انتشرت جرائم القتل في مجتمعنا في السنوات الأخيرة بشكل ملفت للانتباه وصارت من بين الجرائم التي تسجلها المحاكم بكثرة على الرغم من أنها من أخطر الجرائم المحرمة شرعا وقانونا وتناهضها مختلف القوانين الوضعية حماية للحق في الحياة والغريب في الأمر أننا لم نعد نراها فقط بين الأغراب في الشوارع بل زحفت إلى داخل الأسرة الواحدة وأبطالها في هذه المرة الأزواج زوج يقتل زوجنه بأبشع الطرق وزوجة تزهق روح زوجها وتذبحه من الوريد إلى الوريد هي مآسي تتكرر هنا وهناك وتعكس المنحى الخطير لجرائم القتل في الجزائر.
صار العنف متفشيا عبر الأسر بكل أشكاله وصوره فبعد العنف اللفظي والضرب والجرح العمدي وصل الأمر إلى ابعد الحدود بتسجيل جرائم قتل شنيعة لا تخرج عن حدود الأسرة الواحدة وقد تكون بين الأصول والفروع لكن أكثر الأطراف التي باتت تتصدّر مشهد جرائم القتل هم الأزواج لأسباب قد تكون تافهة أو صراعات روتينية أدت إلى ما لا يحمد عقباه والغريب في الامر ان تلك الجرائم صارت على مرأى ومسمع الأبناء مما يغرس فيهم بذرة العنف لاسيما وأن تلك الجرائم ارتكبها آبائهم ورسموا بذلك صورة سلبية في أذهانهم وهم صغار قد تنمي فيهم نزعة العنف في الكبر.
ينهي حياة زوجته بمروحة
اهتز حي شعبي بمنطقة أولاد يعيش بالبليدة مؤخرا على وقع جريمة فظيعة قام بها زوج ضد زوجته أم لثلاثة أطفال بحيث وجه لها ضربات عنيفة بمروحة كهربائية أردتها قتيلة وذلك بعد خلافات وملاسنات بينهما انتهت بجريمة شنعاء أمام مرأى ومسمع ثلاثة أطفال وتم فتح تحقيق من طرف مصالح الأمن لكشف ملابسات الجريمة.
طعنات تودي بحياة زوج
في شهر جوان الفارط اهتزت مدينة عين وسارة بولاية الجلفة على خبر جريمة شنعاء راح ضحيتها شخص في الاربعينيات من العمر أب لخمسة أطفال وتعود تفاصيل الجريمة الشنيعة إلى قيام الزوجة الثلاثينية بتوجيه طعنات لزوجها ببيتهما العائلي الواقع بمنطقة أوسيسيرة بالقرب من مسجد بلال بن رباح الطعنة الأولى كانت على مستوى الرقبة والثانية في الصدر بواسطة سكين بحيث فارق الضحية الحياة متأثرا بالجروح الخطيرة التي تعرض لها.
تذبح زوجها من الوريد إلى الوريد
منذ شهور قليلة استيقظت مدينة البليدة على وقع جريمة خطيرة اين قامت سيدة بذبح زوجها من الوريد إلى الوريد بواسطة سكين بالحي الفوضوي وبالضبط بالقرب من خط السكة الحديدية بعد خلافات مع زوجها المسبوق قضائيا بحيث قامت بإخراج سكين وذبحه من الوريد إلى الوريد امام دهشة سكان المنطقة وفي ذات السياق فتحت مصالح الأمن الحضري بخزرونة تحقيقا لتحديد السبب الحقيقي وراء قيام الزوجة بذبح زوجها بأبشع الطرق.
منحى تصاعدي مقلق
حسب دراسة ميدانية على عينة من مرتكبي جريمة القتل العمدي وذلك من خلال الاطلاع على أربع ملفات متعلقة بقضايا القتل العمدي بولاية عنابة تم التوصل إلى ان جرائم القتل العمدي المرتبطة بالخلافات الزوجية من أكثر الجرائم التي أصبح ارتكابها شائعا في الآونة الأخيرة في مجتمعنا وبالتحديد داخل الوسط العائلي أو الأسري ولعل سبب ذلك يعود إلى تلك الظروف المحيطة بالطرفين ونتيجة لضغوط الحياة أيضا وصعوباتها وفي الغالب عدم التوافق بين الطرفين فيحدث هذا الاصطدام مما يفرز هذا الفعل الإجرامي كرد فعل سلبي عن ذلك.
لا تقتصر تأثيرات هذه الخلافات على الزوجين بل تؤثر أيضا على الأبناء الذين نجدهم هم الآخرين يقدمون على ارتكاب مثل هذا النوع من الجرائم ولكن بصفة نادرة هذا النوع من الجرائم الذي يرتكب داخل الوسط العائلي نتيجة لتلك الخلافات الزوجية.
المنحى التصاعدي الخطير لجرائم القتل داخل الأسرة الواحدة امام الصمت المطبق يدعو إلى التفسير العاجل للأسباب ووضع الحلول للصراعات الاسرية حتى لا تكون نهايتها بأبشع الجرائم فالتوعية ضرورية في هذ الاطار فظاهرة الطلاق الأقل وقعا من حيث تأثيراتها على الاسرة فُتحت فيها نقاشات كثيرة ونجد صمتا كبيرا امام جرائم القتل بين الأزواج التي صارت جرما متكررا هنا وهناك مما يؤثر سلبا على استقرار الأسر بل ويعصف بها.
تعليقات الزوار
لا تعليقات