اطلقت شركة عقارية كبيرة مصرية موجة من الجدل باعلانها عن طرح مقابر "فخمة" للبيع بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة المصرية بملبغ يصل إلى 50 ألف دولار، وهو سعر يتخطى ثمن بعض الشقق في العاصمة.
وأشعل الاعلان موجة من السخرية والسخط على مواقع التواصل الاجتماعي في بلد لا يتخطى فيه معدل الدخل الفردي الشعري 219 دولارا.
وأعلنت شركة "طلعت مصطفى" عن طرحها مقابر البستان، والتي تقع على طريق السويس في المنطقة المواجهة لمدخل العاصمة الإدارية الجديدة في محافظة القاهرة.
وأوضحت الشركة في إعلاناتها أن المقابر موزعة كمدافن عائلية بمساحات تصل إلى 40 متراً، وتتسع لدفن ثمانية أشخاص بنظام اللحد، أربعة للرجال وأربعة للنساء.
كما أنها تحتوي على مرافق مميزة وخدمات متكاملة، تتمتع بخدمات خاصة ومتكاملة، من مسجد ودار مناسبات ومواقف للسيارات.
وأضافت الشركة أن هذه المقابر تتميز أيضاً بوجود كاميرات مراقبة وعمليات صيانة دورية، وشكل موحد لجميع وحدات المدافن ولوحات لآيات قرآنية على المقابر كافة.
وطرحت شركة العقارات المقابر على نظام الأقساط، بدفعة قيمتها 315 ألف جنيه مصري أي قرابة 10 آلاف دولار، وأقساط شهرية بقيمة 100 ألف جنيه مصري "3 آلاف دولار"، موزعة على اثني عشر شهراً.
وقالت الشركة إن نظام التسليم للمقابر يكون خلال ستنين من تاريخ توقيع عقد البيع.
وازداد الجدل بعد أن كشفت شركة العقارات بيع 430 مدفناً تقريباً من أصل 500 مقبرة تم التسويق لها كمرحلة أولى، مشيرة إلى أنه سيتم طرح المزيد من المدافن بعد الانتهاء من بيعها جميعاً.
وجاءت ردود رواد مواقع التواصل مستنكرة للأسعار المطروح بها المقابر والتي تصل إلى أكثر 1.5 مليون جنيه.
وقال أحد المعلقين: "طارحين مقابر توين هاوس"، بينما قال عبد الوهاب مصطفى "المقابر اللي ناصية بحري سعرها أعلى".
وعلقت زينب مؤمن: "حتى الدفنة صعبوها علينا.. لا كده أنا هبقى أدفن تحت البلكونة عندنا".
بدوره كتب هشام خليل، "أيوا صح المقابر فيها كذا ميزة بالنسبة للسعر قريبة من كارفور وهواها يرد الروح".
بعد حالة الجدل التي أثارتها الشركة بقيمة المقابر التي طرحتها للبيع، أوضحت شركة العقارات أن تلك المقابر تتمتع بخدمات خاصة ومتكاملة، حيث تشمل "مسجد، دار مناسبات، جراج، منطقة خدمات، مبنى إدارة"، كما تتمتع المقابر بوجود صيانة دائمة وشكل موحد لجميع الوحدات وآيات قرآنية على كافة المقابر.
ونشر الباحث والكاتب المصري الدكتور حسام يوسف تغريدة قال فيها: "مشروع مقابر في العاصمة الإدارية الجديدة يثير الجدل في مصر، في دولة على حافة الإفلاس وتقدم لروادها خدمات متكاملة غير مسبوقة".
وقالت روز ساخرة " على الجميع سرعة التقدم لها، لكن يا ريت ما تكون مثل المساكن التي يدفع مقابلها ولا يتم استلامها".
وتعاني الكثير من العائلات المصرية من أجل دفن ذويها، لأنّ امتلاك مقبرة جديدة تحتاج إلى ما يعادل شراء شقة سكنية صغيرة أو متوسطة.
وخلال العامين الماضيين، قفزت أسعار المقابر بنسبة تجاوزت 100% خصوصا في المدن الجديدة.
ودفع زيادة الطلب على المقابر وغلاء أسعارها، لظهور المقابر "متعددة الطوابق"، وتدخلت جمعيات دينية لتوفير بدائل عن شراء المقابر بمبلغ كبير دفعة واحدة، بإتاحة دفن الشخص "بالتقسيط"، حيث يدفع مبلغا شهريا حتى وفاته.
تعليقات الزوار
لا تعليقات