يتم تداول أنباء في منصات التواصل الاجتماعي حول حيتان «الأوركا» القاتلة، التي تشكل أيضا خطرا كبيرا على سفن الصيد، حوت الأوركا يتغذى على سمكة التونة ويزن أكثر من 7 أطنان ويعد أخطر كائن بحري قبل القرش.
وكما جاء في صفحة «الجزائر الجديدة» على فيسبوك فإن «سفينة صيد في منطقة عين تموشنت رصدت حيتان الأوركا على بعد حوالي 7 عقد بحرية، وتطالب الصفحة «وزارة الصيد البحري إصدار بيان للرأي العام حول هذا الموضوع».
بينما نشرت صفحة «الجزائر اليوم» توضيحا عن الموضوع الذي اعتبرته غير دقيق.
وقالت «نشروا بعض الفيديوهات المفبركة التي لا صحة لها»، وعن وجودها أيضا في المياه المغربية لأنها تطل على المحيط الأطلسي ولا تدخل لمياه البحر المتوسط لكونها مياها دافئة».
ونفت وزارة الصيد البحري دخول حوت الأوركا للسواحل الجزائرية في بيان نشرته، حسب جريدة «الشروق»، حيث أكدت أن «الصور والفيديوهات التي انتشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي حول دخول الحيتان ا للسواحل الجزائرية غير صحيحة، وطمأنت الوزارة، أنه لا يوجد خطر على الصيادين أو المصطافين، عكس ما روجت له بعض الصفحات»، فعلى ما يبدو فإن الحوت لم يظهر لا في مستغانم ولا في تموشنت ولا في أي مكان.
وبهذا تكون وهران المقبلة على الحدث الرياضي المتوسطي قد تخلصت من «مشكل الحوت المؤرق».
لكن، ككل مرة، تشكل «شعارات» المهرجانات والتظاهرات الكبيرة جدلا بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، ومن بين من كتب عن الموضوع الروائي والصحافي والسياسي عبد العزيز غرمول في صفحته الرسمية على فيسبوك تدوينة جاء فيها «عندما شاهدت شعار ألعاب البحر الأبيض المتوسط، تساءلت بدهشة: هل ساء الذوق في هذا البلد إلى هذا الحد؟! شعار يشبه ملصقات السينما في عشرينيات القرن الماضي، لا إبداع، لأحداثه، لا ذكاء، يا جدكم الجزائر عڤرت (هل أصبحت عقيما)، عندما تصل الرداءة والبذاءة والجهل إلى مصدر القرار، اللعنة»!
ثم، لماذا (وهران في القلب) هذه العبارة السمجة التي تليق بمراهقة! الألعاب! هذه ألعاب الجمهورية الجزائرية، ليس «غرمول» من انتفض لرؤية «شعار» وهران في القلب والأخطاء التي جاءت به، بل انتفض الكاتب والمترجم وصاحب القلم الساخر سعيد بوطاجين بما كتب على صفحته على فيسبوك «إضافة إلى السرقة الموصوفة، و»الابيظ»، التي تم تصحيحها بعد حروب ومراجعات واستشارات ومداولات وميزانية محترمة، ما علاقة شعار «وهران في القلب» بألعاب البحر «الأبيظ» المتوسط؟! كان يمكن كتابة، وهران ترحب بكم، أو: وهران تتمنى لكم الفوز، وإقامة مريحة في ربوعها، أو وهران سعيدة بحضوركم. أما وهران في القلب فتعبير عن منطق الحارة والدوار، وهي نفي للألعاب كجوهر بالتركيز على المدينة، وليس على المناسبة، ثم، لماذا إسقاط الجزائر؟ ولو بخط مجهري بين قوسين»؟!
وهكذا وبعد تكذيب «إشاعة» دخول «الأوركا» الفتاكة، وبعد تصحيح الشعار، سيمكن لوهران لؤلؤة البحر المتوسط أن تحتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط في قلبها وفي قلب الجزائر. كما يمكن للمدينة الساحلية أن تفتح أبوابها ونوافذها على زرقة البحر وهواء المتوسط العليل.
وداع المدرسة بالتخريب والعنف
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور الخسائر التي لحقت بالمؤسسات التربوية وحجم العنف المسلط على القائمين على المنظومة التربوية في بعض المناطق في الجزائر، مثل خنشلة وغيرها.
ومن بين هؤلاء المصدومين مما حدث الأستاذ زين بخوش، الذي كتب على صفحته على الفيسبوك: «ما من شك أن الجزائري مصدوم من هاتين الصورتين (اللتين وضعهما أسفل منشوره إحداهما داخل القسم والتي تبين كراسي وطاولات محطمة، والثانية خارج المدرسة و»جمهور» التلاميذ المخربين، وكأنهم في احتفال).
ويتساءل: لماذا التلميذ ينهي السنة الدراسية بهذا العنف؟
ويضيف الأستاذ: «السؤال الأعمق في نظري هو ما الفرق بين ثقافة الشارع العنيفة وما تنتجه المدرسة؟
عندما نقرأ أن التلميذ ضرب معلمه في القسم، وولي التلميذ توعد المدير، فنفهم أن المدرسة هي امتداد لثقافة الشارع العنيفة!
ثم لماذا يرفض التيار المحافظ أي إصلاح، حتى وإن كانت منظومتنا التربوية منكوبة، وتتذيل الترتيب وعنيفة، لأن هذه المنظومة هي وعاء أيديولوجي ينتج الرداءة، وغالبا هذه الأخيرة هي من تنتخبهم، ما الحل؟!
أولا، التلميذ النجيب المجتهد الساعي للعلم، يجب أن يعامل معاملة خاصة في المدرسة، التلميذ المشاغب العنيف يعالج كظاهرة اجتماعية، ويوجه مبكرا حسب ميوله للتكوين المهني، إبعاد المدرسة من التيارات التي تعتبر لباس التلميذة أهم من تعليمها»، كما دعا الأستاذ بخوش لضرورة مراقبة «الدروس الخصوصية» التي في رأيه هي «أوكار موازية لهيبة المدرسة».
ويضيف أن «المدرسة التي تقاطع الحداثة وتدريس اللغات بحجج ايديولوجية واهية، هي مدرسة تنتج لا محالة هذه الصور وأكثر».
لكن في مسألة تعلم اللغات، فالملاحظ أن هناك إقبالا وهوسا على تعلم اللغات الأجنبية، بما فيها الفرنسية من طرف الأولياء والأبناء، وأن الشعور الذي يشعره التلاميذ في «كراجات» الدروس الخصوصية، ربما أفضل بكثير مما يشعرون به في المدارس النظامية، لا بد من تشخيص أعمق لما يحدث، وللسياسة التربوية في البلاد.
كما شخص هذه المأساة التربوية الروائي والجامعي عبد القادر ضيف الله، بما دونه على صفحته على فيسبوك: «وضعنا التعليمي البائس، حينما ترى ظاهرة تخريب الطاولات والكراسي وتمزيق كراريس الدروس من طرف التلاميذ، هم نتيجة وضع بائس في الكثير من مؤسساتنا التربوية لن تتردد في القول بفشل منظومة تعليمية بكاملها.
لهذا على القائمين على هذا البلد أن يخجلوا من أنفسهم إن لم يدقوا ناقوس الخطر ويدفعوا استقالتهم تباعا تاركين مناصبهم ليبدأ من لا تزال فيه ذرة إيمان في هذا البلد بإجراء تغيير حقيقي بصياغة منظومة تربوية أخرى غير التي كرستها ذهنية الفاشلين، الذين صنعهم السياسي الفاشل لأكثر من 30 سنة مضت، هذا إذا قلنا مجازا إن وضعنا قبل تسعينيات القرن الماضي كان أفضل حالا».
هذا وقد «قام تلاميذ مؤسسة «تلية إبراهيم» في بلدية «انسيغة» عند خروجهم من المدرسة بإحراق أدواتهم ومآزرهم وقاموا برمي الحجارة على السيارات وحرق الأشجار المتواجدة على الطريق.
الحادثة استدعت تدخل عناصر الحماية المدنية، بعد نهاية الموسم الدراسي، وانتشار صور وفيديوهات خطيرة لتلاميذ يحطمون السبورات، يحرقون الكراريس، ويكسرون الكراسي والطاولات.
«يجب التنديد بمثل هذه الافعال»، كما نقلت صفحة «آيت عمران لايف»، وصفحات أخرى كثيرة، مثل هذه الأفعال تتكرر كل سنة وفي كل مكان، والأسباب معروفة ومجهولة، ولكن لا بد من الإسراع في تشخيصها وايجاد الحلول الناجعة لها، وغير بعيد عن المنظومة التربوية، الرياضية. وفي «حرقة» نظامية، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي «هروب 11 تلميذا رياضيا جزائريا فور وصولهم إلى مطار باريس. فحسب ما جاء في صفحة «ليلى بوابان» على الفيسبوك فقد «كشفت وسائل إعلام محلية عدة، ما وصفت بالفضيحة التي هزت سمعة الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية إثر هروب رياضيين جزائريين من مطار فرنسا الدولي، يمثلون البعثة الوطنية الجزائرية التي شاركت في البطولة العالمية للألعاب المدرسية التي أقيمت في فرنسا، حسب ما كشفه موقع «الوطن دي زاد».
وكشف الموقع أن الحصيلة الأولية للتلاميذ الجزائريين الهاربين من المطار الدولي للعاصمة باريس، كانت في حدود 5 رياضيين قبل أن يرتفع العدد إلى 11، كانوا كلهم معنيين بالمشاركة في البطولة العالمية للألعاب المدرسية في فرنسا، من 14 وإلى غاية 22 مايو/آيار 2022، وإثر «الفضيحة» التي هزت سمعة الرياضة المدرسة الجزائرية، أوقفت وزارة الشباب والرياضة، عبد الحفيظ أيزيم، رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية « FASS» بشكل مؤقت، حسب ما ورد في الموقع ذاته».
أما صفحة «الاستاذ محمد» فجاء فيها ما يلي: «كل شجرة تعرف بثمارها، لا يقطف التين من الأشواك ولا يقطف العنب من العليق (ترجمة من عبارة بالفرنسية)، ويضيف صاحب الصفحة: «وحول هروب 11 تلميذا رياضيا جزائريا فور وصولهم إلى عاصمة لامارسييز، للمشاركة في البطولة الرياضية العالمية، حسب ما نشرته وسائل إعلام محلية وعدة صفحات التواصل الاجتماعي، بحيث وصفها الكثير من الجزائريين فضيحة هزت سمعة الرياضة المدرسية الجزائرية، وراح آخرون يطالبون بفتح تحقيق معمق موجهين أصابع الاتهام إلى وجود شبكة مختصة خططت لهروبهم.
وفي هذا الصدد نحن لا نعتبرها فضيحة ولا نؤمن بوجود مخططين لعملية الهروب، بل هناك أمران لا ثالث لهما دفعتهم للهروب، إما أن تكون أفكار شيطانية مستوردة عشعشت في عقولهم وتبخرت معها وطنيتهم، أو يكونوا خرجوا من أصلاب حركيين جزائريين خانوا وطنهم وباعوا شرفهم وبالتالي يكونون من أحفادهم، سلالة ربطهم الحنين إلى أمهم فرنسا، ففروا هاربين وهذا هو الأرجح»! مثل من كسر الطاولات وعبث بالمؤسسات التربوية، مثل من هرب في هذه السن من المتمدرسين.
لا بد من ربط الجميع في السياق العام للبلاد، في البرامج التربوية التي عرفت «إصلاحات» كثيرة ولم تسفر تلك الإصلاحات عن نتائج مرجوة، فلم يخفف حمل المحافظ، ولم يخفف من حشو البرامج دون فائدة، واعتبار المدارس كسجون للتلاميذ في غياب مساحات الترفيه والتدريب العقلي والحركي وتوسيع مهارات موازية لمهارات التعليم الأساسية، كل ذلك زاد الطين بلة، ولا بد من أخذ المسألة على محمل الجد.
مريم بوزيد سبابو
تعليقات الزوار
لا تعليقات