استلم رئيس المجموعة العسكرية الحاكمة في مالي من حليفه الروسي معدات عسكرية جديدة، من ضمنها خمس طائرات ومروحية عسكرية، فيما يأتي هذا التطور بعد يوم من بدء الولايات المتحدة تحركات في افريقيا في مواجهة النفوذ الروسي .
وكشفت واشنطن عن إعادة صياغة شاملة لسياستها في إفريقيا جنوب الصحراء حيث تعتزم مواجهة الوجود الروسي والصيني وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب.
واستثمرت روسيا جيدا التوتر بين المجلس العسكري المالي وفرنسا لتعزيز نفوذها وملء الفراغ الذي خلفه انسحاب قوة برخان والقوات الأوروبية بضغط من الحكومة المالية.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل رسمي بحضور دبلوماسيين روس والكولونيل أسيمي غوتا رئيس المرحلة الانتقالية، أشاد وزير الدفاع المالي ساديو كامارا، أحد أقوى شخصيات النظام، بـ"الشراكة التي تعود بالنفع على الجانبين مع روسيا الاتحادية".
وعلى الرغم من تدهور الوضع الأمني، أدار العسكريون الذين استولوا على السلطة بعد انقلاب أغسطس 2020 عقب أشهر من الاحتجاجات الشعبية، ظهرهم لفرنسا واعتمدوا بدلا من ذلك على روسيا.
وسلمتهم روسيا بالفعل عدة مروحيات قتالية وأسلحة في مارس الماضي. واستقبلت مالي بأعداد كبيرة من يصفهم المجلس العسكري بأنهم "مدربون" يأتون من روسيا دعما للجيش.
وتتهم فرنسا وحلفاؤها السلطات المالية بالاستعانة بخدمات مجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة المثيرة للجدل، لكن الحكومة المالية تنفي ذلك وتتحدث عن تعاون قديم بين دولتين. وفي مايو الماضي، أقرت روسيا بوجود شركة فاغنر في مالي "على أساس عقد" معها.
وقال كامارا "ينبغي أن أقول إن الحفل اليوم تاريخي، سواء من حيث طبيعة أو جودة أو حجم ما تقدمونه لنا والذي سنعرض جزءا منه فقط هنا والباقي بالطبع تم توظيفه في العمليات الجارية بينما يُقام هذا الحفل".
وأضاف "نحن نعزز قدراتنا الاستطلاعية والهجومية بطائرات ال39 المقاتلة وسوخوي 25، والتي تمت إضافتها إلى طائرات من طراز سوبر توكانو وطائرات أخرى مستخدمة بالفعل"، لكن لم يتم الكشف عن أي معلومات تتعلق بشروط الحصول على المعدات.
ومنذ 2012 تتخبّط مالي في أزمات أمنية وسياسية أشعل فتيلها تمرّد مسلّح قادته حركات انفصالية وجهادية في شمال هذا البلد وامتد إلى وسط البلاد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
وتشكل دول مجموعة الساحل الإفريقي الخمس: موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد والنيجر، منطقة تنافس دولي نظرا لموقعها الاستراتيجي كنقطة تربط بين مختلف دول القارة السمراء وثرائها بالموارد الطبيعية.
وتعتبر روسيا من البلدان التي بدأت تولي اهتماما خاصا بدول مجموعة الساحل الإفريقي، في ظل تراجع الدور الفرنسي في المنطقة، بينما بدأت الولايات المتحدة بشكل متأخر تولي اهتماما أكبر في مواجهة النفوذ الروسي والصيني.
واهتمام الولايات المتحدة بإفريقيا غالبا ما كان لا يطغى على أولوياتها وتأمل الإدارة الأميركية الحالية في تغيير سياستها. ومن المقرر عقد قمة أميركية إفريقية في 13 ديسمبر في واشنطن.
ووقعت روسيا اتفاقات عسكرية مع عدد من دول مجموعة الساحل كان آخرها مع موريتانيا في 24 يونيو الماضي.
تعليقات الزوار
لا تعليقات