أخبار عاجلة

دعم أوروبا المتصاعد لأوكرانيا قد يدمر شعوبها

يبدو أن أوروبا الجديدة خلعت ثوبها القديم ولم تعد مهتمة بمصالح شعوبها بقدر إلتزامها بما تمليه عليها السياسة الأمريكية حيث أفقدتها مكانتها بين دول العالم ،بعد أن دفعتها نحو فرض عقوبات اقتصادية متصاعدة على روسيا ولية طاقتها ،وها هي الاضطرابات السياسية والاجتماعية تتفاقم فيها ولا أحد يعرف إلى أين ستؤول أمورها؟ وماذا يخبئ نوفمبر القادم لأوروبا وأمريكا من ركود وتضخم مع استمرار هرولة الساسة الأوروبيين خلف مطالب الرئيس الأوكراني الذي شكلت سياساته سببا مباشرا في تهجير شعبه وتدمير البنى التحتيه لبلاده بسبب قراراته الخاطئة وانجراره خلف تلك الاملاءات الغربية التي  أجلسته في مواجهة روسيا العظمى وهي تمتلك ثاني أقوى جيش في العالم ،وأول قوه نووية عالمية فنرى روسيا تحقق إنتصارات على الأرض يوما بعد آخر ،أما أوكرانيا فانتصاراتها وهمية وتنحصر بما يعلن على بعض الفضائيات الموجهة من الغرب ودبلجتها على أنها انتصارات لتضليل الرأي العام العالمي.

وينبغي على أوروبا أن تتوقف عن دعمها  المفرط لأوكرانيا لأن ذلك سيجلب مزيدا من الويلات للشعب الأوكراني ،ومزيدا من الفقر والمتاعب والبروده للشعوب الأوروبية التي لم تعد لها قيمة عند حكوماتها ،مما دفع بالتيارات اليسارية في بعض الدول الأوروبية للنزول إلى الشارع والتظاهر بسبب توسع الفقر والبطالة والتضخم واعتلال أسواق الطاقة وفشل حكوماتها في لعب أي دور استراتيجي لضمان الأمن والاستقرار .

وقد نشهد قريبا انشقاقا ألمانيا عن الموقف الأوروبي وازدياد الأحوال سوءا في الشارع الفرنسي الذي يحاول مزاحمة المانيا على قيادة أوروبا ،فمن مصلحة الدول الأوروبية أن تدرك قبل فوات الأوان بأن روسيا لا يمكن لها أن تقبل الهزيمة فلديها خيارات تصعيدية مناسبة لكل مرحلة من المراحل ،وقد تنتقل لاستخدام النووي التكتيكي ،وتنتهي بالخيار النووي الاستراتيجي اذا استمر المعسكر الغربي في المبالغة بدعم اوكرانيا  ومواجهة روسيا.

وقد لاحظنا مؤخرا تغييرا استراتيجيا في أساليب القتال ،فلم تعد روسيا تدفع بجنودها وبدأت باستخدام الطائرات والصواريخ كسلاح فعال في تنفيذ المهمات ،وفتح الطرق أمام القوات العسكرية للتقدم في ظروف آمنة وبدون خسائر تذكر وقد نشهد قريبا ارتفاعا في وتيرة الأصوات الأوروبية لإجبار حكوماتها المتعنتة على فتح باب الحوار مع روسيا ،والكف عن دعم اوكرانيا في مواجهه غير مباشرة مع الجيش الروسي الذي يستعد حاليا ربما لاجتياح كامل أوكرانيا وتغيير النظام السياسي فيها مع دخول نوفمبر ،واكتمال استعدادات التعبئة الجزئية أما أمريكا فلن تحسد بعد اليوم حيث وزنت نفسها وظهر وزنها الحقيقي أمام العالم ،لذلك رأينا قرار أوبك بلس يتحدى أمريكا وأوروبا أيضا ويرجح مصالح دول منظمة أوبك حيث يرى  البعض أنها متوافقة وداعمة لروسيا ومن الأفضل لأمريكا وأوروبا معا أن يقرروا  البحث عن طوق للنجاة من الأزمة التي صنعوها وأفضل هذه الأطواق هو محاولة  التخلص من النظام الأوكراني بما هو مناسب وقبل أن تسبقهم روسيا إلى ذلك ،وبالتناوب الجلوس على طاولة التفاوض مع روسيا  لإنقاذ العالم من الدمار الذي يقترب يوما بعد آخر.

د.  بسام روبين

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

المصطفى

صحوة

مقال واقعي للدكتور بسام ، فعلا على أوربا أن تدرك ما ينتظرنا من اكراهات اجتماعية واقتصادية وسياسية جراء الانجرار وراء سياسة أمريكا التي تسعى إلى تدمير اوربا ثم تتكلف باعادة بناءها كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية