أضرم شاب تونسي النار في جسده، السبت، أمام مقر محافظة نابل جنوب العاصمة التونسية، احتجاجاً على تردي أوضاعه الاجتماعيّة، في حادثة أثارت هلع ورعب الحضور مما رأَوه.
تونسي يُضرم النار في جسده
وراج مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي للشاب “محمد الشابي” وهو يُضرم النار في جسده أمام مبنى محافظة “نابل” جنوب العاصمة التونسية، قبل أن تتدخل السلطات المعنية لتطويق الموقف ومساعدة الضحية، ونقله إلى مستشفى “الطاهر المعموري”.وظهر “الشابي” عبر مقاطع مصوّرة وثّقت الحدث، وهو يجري محترقاً وقد التهمت ألسنة اللهب جسده، بينما كان يتحرك بجانب سيارة تابعة لقوات الشرطة أمام مقر محافظة نابل.إلى ذلك، وبعد ساعات من نقله إلى المستشفى، توفي محمد الشابي متأثراً بحروقه البليغة.
تُوفي محمد الشابي، وقد تبين لاحقاً أنه أحد جرحى الثورة التونسية، وهو أب يُعيل 3 أبناء، وقد كان يشتغل حارساً في مقر محافظة نابل، قبل أن يتم طرده وإنهاء عمله.وهو ما أكده العميد مراد المشري، المدير الجهوي للحماية المدنيّة بنابل، في تصريح لإذاعة “موزاييك” المحلية، “بأنّ فريقاً من الحماية المدنية تدخّل مساء السبت، لنجدة كهل أقدم على إضرام النار في جسده، احتجاجاً على تردي وضعيته الاجتماعيّة”.
وأفاد المشري “أنّ المتضرّر أصيب بحروق طفيفة، وتمّ نقله إلى مستشفى الطاهر المعموري بنابل لتلقي الإسعافات الأوّلية”.
كما تابع حديثه قائلاً: “المتضرّر كان يعمل حارساً بمعتمدية نابل وأراد التعبير عن احتجاجه بإضرام النار في جسده، إثر قطع العلاقة الشغلية معه”.
وبحسب معطيات تحصّلت عليها الإذاعة التونسية، فإنّ الكهل يبلغ من العمر 41 عاماً، ويعمل بإحدى المعتمديات التابعة لولاية نابل.
وقد تواجد مساء، السبت، أمام مقرّ الولاية، حيث سكب مادّة سائلة على جسده وأضرم النار في نفس.قبل أن يتدخّل مواطنون وأعوان أمن متواجدون بالقرب منه، لإطفاء النيران التي أتت على أجزاء هامّة من جسده، ليتمّ على إثر ذلك نقله إلى المستشفى.
يُذكر أن تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لكثير من التونسيين، أصبح في السنوات الأخيرة دافعاً رئيسياً للتوجّه نحو طرق وأساليب خطيرة في التعبير عن غضبهم من الوضع القائم.
اليأس والإحباط يُخيّم على حياة التونسيين
وتأتي حادثة إضرام الشاب التونسي “محمد الشابي” النار في جسده، لتؤكد على قتامة الوضع الاقتصادي وحالة اليأس التي بلغها التونسيون.
حالة من الإحباط الشعبي واليأس من الوضع الاجتماعي الراهن، جعلت من حياة المواطنين أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
وتتزامن هذه الأوضاع الكارثية التي يعيشها شعب تونس يومياً، مع سلطة سياسية بقيادة الرئيس قيس سعيد، عاجزة على الإتيان بحلول عملية تخرج الشعب التونسي مع معاناته.لكن المثير للجدل في خضم هذا الوضع الراهن، هو الإنكار المتواصل الذي دأب “سعيد” على تكريسه في علاقة بمشاكل التونسيين.
حيث كان دائم التأكيد أنّ تونس لا تواجه أي مشاكل، وأن كل ما يواجهه التونسيون هو نوع من “المؤامرة الداخلية والخارجية التي تعمل على استهداف الدولة التونسية”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات