أطلقت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع لمنع عدد من أهالي مدينة جرجيس (جنوب شرق) من التوجه إلى جزيرة جربة بهدف التظاهر أمام مقر انعقاد قمة الفرنكوفونية للمطالبة بالكشف عن مصير ضحايا “فاجعة جرجيس”، بسبب “مماطلة” السلطات في هذا الأمر.
وتظاهر، الجمعة، عشرات التونسيين، بينهم عائلات ضحايا فاجعة جرجيس، للمطالبة بمعرفة مصير الضحايا بعد مرور نحو شهرين على حادثة غرق المركب الذي كان يقلّهم في رحلة هجرة سرية.
وجاءت الاحتجاجات بناء على دعوة “الهيئة المحلية للحقيقة والعدالة في جرجيس”، حيث ردد المتظاهرون شعارات من قبيل “الشعب يريد أبناءه المفقودين”، قبل أن تعترضهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع في محاولة لمنعهم من متابعة المسير نحو جزيرة جربة.
وتأتي الاحتجاجات بعد ساعات من “فشل” اجتماع ضمّ مسؤولين من وزارة الداخلية وأهالي المفقودين وجمعيات من المجتمع المدني، وذلك بعد رفض الأهالي مواصلة الاجتماع بسبب غياب وزير الداخلية الذي كان في زيارة لجزيرة جربة، وهو ما اعتبره الأهالي محاولة لـ”تهميشهم” من قبل الدولة.
ودوّن النائب السابق مجدي الكرباعي “على هامش القمة الفرنكوفونية وكواليس الطرق الرابطة بين جرجيس وجربة وفي دولة قمعستان، إجابات غازية مسيلة للدموع ضد من يريد الحقيقة ويندد بصمت الدولة في حادثة جرجيس والمفقودين”.
وأضاف مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان “ما حصل اليوم في جرجيس والقنطرة (التي تربط بين جرجيس وجربة) كان بالإمكان تلافيه وحل الإشكال منذ البداية. لا يمكن حكم البلاد بمسؤولين فاشلين وعلى رأسهم الوالي”.
وكتب القيادي في حزب التيار الديمقراطي، هشام العجبوني “التعاطي مع قضية جرجيس مثل التعاطي مع قضية النفايات في صفاقس، يُثبت مرّة أخرى افتقاد قيس سعيد للكفاءة والعجز عن إدارة الأزمات”.
وأضاف “أهالي جرجيس لم يقدّموا مطالب تعجيزية وطالبوا فقط بالعمل الجدّي على إيجاد جثث أبنائهم والاستماع إليهم واحترامهم والتفاعل معهم. وهذا واجب كل نظام يحترم شعبه ومواطنيه”.
واعتبر أنه كان على الرئيس قيس سعيّد أن “يزور جرجيس منذ انطلاق الأزمة وأن يقدّم التعازي لأهالي الضحايا ويستمع إليهم وإلى مطالبهم وأن ينزع فتيل الاحتقان، باعتبار أنه يدّعي دائما التصاقه بهموم الشعب، ولكنّه فضّل الذهاب إلى جبل بوقرنين ليلقي علينا خطبة أخرى يشتم فيها معارضيه ويحرّض عليهم!”.
وأضاف “اليوم -وفي خطوة احتجاجية سلميّة أخرى لإسماع أصواتهم- حاول أهالي جرجيس الاتجاه نحو جزيرة جربة التي تحتضن القمة الفرنكوفونية، فإذا بأمن قيس سعيد يتعاطى معهم بالعنف والغاز المسيل للدموع، ويزيد من تعميق الاحتقان وإدامة الأزمة. قيس سعيّد ليس لديه ما يقدّمه للشعب الذي يريد، وبالتالي سيعتمد فقط على المقاربة البوليسية وعلى هرسلة (الضغط على) معارضيه وتلفيق القضايا لهم بغاية إسكاتهم وإخضاعهم لسلطته!”.
وتشهد مدينة جرجيس (جنوب شرق تونس) حالة من الغضب والاحتقان منذ نحو شهرين، بعد غرق أحد مراكب الهجرة السرية وقيام السلطات بدفن الضحايا في “مقبرة الغرباء” المخصصة لمجهولي الهوية، وهو ما اعتبرته المعارضة “جريمة دولة” تستوجب إقالة جميع المسؤولين في المدينة.
مواجهات ليلية
إلى ذلك، لاحق رجال الشرطة التونسية المحتجين من الشباب في شوارع جرجيس ليل الجمعة/السبت إثر مناوشات مع أهالي غرقى قارب منكوب.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين ودفعت بتعزيزات في شوارع المدينة.
وإثر المواجهات الليلية، أعلن ممثلو الاتحاد الجهوي للشغل في جرجيس عن غلق مؤسسات التعليم في جرجيس ردا على الاستخدام المكثف للغاز المسيل للدموع من قبل الأمن.
كما هددت منظمات من المجتمع المدني بالدخول في اعتصام مدني في الجهة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات