ذكر موقع “مينا ديفينس” المتخصص في المسائل الدفاعية، أن الجيش الجزائري يجرب منذ يومين طائرات حربية إسبانية متطورة من نوع EADS CASA C-295 w.
وأوضح الموقع أن القوات الجوية الجزائرية تقوم باختبار هذا النوع من الطائرات في نسختها المحسنة التي تم إضافة أجنحة صغيرة لها، وعرف نظامها الإلكتروني تطورا مع تحسين أدوات التحكم في الطائرة ناهيك عن اعتماد محرك PG 127C الجديد.
وستجعل هذه التحسينات من الطائرة قادرة على تقليل الاستهلاك من الوقود بنسبة 3 إلى 6 بالمئة، كما تمت زيادة قدرة طيران الجهاز بمقدار 30 دقيقة على الرغم من الحمل الزائد للزعانف الهامشية بمقدار 90 كيلوغراما.
والمعروف أن سلاح الجو الجزائري يعتمد أساسا على الصناعة الروسية، في وقت أبدى الجيش الجزائري مؤخرا رغبته في إمكانية تنويع مصادر التسلح من دول أوربية ومن الصين والهند وأمريكا، من خلال مشاركة رئيس أركان الجيش في معارض تسلح عالمية أو محادثاته مع القادة العسكريين الذين يزورون الجزائر.
وينتظر أن تبلغ ميزانية الدفاع في الجزائر سنة 2024 نحو 21.6 مليار دولار، سيخصص جزء منها لعمليات تجديد العتاد الجزائري، وفق مشروع قانون الموازنة العام. وفي حال عقدت البلاد صفقة شراء أسلحة مع إسبانيا، سيكون ذلك عنوانا بارزا لنهاية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين المستمرة منذ سنة ونصف، والتي لاحت في الأفق قبل أيام، بوادر انفراجها بعد إعلان صحف إسبانية أن الجزائر تستعد لتعيين سفير جديد لها في مدريد.
وكانت الجزائر في 19 آذار/ مارس قد أعلنت سحب سفيرها من مدريد، ثم قررت التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة مع المملكة الإسبانية سنة 2002، وهي قرارات جاءت بعد إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على اعتبار الحكومة الإسبانية أن الخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية حل مناسب للأزمة، وهو ما تعارضه الجزائر التي تؤكد على أنها ” تدافع عن حق الصحراويين في تقرير المصير”.
وكان الموقف الإسباني مفاجئا حينها على اعتبار أن مدريد هي القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء الغربية، ولا تزال القوة المديرة للإقليم وفق السلطات الجزائرية.
وبحسب مصادر جزائرية فإن الجزائر لاحظت بأن سانشيز عدّل من خطابه بخصوص الحل في الصحراء الغربية، فلم يعد يتحدث صراحة عن مقترح الحكم الذاتي الذي تطرحه الرباط، وهو ما كان في الأصل سبب الأزمة مع الجزائر.
وأنه في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، دعا بيدرو سانشيز إلى “حل مقبول للطرفين في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن” دون أي إشارة للحكم الذاتي.
كما أن المصادر الجزائرية أرجعت التطور الإيجابي للعلاقات بين البلدين، هو تقدير الجزائر لموقف بيدرو سانشيز المؤيد لإقامة دولة فلسطينية الذي أعرب عنه في سياق العدوان الإسرائيلي على غزة، كحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
تعليقات الزوار
لا تعليقات