أخبار عاجلة

فرح عربي وأفريقي غير مسبوق بوصول «أسود الأطلس» إلى المربع الذهبي للمونديال

شارع فرح واحد في المغرب، من طنجة شمالا إلى الداخلة في أقصى الجنوب، ومن المحيط إلى الخليج، بعد الإنجاز التاريخي وغير المسبوق الذي حققه «أسود الأطلس» ببلوغ نصف نهائي كأس العالم على حساب منتخب البرتغال، في ملعب الثمامة فييقطر.
قطر ستظل شاهدة على الإنجاز المزدوج للعرب، على مستوى التنظيم وفي الميدان، حين تمكن المنتخب المغربي لكرة القدم، من تجاوز خصم عنيد وقوي هو منتخب البرتغال التي تسلح بكل مدفعيته بما فيها الدون رونالدو، لكنه فشل في بلوغ مرمى الأسد ياسين بونو، بعد أن كان النصيري في الشوط الأول قد أسكن الكرة في شباك البرتغاليين برأسية، تعجب لها الدون نفسه من خلال إعادة بالتصوير البطئ أظهرت ذلك.
قبل انطلاق المباراة سرت قشعريرة أمل في جسد كل المغاربة، ترجمها العديد من التدوينات مثل تلك التي نشرتها الممثلة الفنانة فاطمة بوجو حين قالت «رابحين، لأن طاقة الحب والنصر موجهة نحو فريقنا»، وأضافت بما يشبه اليقين في النصر من الله، «هاد الليلة ليلتنا والله حتى ليلتنا، هاد الليلة محتفلين بفوز فريقنا المغربي الذي حصد حب العالم العربي والأفريقي وكل المغاربة… كل قلوبنا اليوم هي وقود لنار الفوز والانتصار المستحق.»
لكن في الجانب الآخر كان البعض يطالب بعدم المغالاة في الأمل والدعاء للفريق المغربي بالفوز، وأن يتم تأجيل كل مظاهر الفرح إلى حين انتهاء 90 دقيقة التي أججت عواطف وجعلت أعصاب الجميع تغلي في بركان من التوتر.
بالنسبة للمخرج والممثل الفنان ادريس الروخ، فقد سارع إلى نشر مجموعة صورة مركبة له، وكتب «أنا مغربي، أنا فخور، عاش المغرب»، وكان قبل ذلك قد نشر تدوينة قال فيها «الله أكبر المغرب أولا المغرب دائما قلوبنا معكم الله معكم نحن في المقدمة النصر ثم النصر سيييير على الله».
قلة من المغاربة الذين لزموا بيوتهم، او ربما لا يوجد مغربي إلا وغادر المنزل صوب الشارع ليشارك في فرحة التأهل التاريخي إلى نصف النهائي مع الجميع، الأعلام وحدها تزين سماء المدن المغربية، في أكبر شوارع العاصمة أمام البرلمان والناس جماعة يبتسمون للفرح الطفولي الذي رسمه «أسود الأطلس» بنصرهم البين على رفقاء رونالدو.
هذا ما تمكنت كرة القدم من صناعته لدى عشاقها وحتى من حل ضيفا على فرجتها بمناسبة مشاركة أسود الأطلس، فقد صار مدمنا على الفرح قبل اللعبة، وذلك ما أكده الصحافي والكاتب عبد الصمد بنشريف حين كتب في الفيسبوك، «مبروك علينا وعلى العالم من أقصى الكرة الأرضية الى أقصاها، استجاب الله لدعائنا، ورغم كل الضغوط النفسية والذهنية واللحظات العصيبة وخشونة الحكم، فقد زأر الأسود وصمدوا وقاتلوا ببسالة لا نظير لها، طوبى لنا بمغرب الأمجاد والأحرار والأبطال، ومزيدا من الانتصارات.»
ذلك كان مختصر نبض المغارية أجمعين، ولن يقف عند حدود المغرب، بل يمتد إلى فرحة يشارك فيها الإخوة العرب والأفارقة «ونحن نصنع التاريخ ونرفع سقف الحلم إلى أقصاه، فلا حدود اليوم للممكن، والأكيد أن المستحيل ليس مغربيا ولا عربيا ولا أفريقيا»، كما كتب مدون.
وإذا كان التأهل إلى ربع النهائي قد أخرج الناس من المنازل، فإن المرور إلى نصف النهائي أدخل الشوارع بفرحها الكبير إلى المنازل، لا فرق بين كبير وصغير وبين رجل وامرأة وشاب وكهل أو شيخ، الكل سواسية أمام الإبهار الذي حققه المنتخب المغربي في قطر، وها هي الأزقة تلفظ الشبان مثل نهر يصب ماؤه في بحر الشوارع ليجتمع بحر السعادة ويمضي رافعا علم المغرب عاليا، لسان الجميع يقول «ارفع رأسك اليوم أنت مغربي».
وتكررت صور العبور إلى الدور الثاني ومن بعده ربع النهائي، اليوم بعد أن حجز الأسود مقعدهم في المربع الذهبي بجدارة واستحقاق، والقادم أفضل بنصرة الإخوة في كل العالم العربي.
الكثير من التفاصيل في شوارع المغرب حيث ترفع الرايات وتمتزج الزغاريد والهتافات بأبواق السيارات، إنها حالة نشوة عارمة بتحقيق الانجاز التاريخي غير المسبوق ببلوغ المربع الذهبي في نسخة المونديال التي نجحت قطر في ان تكون فعلا عرسا حقيقيا، والأكثر عرسا عربيا وأفريقيا.
هذا وكشفت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا أمس الأحد، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر المباراة المرتقبة بين المنتخبين الفرنسي والمغربي يوم الأربعاء المقبل على ملعب استاد البيت في الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم المقامة في قطر.
كانت الوزيرة كاستيرا قد حضرت بالفعل المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الفرنسي(الديوك) على نظيره الإنكليزي (الأسود الثلاثة) بنتيجة 1/2مساء أول أمس السبت، في استاد البيت في ختام منافسات دور الثمانية.
وهنّأ العديد من الزعماء والمسؤولين في العالم المنتخب المغربي، فقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، في تغريدة على تويتر إن «أفريقيا تصنع التاريخ وتحتل الصدارة داخل الميدان وخارجه».
وأضاف «في عشية قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، أهنئ أسود الأطلس على فوزهم اليوم، لقد أصبحوا أول فريق أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم»،? مضيفا هاشتاغ «ديما المغرب».
وهنأ ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ملك المغرب محمد السادس بفوز منتخب بلاده على نظيره البرتغالي والصعود لنصف النهائي في بطولة كأس العالم بقطر.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين منفصلين بين الملك محمد السادس ونظيريه الملك عبد الله الثاني ومحمد ولد الشيخ الغزواني.
كما هنأ لاعب المنتخب الألماني السابق، مسعود أوزيل، المنتخب المغربي بفوزه على نظيره البرتغالي وتأهله التاريخي لنصف نهائي مونديال قطر واصفا هذا الفوز بأنه «إنجاز للقارة الأفريقية والعالم الإسلامي».
وقال أوزيل في تغريدة على تويتر: «إني فخور ..يا له من فريق! يا له من إنجاز للقارة الأفريقية والعالم الإسلامي».
وأضاف: «من الرائع رؤية تحقق مثل هذه القصص الخيالية في كرة القدم الحديثة. هذا سيمنح العديد من الناس المزيد من القوة والأمل»، مرفقا هاشتاغ المغرب.

عبد العزيز بنعبو

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات