كشفت وثيقة مُسرّبة في تونس، تورّط الكاتب الفرنسي اليهودي “برنارد هنري ليفي”، في قضية “التآمر على أمن الدولة”، التي تمّ على إثرها إيقاف عشرات الشخصيات العامة في البلاد منذ منتصف الشهر الجاري.
حقيقة وجود برنارد هنري ليفي في قائمة المطلوبين للعدالة في تونس
الوثيقة التي تداولتها صفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكدت أن النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب (بتونس العاصمة)، قررت اليوم الجمعة إحالة ما يزيد عن 17 شخصية سياسية تونسية وأجنبية على قاضي التحقيق.
التهمة الموجّهة ضدهم، حسب نص الوثيقة المسربة، هي “تكوين وفاق إرهابي طبق الفصول 49 و51 و55 م. ج. والفصل 43 من القانون الأساسي عدد 26 لسنة 2015 المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال”.
اللافت في هذه الوثيقة، أنها تضمّنت اسماً مثيراً للجدل، وهو الكاتب الفرنسي اليهودي الداعم للصهيونية وإسرائيل “برنارد هنري ليفي”.
هذا وأثارت تحركات المفكر الفرنسي الملقب بـ”عراب الربيع العربي”، برنارد ليفي، في مناطق الصراع حول العالم منذ التسعينات، بَدءاً من البوسنة والهرسك، ثم أفغانستان والعراق، تلتها ليبيا وسوريا؛ موجةَ انتقادات واسعة ضده في الأوساط الشعبية العربية منذ سنوات.
في تونس، يعتقد كثيرون أنه حيث ما يتواجد برنارد هنري ليفي، تتواجد الخيانة والعمالة والفتن ضد الأمة العربية.
جدل في تونس بعد تسريبات خطيرة
أثار وجود اسم برنارد هنري ليفي، في هذه القائمة جدلاً واسعاً في أوساط النشطاء بتونس؛ حيث علق الإعلامي “وليد الزريبي” عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك قائلاً: “المتّهم بريء حتى تثبت إدانته. لكن ظهور برنارد هنري ليفي في خلفية الصورة، مسألة خطيرة جدا وليست بسيطة على الإطلاق”.
وتابع: هي “خطيرة من ناحيتين: أولا: لأنّ الرجل هو آخر خط إمدادات إستخباراتي مُفعّل بقوّة، للخونة والمتآمرين ضد أوطانهم”.
وأضاف بقوله: “ثانيا: هنري ليفي نفسه، ليس موثوقا ومتبجّحا بانجازاته، فكثيرا ما صرّح ونشر الأسماء والجهات التي تعاونت معه في كل البلدان، ولا يجد في ذلك حرجا مطلقا.
وفي انتظار أن تتشكّل الصورة ويكتمل المشهد، أتمنى أن لا يكون ذلك قد حدث أبدا”.
وختم تدوينته: “ملاحظة بسيطة، جهاز المخابرات الكل يسموه المحامين متاع الموقوفين (مخبر أمني)..!! كفّوا عن استبلاه الناس وقوموا بواجبكم في الدفاع عن موكليكم فقط”.
لكن وعلى نقيض ما سبق، أفادت المحامية “إيناس حراث“، بأن وجود اسم برنارد هنري ليفي في قائمة الذين قامت السلطات التونسية باعتقالهم منذ العاشر من فيفري الجاري، ليس إلا أسلوباً جديداً للتغطية على حملة الاعتقالات، على اعتبار أن اسم ليفي له دلالات خطيرة لدى المجتمع التونسي.
وقالت في تدوينة عبر حسابها على موقع فيسبوك: “في قائمة المحالين التي تم نشرها على الفايس قبل أن ينتهي المحامون الذين ينوبون في الملف من طباعة النسخة الأولى( لا أدري كيف لكننا في زمن العجائب ) ورد اسم برنار هنري ليفي لإضفاء بعض التوابل و البهارات على ملف غير ذي مضمون لا غير”.
وتابعت المحامية: “لا تتضمن الأبحاث أي إتصال بينه و بين أي مناضل ديمقراطي ممن شربوا قهوة مع خيام التركي.
لكن تحية لكاتب السيناريو…الفكرة جيدة”.
الأكاديمي والباحث التونسي “سامي براهم“، اعتبر هو الآخر أنّ وجود اسم برنارد هنري ليفي في القائمة تم إضافته في إطار فبركة ما.
وكتب أنه “حسب المحامين لا وجود البتّة لذكر اسم هنري ليفي في محاضر البحث … إضافة الإسم فبركة مقصودة للتّعمية والتّشويه وتبرير الاستهداف”.
هذا وكانت قوات الأمن التونسية، أمس الخميس، اعتقلت الناشطينَ السياسيين؛ عصام الشابي وشيماء عيسى وعز الدين الحزقي (أطلقت سراحه لاحقاً، لينضموا إلى قائمة طويلة من الشخصيات العامة المعارضة للرئيس، قيس سعيد، طالتهم الإيقافات، منذ الأسبوع الماضي، في قائمة متواصلة حسب ما يرى مراقبون.
الاعتقالات شملت أيضاً نائب رئيس حركة النهضة، نور الدين البحيري، إضافة إلى كمال لطيف، رجل الأعمال المحسوب على نظام الرئيس الراحل، زين العابدين بن علي، والناشطينِ السياسيين، عبد الحميد الجلاصي، وخيام التركي، ومدير إذاعة “موزاييك أف أم” الخاصة، نور الدين بوطار، في خطوة قوبلت باستهجان دولي حقوقي غير مسبوق.
تعليقات الزوار
لا تعليقات