هل بات السيناريو اللبناني امرا وشيكا ؟ سؤال تفرضه تطورات الاحداث اليومية مع تعقيدات الازمة الاقتصادية في بلادنا دون مؤشر عن انفراج في الافق وهو سؤال قد لا يتجاوز الحدود التونسية الى اكثر من بلد مهدد بالافلاس في المنطقة نتيجة تواتر الازمات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة كل ذلك في ظل تحولات اقليمية و دولية غيرت مجرى الاولويات في علاقات الشراكة و التعاون بين الشمال و الجنوب و تحديد بعد جائحة كورونا و الحرب الروسية في اوكرانيا ..
تونس تعيش هذه الايام في انتظار ا نياتي الفرج من صندوق النقد الدولي بالافراج عن قرض تنتظره الحكومة للخروج من دائرة ازمة المالية العمومية و ينتظره التونسيون و كان حالهم سينتقل من وضع الى وضع بفضل هذا القرض الذي تبقى تونس معه رهينة للقرارات الخارجية طالما لم تنتعش الاستثمارات و لم تتحرك عجلة الاقتصاد و لم تستيقظ فينا قيم الاجتهاد و العمل و الانتاج و تطوير الصناعة التونسية و الزراعة الوطنية و كل ما يمكن ان يعيد احياء الامال و يقطع مع هروب النخب و عدوى سفن الموت ..طبعا لا احد يتمنى تكرار السيناريو اللبناني و لكن التحذيرات المتواترة لخبراء الاقتصاد تفترض التعاطي مع هذه التحذيرات بجدية بالنظر الى ارتفاع نسبة التضخم التي باتت تقترب من حاجز الرقمين الى 9.1 بالمائة و معها ارتفاع نسبة الفائدة الرئيسية للبنك المركزي بما يعني مزيد اثقال كاهل المواطن التونسي و العائلات التونسية التي تواجه الازمة الاقتصادية بفضل الاقتراض ..
ad
و بالعودة الى المشهد اللبناني فقد يكون لما يحدث في المصارف اللبنانية من مواجهات يومية بعد ان استحال على اللبنانيين استعادة جزء من اموالهم المودعة بالبنوك بالعملة الاجنبية و اضطرار هم و في اكثر من مناسبة الى اقتحام المصارف …و بعد الحادثة المثرة التي تابع فيها العالم اطوار اقتحام فتاة لبنانية احد المصارف و تعمدها تهديد الموظفين للحصول على مبلغ مالي لعلاج شقيقتها جاء الدور على نائبة برلمانية لبنانية لتكرار السيناريو و لكن بتفاصيل مختلفة ..صحيح انه اتضح في نهاية المطاف ان السلاح الذي استعملته الفتاة التي اقتحمت البنك كان مجرد لعبة بلاستيكية و لكن الحادثة فرضت على المصارف اللبنانية اغلاق ابوابها طوال ثلاثة ايام و فرضت على اللبنانيين مزيد الضغوط الاجتماعية و النفسية بالنظر الى عدم توفر السيولة التي يحاتجونها لتدبير شؤونهم لا سيما في مسائل لا تقبل التاجيل مثل العلاج .. رغم تكرر حوادث الاقتحامات فان الحادثة الثانية التي كشفت خطورة الازمة في لبنان تعلقت بالنائبة البرلمانية سينتيا زرازير التي لم تحمل معها سلاحا لكنها اصطحبت محاميين للاعتصام داخل المصرف من اجل الحصول على الاموال التي تحتاجها لاجراء عملية جراحية .. و تمكنت النائبة بعدمفاوضات دامت ساعات من الحصول على مبتغاها ..في خضم الازمة المالية الخانقة التي يمر بها لبنان اصبحت المصارف اللبنانية تفرض قيوداً مشددة على سحب الودائع الى ان اصبح من المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، وخصوصاً عندما يتعلق الامر بالودائع بالعملة الصعبة التي توفرها النخب اللبنانية في الخارج و التي يمكن ان تكون بديلا قد يخفف وطئ الازمة في لبنان بالنظر الى عدد الاثرياء اللبنانيين في امريكا الاتينية و امريكا الشمالية و افريقيا و الخليج ..و قد وجب الاعتراف أن ازمة لبنان التي استفحلت على مدى السنوات الماضية و باتت تهدد البلاد بانفجار وشيك ليست ازمة ديموقراطية فالنظام اللبناني يبقى نظاما جمهوريا ديموقراطي له خصوصياته بالنظر الى عنصر الطائفية الدينية و السياسية الطاغية على المشهد اللبناني و لكن الازمة هي بالاساس مرتبطة بالقيادات و السياسيين الذين يتخفون خلف الديموقراطية المقنعة عل حد تعبير المؤرخ و الباحث اللبناني مسعود ضاهر الذي يفضح الوجه المُزدوِج للنظام السياسي اللّبناني يعتبر أنه “نظام جمهوري يتبنّى الديموقراطيّة، لكنَّ قادته يُمارسون أسوأ أشكال الديكتاتوريّة المُقنَّعة. وهو نظامٌ علماني وفق بنود الدستور اللّبناني، لكنّ قادته جعلوا من الطائفيّة السياسيّة سلاحاً رهيباً لإذلال اللّبنانيّين وتفكيك وحدتهم الوطنيّة لمصلحة المنظومة السياسيّة الفاسدة؛ فتحوَّل نضالُ قوى التغيير إلى معركةٍ وهميّة مع وجهٍ طائفي مُعلَن لنظامٍ سياسي لبناني من صنْعِ أعرافٍ ميثاقيّة غير مكتوبة، ولا وجود لها في الدستور”..أزمة لبنان تتعقد اكثر بانظر الى موقع لبنان الاستراتيجي و التهديد الاسرائيلي المستمر على حدوده و لبنان تحمل و لا يزال تداعيات كل حروب المنطقة بما في ذلك حرب الاستنزاف في سوريا ..
و هو ما يجعل المقاربة مع السيناريو اللبناني مسألة مستبعدة على الاقل في هذه المرحلة و لكن ذلك لا ينفي خطورة الازمة في بلادنا التي تجعل التونسي اليوم يتسائل ان كان سيضطر للتسول امام البنوك للحصول على امواله التي استامن البنك عليها و هل بات يقترب من مرحلة التوجه الى البنوك لسحب امواله فيواجه طلبه بالرفض ..
كما لبنان تواجه تونس اسوا ازمة سياسية اقتصادية و مالية في تاريخها و لعل الايام القادمة تنبؤنا بالمزيد والى أي اتجاه تسير الامور في ظل غياب الافاق ..
نتمنى ان تكذب تطورات الاحداث توقعات بعض خبراء المال و الاقتصاد بشان تكرار السيناريو اللبناني في تونس و أن لا يدفع بنا شبح الافلاس نحو ما لا مجال لتحمله …
تعليقات الزوار
تشبت غريق بغريق
قيس سعيد يقود تونس للهاوية، لا علاقة له بالسياسة والكياسة ،من خلال طريقة سلامه على ماكرون عندما التقاه ظهرت شخصيته الضعيفة ،وعندما وضع بيضه كاملا في السلة الجزائرية المتقوبة أصلا ضهرت سداجته السياسية، وعندما قبل باستقبال زعيم البوليزاريو فقد وقع على نهايته واغراق تونس، فقد تشبت غريق بغريق