حذر وزير الداخلية التونسي كمال الفقي الأربعاء، من "المغالطات" التي يتم ترويجها، حول تعاطي الدولة التونسية مع ملف "الهجرة غير النظامية" وذلك وفق بيان أصدرته وزارة الداخلية التونسية فيما تأتي هذه التحذيرات وسط تداول صفحات التواصل الاجتماعي الفايسبوك ووسائل إعلام دولية لما وصف انها معاملة سيئة لعدد من الأفارقة جنوب الصحراء بما في ذلك استعمال المروحيات لتفريقهم خلال إحدى احتجاجاتهم في جنوب البلاد وبعد تصريحات مسؤولين امميين بشان وضعية المهاجرين غير الشرعيين في تونس.
وقال الوزير التونسي خلال لقاء جمعه بمساعد الأمين العام للأمم المتحدة، مدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبدالله الدردري، والممثلة المقيمة للبرنامج الأممي بتونس سيلين مويرود، والوفد المرافق لهما ان "هناك مغالطات يتم ترويجها حول تعاطي الدولة التونسية مع ملف الهجرة غير النظامية (دون تسمية مصدر هذه المغالطات)".
وفي السياق، أطلع الفقي المسؤولين الأمميين على مجهودات الوحدات الأمنية في التصدي لهذه الظاهرة، وحماية المهاجرين والإحاطة بهم، رغم الصعوبات التي تواجهها تونس.
ودعا المنظمة الأممية إلى "دعم المجهود التونسي في تنفيذ برنامج العودة الطوعية للمهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم الأصلية".
وكان النائب السابق مجدي الكرباعي شكك اليوم الخميس خلال مداخلة في إذاعة "أي اف ام" من جدوى مذكرة التفاهم الموقعة مع الجانب الأوروبي بخصوص الهجرة غير النظامية قائلا انها لم تحقق أهدافها وان نحو 40 الف شخص وصلوا إلى ايطاليا عبر تونس بعد شهر ونصف من توقيع المذكرة.
وفي 5 أغسطس/آب الماضي، عبرت وزارة الخارجية التونسية عن رفضها "القاطع للمغالطات والشائعات التي اتخذت شكل حملات مغرضة تقف وراءها أطراف (لم تسمها) تسعى الى تأجيج الوضع، والتغطية على الجهود التي تبذلها الدولة التونسية لتأمين الحماية والرعاية للمهاجرين".
وقالت الوزارة، آنذاك، إن "تونس ملتزمة بمواصلة اتخاذ كل التدابير لحماية حدودها البرية والبحرية، ومنع أي محاولات لعبورها بصفة غير قانونية".
وجاء الموقف التونسي، في أعقاب تصريحات أدلى بها فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بنيويورك، قال خلالها إن هناك "قلق بالغ إزاء طرد المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء من تونس، إلى الحدود مع ليبيا والجزائر".
وسبق أن تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، مقاطع مصورة تظهر أوضاعا إنسانية صعبة يواجهها مهاجرون غير نظاميين، من جنوب الصحراء على الحدود التونسية الليبية.
كما تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي فيديو لقيام قوات الحرس الوطني التونسي بتفريق محتجين من اللاجئين الافارقة جنوب الصحراء عبر طائرات مروحية قامت بمناورات جوية وصفت بانها تهدد حياة المهاجرين.
وقد نفى الناطق باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي في تصريح لإذاعة " أي اف ام" الخاصة هذه التهم قائلا ان استخدام المروحيات لتفريق المحتجين قانوني.
وأوضح ان الأفارقة جنوب الصحراء عمدوا لمهاجمة دورية أمنية وإحراق إحدى السيارات خلال احتجاجاهم وان قوات الأمن دخلت وفق ما يفرضه القانون.
تعليقات الزوار
لا تعليقات