أخبار عاجلة

ماذا ستستفيد الجزائر من الدخول الى مجموعة “البريكس”

رحبت الحكومتان، الصينية والروسية بإعلان الجزائر إيداعها ملف الانضمام لمجموعة “بريكس” التي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، حيث أعرب نهار أمس الثلاثاء، المبعوث الخاص لرئيس روسيا لمنطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، عن ترحيب موسكو بقرار الجزائر الانضمام إلى مجموعة “البريكس”.

وقال بوغدانوف بحسب موقع “سبوتنيك :” بالطبع، نرحب برغبة شركائنا والأشخاص ذوي التفكير المماثل بالانضمام إلى عمل تنسيقات “بريكس”. ومنظمة شنغهاي للتعاون”.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد عبّر في أواخر يوليو الفارط، عن رغبة الجزائر في الدخول في هذا التكتل السياسي والاقتصادي العالمي البارز.

وأكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر تستوفي بنسبة كبيرة الشروط التي تخولها الالتحاق بمجموعة “بريكس”، موضحا خلال لقاء مع الصحافة الوطنية بث في 31 يوليو الماضي، بأن “هناك شروطا اقتصادية للالتحاق بمجموعة بريكس، أظن أنها تتوفر بنسبة كبيرة في الجزائر”، مضيفا أن مجموعة بريكس تهم الجزائر كونها “قوة اقتصادية وسياسية” والانضمام إليها سيبعد الجزائر التي تعتبر “رائدة في عدم الانحياز” عن “تجاذب القطبين”.

ما هو تكتل بريكس؟

بريكس هو مختصر للحروف الأولى باللغة الإنجليزية لدول المنظمة وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، والتي عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في يكاترينبورغ، روسيا في يونيو 2009، حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية، ويعتبر التكتل صاحب أسرع نمو اقتصادي في العالم، حيث تسهم دول “بريكس” بنحو 22% من إجمالي الناتج العالمي، وتحتل قرابة 26% من مساحة الأراضي في العالم.

ما الهدف من ضم دول جديدة للمجموعة؟

اقترحت الصين بدء عملية توسيع مجموعة “بريكس”، حيث انضم إلى مشاورات “بريكس بلس” ممثلون عن الأرجنتين ومصر وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والسنغال وتايلاند، وهي الدول التي تعتبر أعضاء محتملين في “بريكس”.

وفي جوان الفارط شارك الرئيس عبد المجيد تبون بتقنية التحاضر المرئي عن بعد في اجتماع رفيع لمجموعة البريكس، أبرز فيه، مقاربة الجزائر حول ضرورة السعي نحو إقامة نظام اقتصادي جديد يضمن التكافؤ والمساواة بين مختلف الدول.

وقال رئيس الجمهورية في كلمة له، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، في جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية: “أود في البداية أن أقول للسيد رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة وراعي هذا الاجتماع، أن أهنئكم وبلدكم الصديق بتولي رئاسة مجموعة البريكس، مشيدا بانتقائكم الموفق للمواضيع المدرجة على جدول أعمال هذه الجلسة التي نعتبرها هامة وهامة جدا في هذا الظرف”.

وأضاف أن “التوتر والتأزم الذي تشهده العلاقات الدولية اليوم يستوقفنا جميعا ليس فقط بالنظر لحجم الحوكمة العالمية، بل تحديات الأوضاع الراهنة التي تواجه الجهود الرامية لإحلال السلم وإنهاء النزاعات والدفع بالتنمية المستدامة، وإنما أيضا لما تولد عنها من مخاطر استقطاب وما يعكسه من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى على الساحة الدولية ورسم معالم النظام الدولي الجديد”.

ما فائدة دخول الجزائر إلى التكتل؟

يعتبر نظام بريكس من أنظمة التحالف الدولي الاقتصادية، وهو قائم على الدول ذات الاقتصاد الكبير، والدخل القومي المرتفع على المستوى العالمي، وجاء إنشاء هذا النظام لموازنة أحادية القطب على المستوى العالمي للولايات المتحدة الأمريكية وتوسعها.

ومنح هذا التكتل للدول الأعضاء نوعا من التوازن ونوعًا من التبادل التجاري السريع، لإنعاش اقتصاداتها، وخلال السنوات الماضية أثبت هذا النظام قوته على المستوى العالمي ودفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى المزيد من التحديات والتحالفات الاقتصادية مع أوروبا.

ويسمح دخول الجزائر إلى هذا التكتل بتعزيز التحالف الاستراتيجي القائم بين الجزائر وروسيا والصين، وخاصة أن الجزائر من بين دول الحزام والطريق وتعتبر بوابة لكل من أوروبا وافريقيا بفضل توفرها على بنية تحتية تسمح باستيعاب استثمارات ضخمة صينية وحتى من روسيا والهند وتوزيعها عالميا، لا سيما في ظل التطور الذي تعرفه الجزائر  في قطاع البنى التحتية والنقل والصناعة والنقل وتوفرها على موانئ حديثة وشبكة طرقات وسكك حديد حديثة، كما أن طموح الجزائر ينسجم مع هذا التوجه وخاصة بعد اطلاقها لمشاريع استراتيجية ضخمة بالتعاون مع الصين في مجال صناعات الحديد والفوسفات والطاقة والاتصالات الفضائية وتأمين المنظومة الرقمية.

ويسمح دخول الجزائر في التكتل ببناء خطط استراتيجية تسمح ببروز شراكات جديدة تمكن الجزائر من الإفلات من أحادية الشريك الأوروبي الذي امعن في استغلال التفوق الاقتصادي والتقني لصالحه في اتفاق الشراكة الذي تم توقيعه معه في ابريل 2002، باعتبار أن تحالف البريكس هو اتحاد لقوى ناشئة صاعدة بقوة، وهي القوة الخاصة بالأسواق الناشئة التي تحقق أعلى معدلات نمو حيث تمثل هذه الدول 40% من سكان العالم، وأسواقها ذات أوضاع قوية جدا على معدلات النمو العالمية، كما أن هذه الدول ليس لها عقدة المستعمر بالمقارنة مع دول أوروبا الاستعمارية التي ترفض التخلي عن عقدة التفوق الاستعماري التي تمنعها من تقاسم النمو والتطور العلمي والتكنولوجي مع بقية دول العالم الثالث التي تنظر اليها على انها مجرد أسواق وفق التقسيم التقليدي.

ما الذي سيستفيده التكتل من انضمام الجزائر؟

تعلم الصين وروسيا أن ضم الجزائر لهذا التكتل يضيف لهما قوة كبيرة، من حيث قوة التأثير في أسواق النفط والغاز العالمية، وقوة الموقع الاستراتيجي، في المقابل يسمح التكتل للجزائر بالاستفادة اقتصاديًا واستثماريًا، ويصبح قوة مساندة للدول الأعضاء على النطاق الدولي والإقليمي، لا سيما في اطار مبادرة الحزام والطريق وفي اعقاب التحول العالمي الذي نعيشه حاليا مع الحرب الأوكرانية والهزيمة الوشيكة للغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة.

وتعتبر الجزائر دولة مهمة في منطقة شمال افريقيا وجنوب المتوسط، ولها من الخبرة المشهود لها في مجال مكافحة الإرهاب ولها قدرات هائلة في مجال الطاقة ومساحة كبيرة هي العاشرة في العالم كما لها جيش قوي مجهز جيدا بعتاد جد متطور، ولها قدرات صناعية وزراعية ومنجمية ضخمة، وتعداد سكاني مهم يقدر بحوالي 46 مليون نسمة، كما أنها منطقة جاذبة للاستثمار، وسوق واعدة، فيما تعتبر الصين من أكبر مستوردي العالم للنفط والغاز والمعادن.

وكما يسمح دخول الجزائر إلى البريكس من توسيع قاعدتها الاقتصادية ونفوذها السياسي، في أن تكون عضوا في مجموعة تضم الصين وروسيا التي تشكل 41 % من سكان العالم و24 % من الاقتصاد العالمي و16 % من التجارة العالمية. ثم إن الصين هي أكبر مستورد للطاقة في العالم وهذا يعني أنها قادرة على استيعاب كل صادرات الجزائر من الغاز والنفط، كما أن بإمكانها أن تخصص جزءا من استثماراتها لصناعة النفط والغاز الجزائريين، ومن تم يمكن للجزائر في الانخراط في التحول الحاصل عالميا وهو استعمال العملات غير الدولار على غرار اليوان والروبل في المبادلات البينية مما يحررها من هيمنة البترودولار، وبمضلة حماية قوية من روسيا والصين من عقوبات محتملة من الولايات المتحدة والغرب عموما الخاضع لهيمنة الاحتياطي الفدرالي، وأكثر من ذلك يمكن للجزائر من الاستفادة من التجربة الروسية في تحقيق الأمن الغذائي وتطوير صناعة الأسمدة التي تعتبر عصب حرب الغذاء العالمية القادمة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

سيموح

فينك يا بن عمي

قائم على الدول ذات الاقتصاد الكبير، والدخل القومي المرتفع على المستوى العالمي،

ادريس

السؤال

السؤال هو ماذا ستستفيذ دول البريكس من الجزائر ماذا ستقدم لهم ارجل الدجاج منزوعة العضام هذا هو السؤال الذي عليك طرحه

Moha

القوة الضاربة

ستستفيد هده الدول من التجربة الجزائرية..في الطوابير من أجل شكارة حليب أو قنينة زيت أو قمع الاحتجاجات .الجزائر في هدا الميدان هو رقم واحد في إفريقيا. حتى غاز البوطان اللدي تصدره الجزائر بالملاييير .لابد من الطوابير من أجل قنينة غاز .اللهم إن هدا المنكر