بحث مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم الخميس الخطوط العريضة لاتفاق محتمل يجري الترتيب له لاطلاق سراح عدد من الرهائن والوصول إلى هدنة مؤقتة في حرب غزة، فيما تدفع الولايات المتحدة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار ضمن مساعيها لتوفير أرضية ملائمة للإفراج عن الرهائن وتضغط على قطر لإنجاح المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.
وتقود قطر التي يقيم فيها عدد من الزعماء السياسيين لحماس جهود الوساطة بين الحركة والمسؤولين الإسرائيليين لإطلاق سراح رهائن احتجزتهم خلال عملية طوفان الأقصى.
ويأتي اجتماع رئيس الموساد ديفيد بارنيا ومدير (سي.آي.إيه) وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري في أعقاب لقاء وسطاء قطريين بمسؤولين من المكتب السياسي لحماس مساء الأربعاء.
وقال مصدر مطلع إن ميزة الاجتماع تتمثل في جمع الأطراف الثلاثة على طاولة واحدة وفي وقت واحد لتسريع التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن، فيما تضمنت المحادثات مناقشة السماح بدخول إمدادات الوقود لأغراض إنسانية إلى غزة وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن خشية تحويله إلى حماس لأغراض القتال.
وأضاف المصدر أن المحادثات تناولت إطلاق سراح ما بين 10 و15 رهينة مقابل هدنة إنسانية ليوم أو يومين في الحرب الطاحنة في غزة.
وكان رئيس الموساد الإسرائيلي قد أدى زيارة إلى قطر نهاية الشهر الماضي ناقش خلالها مع مسؤولين قطريين المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وتوازيًا، التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارة خاطفة إلى الإمارات اليوم الخميس الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأكد الجانبان "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة لإتاحة الفرصة لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية"، وفق ما أفادت وكالة أنباء الإمارات "وام".
ويأتي ذلك قبل يومين من استضافة السعودية قمّتين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ستطغى عليهما الحرب في غزة.
وقال متحدث باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، اليوم الخميس في رسالة مسجلة إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح رهينتين إسرائيليتين وهما امرأة وفتى لأسباب إنسانية وطبية، مضيفا أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ حال توافرت الشروط الملائمة ميدانيا وأمنيا.
وأعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مقتل مجندة إسرائيلية من الأسرى المحتجزين لديها وإصابة آخر، إثر قصف إسرائيلي استهدف قطاع غزة، الخميس.
وقالت الكتائب في بيان نشرته عبر تلغرام: "تعلن القسام عن مقتل الأسيرة المجندة فاؤول أزاي مارك أسياني 19 عاما من مستوطنة موديعين وإصابة جندي أسير إصابة متوسطة في قصف صهيوني استهدف قطاع غزة اليوم".
وبإعلان مقتل المجندة أسياني ترتفع حصيلة القتلى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس إثر القصف المستمر على قطاع غزة إلى 61.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحفيين اليوم الخميس أنه يسعى لوقف القتال ثلاثة أيام في غزة ولمدة أطول من ذلك كثيرا ليتسنى إخراج الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس إنه سيكون هناك ممران إنسانيان لتمكين الناس بالفرار من مناطق القتال في شمال غزة، مضيفة أنه من الضروري زيادة الإمدادات والمساعدات الإغاثية في المناطق التي ينتقل الناس إليها.
وأعلن المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن إسرائيل وافقت على تنفيذ "هدن" يومية لأربع ساعات في شمال غزة للسماح للسكان بالتوجه جنوبا في ظل الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وأضاف كيربي أن عمليات وقف القتال ستسمح للناس بالابتعاد عن طريق الأذى وبإيصال المساعدات الإنسانية، كما يمكن استخدامها كوسيلة لإخراج الرهائن.
وأردف قائلا "الإسرائيليون أبلغونا أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية في هذه المناطق خلال فترة التوقف وأن هذه العملية ستبدأ اليوم"، متابعا "نتفهم أن إسرائيل ستبدأ في تنفيذ وقفات لمدة أربع ساعات في مناطق شمال غزة وستعلن موعدها قبله بثلاث ساعات".
وقال كيربي أيضا إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حماس ليس كليا لأن ذلك سيساعد الحركة ويضفي شرعية على ما فعلته في السابع من الشهر الماضي وببساطة لن ندافع عن ذلك في هذا الوقت.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن إسرائيل لم توافق على أي وقف لإطلاق النار في حملتها العسكرية على حركة حماس في قطاع غزة لكنها ستواصل السماح بفترات توقف قصيرة الأمد في مواقع بعينها للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وفي سياق متصل وصل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس اليوم الخميس، على رأس وفد إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث بحث الأوضاع الراهنة في قطاع غزة مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، وفق حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.
وضم وفد الحركة كلا من رئيس حماس في الخارج خالد مشعل وعضو المكتب السياسي خليل الحية، فيما تعد هذه الزيارة الأولى التي يجريها هنية إلى مصر منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أبلغ الثلاثاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز محددات الموقف المصري في التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وخاصة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لحماية المدنيين وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وعدم إعاقة تدفقها"، وفق بيان لمتحدث الرئاسة المصرية أحمد فهمي.
تعليقات الزوار
لا تعليقات