يخوض الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون حملة انتخابية مبكرة بينما لم يعلن بعد ترشحه رسميا للاستحقاق الرئاسي 2024، في حين تبدو الطريق سالكة أمامه لولاية رئاسية ثانية في ظل غياب منافسين جدّيين.
وتردد قبل فترة اسمان محتملان لخوض السباق الرئاسي وهما وزيرا الخارجية السابقين رمطان العمامرة وصبري بوقادوم، لكن جرى إقالة الأول من منصبه بعد أن تم تجميد نشاطه قبل أشهر من الإعفاء وتم تعيين الثاني سفيرا لدى الولايات المتحدة في خطوة فسرت حينها على أنها إقصاء للمنافسين المفترضين.
ولم يتحدث تبون لا تصريحا ولا تلميحا عن رغبته في الترشح لولاية رئاسية ثانية، لكن في الفترة الأخيرة برزت مؤشرات على نيته الترشح كان أولها أن فعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المقربة من السلطة بدأت بالفعل في تهيئة الطريق للعهدة الثانية من خلال هالة إعلامية ترافق نشاطاته إلى جانب لقاءات ومقالات صحفية تروج لانجازات الولاية الرئاسية الحالية التي بدأت في 2019.
ومن المؤشرات الأخرى لحملة انتخابية مبكرة هو أن الرئيس الذي تولى السلطة في ظروف استثنائية عقب حراك شعبي أطاح بسلفه الراحل عبدالعزيز بتفليقة وطالب بعد برحيل منظومة الحكم بمن فيهم تبون نفسه، خرج الأخير من قصر المرادية في زيارات للولايات افتتح خلالها مشاريع إلى جانب تنشيط عقاب مسؤولين كبار في المحافظات بتهمة التقصير في تنفيذ تعليمات رئاسية.
وترافق ذلك أيضا مع إعفاء رئيس الحكومة أيمن بن عبدالرحمن وتعيين نذير العرباوي المسؤول السابق في الرئاسة وأحد المقربين منه، رئيسا للوزراء في خطوة اعتبرت تخطيطا من دوائر الرئاسة.
وبدا خروج تبون من قصر المرادية إلى المناطق الداخلية وآخرها أمس الخميس زيارته لولاية تندوف وافتتاح عدة مشاريع، تحركا على صلة بالانتخابات الرئاسية ومحاولة للاستقطاب الشعبي.
وبحسب تقارير أوردتها وكالة الأنباء الرسمية أشرف الرئيس الجزائري على وضع حجر الأساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات الذي يعتبر "من بين الأضخم في العالم من حيث الاحتياطيات، إذ تقدر بنحو 3.5 مليار طن من خام الحديد فيما تبلغ قدرات إنتاجه 2 إلى 3 مليون طن سنويا كمرحلة أولى (2022-2025)".
وشدد تبون خلال الزيارة التي رافقتها هالة إعلامية على ضرورة انجاز "مدينة منجمية" حول منجم غارا جبيلات، وعلى ضرورة الانطلاق الفوري في انجاز مركب الصلب بولاية بشار.
وتولى كذلك وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز خط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات على مسافة 950 كلم، مشددا على ضرورة احترام موعد انجاز هذا المشروع في غضون 30 شهرا من تدشينه.
وقال الرئيس الجزائري إن مستقبل بلاده مرتبط بمنجم غارا جبيلات الذي سيوفر 3 مليارات دولار "قيمة استيراد مادة الحديد".
ووفق وكالة الأنباء الجزائرية، اختتم تبون زيارته لتندوف بلقاء مع أعيان وممثلي المجتمع المدني كما "استمع إلى انشغالاتهم ومقترحاتهم بشأن مرافقة جهود الدولة في دفع حركة التنمية بالولاية في إطار بناء الجزائر الجديدة".
وأشارت إلى أن الرئيس تبون حظي بـ"استقبال شعبي حاشد من قبل أعيان ومواطني الولاية"، مضيفة أن الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مقر الولاية شهدت توافدا لجموع كبيرة من المواطنين الذين رفعوا لافتات ترحب بالرئيس وتشيد بما قالت إنها مشاريع تنموية إستراتيجية.
ويعيد هذا المشهد الهالة التي كانت ترافق زيارات الرئيس الراحل عبدالعزيز بووتفليقة للولايات الجزائرية قبل كل موعد الاستحقاق الرئاسي لتجديد عهدته الرئاسية. ويبدو تبون سائر على نفس النهج الدعائي في الترويج لنفسه.
وخلال ولايته الرئاسية التي تشارف على الانتهاء لم يسبق لتبون أن قام بزيارات ميدانية تروج لها وسائل الإعلام الرسمية على أنها زيارات عمل، ما يشير إلى ارتباط جولاته في المناطق الداخلية بالاستحقاق الانتخابي.
تعليقات الزوار
لا تعليقات