رفض مؤيدو ومعارضو الرئيس قيس سعيّد، مشروع الاتفاق الجديد مع أوروبا، محذرين من مشروع لتوطين اللاجئين الأفارقة بعد تحول تونس إلى “حارس حدود” لأوروبا.
وكتب النائب السابق والناشط المختص بحقوق المهاجرين، مجدي الكرباعي “ثمة نوعان من الصفقات في المنطقة، الأولى هي صفقة القرن التي أعدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أجل تقديم تنازلات أكثر للكيان الصهيوني، والثانية هي صفقة المتوسط التي أعدتها رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني لتقديم تنازلات أكثر على حدودنا وسيادتنا الوطنية”.
وأضاف في تدوينة أخرى “اتضح اليوم لماذا تريد إيطاليا مساعدة تونس واعتبارها دولة آمنة، وذلك من أجل ترحيل المهاجرين التونسيين والأجانب إليها، وهذا كان سبب الزيارة الأخيرة للمسؤولين الأوروبيين. تونس أصبحت رسميا حارس حدود لأوروبا، أو نقطة حدودية متقدمة. أما لغة المشاريع والطاقة، فهي مشاريع تستنزف خيرات تونس الطبيعية (لصالح أوروبا)”.
وكتب الوزير السابق خالد شوكات “من أوجه نفاق بعض الأنظمة الأوربية الفاشية، أنها لا ترغب في وجود أنظمة سياسية ديمقراطية محترمة في الضفة الجنوبية للمتوسط، بل تريد مجرّد حرّاس يقبضون مكافآت على قدر إخلاصهم لها وانخراطهم في أجندتها”.
ودوّن الدبلوماسي السابق إلياس القصري “حان الوقت لإعادة إنشاء الجسور مع أحزاب الوسط واليسار وأحزاب الخضر الأوروبية التي لديها رؤية أكثر إنسانية للهجرة، على الرغم من حساسيتها الديمقراطية التي سيكون من الحكمة أن تكون أكثر انتباهاً لها. قد يقدم اليمين المتطرف في أوروبا بعض الفوائد الصغيرة قصيرة الأجل، ولكن ثمنها سيكون باهظا ولا يطاق بالنسبة لتونس”.
ودعا الخبير الاقتصادي التونسي رضا الشكندالي إلى “إقناع الجانب الأوروبي أن المقاربة الاقتصادية في حلحلة مشكلة الهجرة أفضل من المقاربة الأمنية. هذه المقاربة تمكن من تثبيت العمالة في تونس عبر زيادة حجم الاستثمارات الأوروبية في تونس، فضلا عن مخطط كبير شبيه بمخطط مارشال في تونس، وكذلك تحويل الديون إلى استثمارات حقيقية تسهم في خلق موارد الرزق للتونسيين وتثبيتهم في بلدانهم”.