بعد سحب تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 من غينيا، أبدت عدة دول واتحادات رغبتها في الترشح من أجل تنظيم أهم تظاهرة كروية في القارة الافريقية، من بينهم الجزائر نيجيريا والمغرب.
وتبرُز الجزائر كأكثر الدول تأهيلا لتنظيم “كان 2025” على كل المستويات خلفا لغينيا التي سُحب منها شرف التنظيم بسبب عدم جاهزيتها للحدث القاري.
أوراق رابحة عديدة
وتملك الجزائر عدة أوراق رابحة تجعلها تتصدر السباق، بداية بالملاعب الجديدة، عديد الفنادق الفخمة، عدم استضافة “الكان” منذ 1990، بالإضافة إلى نجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة وهران.
ومن المرتقب أن تصب هذه العوامل في صالح ملف الجزائر، الذي من دون أدنى شك سيكون من بين أقوى الملفات، كما صرّح وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق، خلال قرعة “الشان” السبت الماضي، مؤكدا ترشح الجزائر لتنظيم “كان 2025″، ومشيرا إلى أن تنظيم الجزائر لكأس إفريقيا 2025 مرتبط بنجاح “الشان” مطلع السنة المقبلة.
الإرادة السياسية من أعلى هرم في السلطة
ومن بين الأشياء التي تُميز ملف الجزائر عن الملفات الأخرى، هي الإرادة السياسية الكبيرة التي أبانت عنها الدولة الجزائرية ورغبتها في تنظيم كبرى المنافسات الدولية، فقد أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال لقاء سابق مع رئيس “الكاف” باتريس موتسيبي، على أن الجزائر قادرة على تنظيم مختلف المنافسات سيما بعد الهياكل الرياضية الجديدة التي تدعمت بها.
وبدوره شدد الوزير سبقاق، على أن الجزائر قادرة على تنظيم أي بطولة ومنافسة رياضية كانت، فهذه التصريحات تُسهم في تعزيز ملف الجزائر ومن شأنها أن تُعطي ضمانات للاتحاد الإفريقي حول الإرادة السياسية التي يجب أن تكون متوفرة في أي ملف كان.
ملاعب جديدة بمواصفات عالمية
ويُعتبر ملف الجزائر من بين الأقوى والأجدر بالفوز بشرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 نظرا للملاعب الجديدة التي ستسُلم بداية السنة المقبلة، حسب تصريح وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي، حيث ستتعزز الرياضة الجزائرية بملاعب عالمية على غرار براقي، الدويرة، تيزي وزو، بالإضافة إلى ملعب وهران الجديد وإعادة تهيئة كل من ملعب عنابة وقسنطينة وتشاكر و5 جويلية.
وتؤكد شروط “الكاف” على ضرورة توفر 6 ملاعب تفوق سعتها 20 ألف مقعد كأدنى حد، ولن تجد الجزائر أي صعوبة في توفير هذا المطلب، خاصة مع تبقى 3 سنوات على دورة 2025.
“شان” 2023 سيُعطي رسالة واضحة لـ”الكاف”
وستكون الجزائر أمام اختبار جديد بتنظيم منافسة كأس إفريقيا للمحليين مطلع السنة المقبلة، وتتواجد الجزائر أمام فرصة إقناع الاتحاد الإفريقي برئاسة باتريس موتسيبي، وتقديم رسالة واضحة لـ”الكاف” قبل إجراء الانتخابات التي ستُحدد البلد المُنظم لـ”كان” 2025.
وكان باتريس موتسيبي قد أكد دعمه للجزائر من أجل الترشح لتنظيم كأس إفريقيا للأمم، خلال تصريحه في ندوة صحفية بعد حلوله بالجزائر لحضور قرعة “الشان”.
نجاح تنظيم الألعاب المتوسطية وهران 2022
ونجحت مدينة وهران بتقدير ممتاز في تنظيم ألعاب البحر المتوسط، حيث استقبلت أزيد من 4000 مشارك في فترة لا تزيد عن 11 يوم، هذا النجاح نفض الغبار عن الصورة النمطية السابقة عن الجزائر، وأعطى روحا جديدة للرياضة الجزائرية.
كما قامت الجزائر مؤخرا باستضافة عديد المنافسات والبطولات الدولية، بدءا بالألعاب المتوسطية، البطولة الإفريقية للجودو، البطولة العربية للسباحة، كأس العرب للمنتخبات لأقل من 17 سنة، بالإضافة إلى البطولة العربية للجمباز الجارية حاليا بوهران.
وستُعطي هذه التجارب الخبرة اللازمة والضرورية في تنظيم أحداث رياضية في أعلى مستوى، والشيء المؤكد أن الجزائر ستستفيد من جميع هذه التجارب من أجل تعزيز الإيجابيات وتدارك السلبيات.
كسب الرهان يأتي بتدارك النقائص
صحيح أن الجزائر تمتلك ملفا قويا يُمكنها من المنافسة بشراسة على الفوز بتنظيم “كان” 2025، لكن هذا لا يعني وجود نقائص على السلطات المعنية تداركها قبل تقديم الملف النهائي.
ومن بين هذه النقائص نجد شرط “الكاف” بضرورة توفير ملعبي تدريب لكل مجموعة منتخبات، توفير فنادق من 4 و5 نجوم، توفير وسائل النقل الضرورية وتسهيل حركة المرور التي تعرف ازدحاما كبيرا في المدن الكبرى، بالإضافة إلى التحكم في الجماهير وفي طريقة دخولها وخروجها من الملاعب وتعزيز الشبكة الأمنية بأنظمة متطورة تُسهل من عمل أعوان الأمن في التحكم بكل صغيرة وكبيرة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات