنة عسكرية، واحتجزت بداخله عشرات الكوادر الطبية والمرضى والنازحين.
ولفت أيضا إلى اعتقال القوات الإسرائيلية “10 من الكوادر الصحية من مستشفى العودة”.
وعلى هذا النحو، طالب المتحدث بضرورة “خروج 5000 مصاب بشكل عاجل للعلاج في الخارج قبل أن يفقدوا حياتهم”.
وكشف أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية “غادر فقط 413 مصابا، وهذا أقل من 1 بالمئة من عدد الإصابات”.
كما وصف القدرة الوضع الصحي والإنساني في مراكز وأماكن الإيواء بأنه “لا يمكن تحمله أو وصفه نتيجة الانتشار المتسارع والواسع للأوبئة والأمراض المعدية وسوء التغذية والجفاف، فضلا عن نفاد تطعيمات الأطفال.
وأمس الإثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن “جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد مستشفيات شمال غزة وتدميرها، واعتقال كوادرها بمثابة ضوء أخضر لتنفيذ السيناريو الإجرامي في جنوب غزة”.
الوضع نحو الهاوية
من جهته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تداعيات تفاقم الوضع الإنساني في القطاع “بشكل كارثي وخطير وغير مسبوق”.
وقال في بيان إن أكثر من 1.8 مليون شخص أصبحوا نازحين في قطاع غزة ويسكنون خارج مساكنهم وخارج منازلهم، إما في مراكز النزوح والإيواء أو في منازل ومساكن أخرى.
وأفاد بأن سكان قطاع غزة “يعانون ظروفا إنسانية صعبة وغير مسبوقة من الشّقاء، ويعانون معاناة بالغة في توفير الغذاء والدَّواء والماء الصالح للشرب”.
ودعا البيان إلى إنقاذ قطاع غزة من خلال فتح جميع المعابر بما في ذلك معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل لتوسيع نطاق العمل الإغاثي وتسريع وصول المواد الأساسية والغذائية والتموينية إلى الأسواق والمحال التجارية.
وأكد أن عملية إدخال الوقود تعد العمود الفقري لإنجاح عمليات الإغاثة الإنسانية بشكل كامل لأهالي قطاع غزة وفي جميع المجالات ذات الأولوية.
“أخطر مكان في العالم للأطفال”
وقال الناطق باسم اليونيسف جيمس إلدر، الثلاثاء، إن غزة هي “أخطر مكان في العالم” للأطفال، وذلك بعد عودته من الأراضي الفلسطينية.
وقال إلدر “أنا غاضب لرؤية أن عيد الميلاد سيؤدي على الأرجح إلى زيادة الوحشية والهجمات فيما ينشغل العالم بالمحبة”، معربا عن أسفه لتحول آلاف الأطفال الذين قتلوا في غزة إلى مجرد “إحصاءات”.
وأعلن فضل نعيم، مدير المستشفى الأهلي وهو من آخر المؤسسات الاستشفائية التي لا تزال في الخدمة في شمال قطاع غزة، توقف المرفق عن العمل الثلاثاء بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي له.
وأضاف نعيم “استشهد 4 مواطنين متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها أمس” الإثنين.
تعليقات الزوار
لا تعليقات