تقترب حكومة عزيز أخنوش، التي رأت النور بتعيينها من طرف الملك محمد السادس يوم 7 أكتوبر 2021، من إتمام 100 يوم الأولى من مدة عملها، وهي مدة لا يُمكن خلالها الحكم على تجربة حكومية بالنجاح والفشل ما دامت لا تشكل سوى 3 أشهر ونيف من عمر تجربة يفترض أن تمتد لـ5 سنوات، لكنها في الأعراف الديمقراطية تُمثل مدة كافية لأخذ فكرة أوضح عن مدى جدية الحكومات الجديدة والتزامها ببرامجها.
وفي الحالة المغربية كانت المائة يوم الأولى من الحكومة الحالية، المكونة من أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، كافية لملء سجلها بالأخطاء التي تصل أحيانا لدرجة الفضائح، ولتكوين صورة في أذهان المغاربة مفادها أن شعار "تستاهلوا احسن" الذي رفعه رئيسها عزيز أخنوش خلال الحملة الانتخابية، لا زال بعيدا عن الواقع، في ظل أن بداياتها حملت معها عناوين مثل عودة تفشي كورونا وغلاء الأسعار واحتقان الشارع بفعل الاحتجاجات على قرارات ذات طبيعة اجتماعية.
تواصل "مُنقرض" بعد الانتخابات
لا يختلف اثنان في أن إحدى أسرار النجاح الكبير لحزب التجمع الوطني للأحرار في الانتخابات العامة لـ8 شتنبر 2021، كان هو الحملة الكبيرة التي نظمها الحزب خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الصفحة الشخصية لعزيز أخنوش، الذي اعتاد تصوير فيديوهات يخاطب فيها المغاربة بشكل مباشر، وكانت آخر مرة ينشر فيها شيئا مماثلا يوم 7 شتنبر الماضي، أي يوما واحدا قبل الاستحقاقات التي ستُعلنه رئيسا للحكومة.
وكان ذاك آخر فيديو يتواصل فيه أخنوش عبر صفحته الرسمية، التي باتت مهجورة منذ ما يزيد عن 4 أشهر، وخلال هذه المدة انتقل هذا الأخير إلى الصفحة الرسمية لرئيس الحكومة، لكن منشوراتها لا تزيد عن كونها تهاني بالمناسبات الدينية والوطنية أو متابعات موجزة لأنشطة بروتوكولية أو اقتباسات من كلامه أمام البرلمان أو المجلس الحكومي، في الوقت الذي يتفادى فيه التفاعل مع أي قرار أو موضوع مثير للجدل، عكس ما كان يفعله سلفاه عبد الإله بن كيران وسعد الدين العثماني.
وأضحى غياب أخنوش عن الإعلام، بما في ذلك المنابر العمومية، أمرا ملحوظا خلال الأشهر الأولى لولايته، وهو الأمر الذي أثاره أيضا تقرير رصد حصيلة العمل الحكومي خلال الـ100 يوم الأولى، الذي أعده مرصد العمل الحكومي ومركز الحياة لتنمية المجتمع المدني، والذي لاحظ "غياب أي مبادرات أو خرجات تواصلية لرئيس الحكومة، حيث سجل غيابه شبه التام عن التواصل حول مختلف التدابير والإجراءات الحكومية، أو تقديم توضيحات فيما يخص مجموعة من الملفات والقرارات المثيرة للجدل التي اتخذتها الحكومة".
عودة الغضب إلى الشارع
ورغم أن حكومة أخنوش أتت أساسا على أكتاف مشاكل اجتماعية متراكمة في عهد حكومة سلفه سعد الدين العثماني، والتي فاقمتها جائحة كورونا، بالإضافة إلى كون رئيسها تعهد أمام البرلمان بالعمل على بناء الدولة الاجتماعية انطلاقا من النموذج التنموي الجديد، إلا أنها بدأت عهدها بإعادة الأزمات ذات الطابع الاجتماعي إلى الواجهة، وتحديدا ملف غلاء الأسعار التي ارتفعت بشكل واضح في الأيام الأولى التي تلت الانتخابات، ولأول مرة منذ سنوات عاد المغاربة للاحتجاج في الشارع ضد الغلاء.
ولكي تزيد الحكومة بسرعة إلى رصيدها مشكلة اجتماعية جديدة، صَدم وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بن موسى، الكثير من الشباب الذين تجاوز عمرهم 30 ربيعا، بقرار حرمانهم من مباريات توظيف الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية، في خطوة أدت إلى غليان في الشارع وفي الجامعات، تزامنا مع احتجاجات أخرى كان يخوضها الاساتذة المُتعاقدون من أفواج سابقة للمطالبة بإدماجهم في سلك الوظيفة العمومية.
وكانت هذه "المفاجئات" بمثابة "هدية" من الحكومة الجديدة للمغاربة، لتضع وعود أخنوش الانتخابية، ثم التزاماته أمام البرلمان خلال عرض البرنانج الحكومي، على محك المصداقية، وهو الذي كان قد تعهد يوم 11 أكتوبر 2021 بالارتكاز على عدة مبادئ توجيهية من بينها "مأسسة العدالة الاجتماعية ووضع رأس المال البشري في صلب تنزيل النموذج التنموي للمغرب، وجعل كرامة المواطن أساس السياسات العمومية، وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى وتعزيز قدرتها الشرائية".
كورونا والقرارات الغريبة
وكما كان متوقعا، تحول فيروس كورونا بسرعة إلى امتحان حقيقي لحكومة أخنوش، فهذه الأخيرة أتت في زمن الجزر في أعداد الإصابات الجديدة ومعدلات الوفايات والحالات الحرجة، وفي زمن المد في عمليات التلقيح التي جعلت المغرب الأول إفريقيا ومن بين أكثر دول العالم تلقيحا لمواطنيها، لكن الأمر ما لبث عن انقلب رأسا على عقب.
وفجأة ظهر قرار وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، بإلزامية التوفر على جواز التلقيح لولوج المرافق والفضاءات العامة، ثم قرار الجرعة الثالثة المعززة التي بدأت اختيارية قبل أن تُلح الحكومة عليها لدرجة أنها ربطت الحصول على الجواز النهائي بتلقيها، الأمر الذي جعل الكثير من الناس يعتقدون بأن الأمر يتعلق بالتراجع عن "اختيارية التلقيح"، وسط انتشار العديد من الشائعات والأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة بخصوص تبعات التطعيم التي لم تجد من الوزراء المعنيين ومن رئيس الحكومة نفسه أي مجهود تواصلي لتفنيدها، وجدت الحكومة نفسها أمام احتجاجات عمت الشارع وأدت قراراتها في المُحصلة إلى تراجع واضح في الإقبال على التلقيح.
ولكي يزداد الأمر تعقيدا، قررت الحكومة فرض الإغلاق الجوي الذي خلف وضعا مشابها لذاك الذي عاشه المغاربة خلال الأهر الأولى من الجائحة، نتيجة وجود الآلاف من العالقين خارج أرض الوطن من جهة، ومعاناة القطاع السياحي وقطاع الطيران من خسائر جسيمة، كل ذلك كان في سبيل "منع" وصول متحور "أوميكرون" إلى المملكة، لكن المعطيات الرسمية حاليا تؤكد أن أغلب الإصابات مردها لهذا الفيروس، دون أن يُفلح ذلك في إقناع الحكومة بالتراجع عن قرار منع الرحلات الجوية، دون أي تفسير.
مسلسل من الفضائح
ولا يمكن الحديث عن الأيام المائة الأولى من عمر حكومة أخنوش دون التطرق لمحطات تُصنف في خانة "الفضائح"، أولها موضوع تعيين نبيلة الرميلي في منصب وزيرة الصحة والحماية الاجتماعية، قبل أن يجري إعفاؤها بطلب من أخنوش نفسه، وفق ما جاء في بلاغ للديوان الملكي، نظرا لرغبتها في "التفرغ الكامل" لمهمتها الأخرى كرئيسة للمجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء، ليُعوضها سلفها خالد آيت الطالب، وهي الخطوة التي يكتنفها إلى حدود الآن الكثير من الغموض.
وفي نونبر الماضي جاءت الوزيرة الاستقلالية، عواطف حيار، بفضيحة جديدة، عندما عينت زوجها المقدم الخديوي، مستشارا "برتبة وزير" إثر توقيعها وثيقة تكلفه بمهام "التعاون والتنمية الاجتماعية والشؤون العامة"، التي تدخل في إطار الصلاحيات المباشرة للوزيرة ذاتها، ولجأت لذلك بعد أن منعتها الانتقادات عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي من تعيينه مديرا لديوانها، ولكي تمنح "صك الغفران" لخطوتها هذه جعلت مبررها هو التعلل بـ"مواكبة تنزيل المشاريع التي تهم القطاع، والمتضمنة في تقرير النموذج التنموي الجديد لبلادنا".
وكان أخنوش نفسه محط غضب وسخرية في أول ظهور له لتمثيل المملكة خارج أرض الوطن، حين حل بالمملكة العربية السعودية للمشاركة في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، إذ بالإضافة إلى تعثره في قراءة خطابه وانحناءته المبالغ فيها أمام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لم ينتبه رئيس الحكومة إلى أنه وضع على صدره خارطة للمملكة بدون أقاليم الصحراء، والتي كانت مرسومة على شعار القمة.
تعليقات الزوار
لاتخلطوا الحابل بالنابل
من افتى عليكم بهده التخريجة العجيبة صحيح ان الحكومة وصلت الى 100يوم مند تعينها والاوراش الإجتماعية التي كانت على رأس البرنامج الحكومي تسير وفق ماخطط لها واكتر من بينها التغطية الثحية لكل المغاربة والسجل الإجتماعي الموحد الاحتقان الوحيد والعائق الابرز في هاته الفترة للحكومة هو مشكل الاساتدة المتعاقدين الدين يطالبون بالادماج في سلك الوظيفة العمومية لاغير وتغير مستوى السن للمترشحين المقبلين على امتحانات الاساتدة لاغير اما ان هناك إحتقان إجتماعي او مضاهرات من هدا القبيل لايوجد أي شيء إلى فب مخيلة كاتب هدا المقال الدي جانب الصواب في تحليله للوضعية الإقتصادية والإجتماعية للمغرب صحيح ان هناك ارتفاع في بعض المواد الغدائية مما يضعف الوضعية الشرائية للمواطنين لكن الحكومة تعكف على تدييل هدا الفارق بدعم القدرة الشرائية للمواطنين الدين يجدون كل شيء متوفر في الأسواق التجارية الكبرى والصغرى وعند بقالات الأحياء الحمد لله ليس هناك ندرة في المواد الغدائية كل شيء متوفر ومتطلبات العيش الكريم متوفرة اللهم أدم نعمتك على المغرب وأهل المغرب للتدكير فقط فكل دول العالم تعرف إرتفاعات صاروخية في المواد الغدائية لكن الدول الحكيمة هي التي تخرج من هدا النفق بفضل سياساتها الرشيدة في تدبير الأزمة بالأفعال وليس بالأبواق الإعلامية والشعارات الفارغة والتطبيل على طبل هو في الأصل مقعور
مملكه الطركسات والروتين اليومي غاديه تخبط في الحيط ، بعد ما الحاجه كورنا قضت علي السياحه والتسول ومسح الاحديه ، وسنري مروك اليوم مهزوم ومدموم وفي خراه يعوم
اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك
اين يتجلى الاحتقان ايها الاغبياء. ليست لديكم الجرأة حتى في وضع اسم كاتب المقال. نعم في منظوركم هناك احتقان على الزيت والبطاطس والخبز ولولا تونس الشقيقة لمات المغاربة من الجوع. الله يلعن الوجه لي ما يحشم.
إلى الكرغولي صاحب التعليق الثاني
جمهورية الدعارة المقننة، الشواذ، الأطفال المتخلى عنهم في المزابل عيونهم تشبه الشناوة و أجناس أخرى، جمهورية الفقر، الجوع، العري, الكوكايين, الحبوب المهلوسة و كل الموبيقات، جمهورية الطوابير، طوابير بمئات الأمتار من أجل الحليب، الزيت، السميد، العدس، قنينة الغاز، الماء ووووو و على ذكر الماء نذرته جعلتكم تتغوطون في الأكياس البلاستكية، دولة الغاز و البترول هههه و ما زلتم تتحدثون عن أسيادكم، و البعض يختلق الأكاذيب للترفيه عن النفس و التخفيف من عقدة بلد لا يتوفر لا على غاز و لا البترول كما جاء من أكاذيب في المقال أعلاه. جمهورية طابورستان حباها الله بثروات باطنية غاز و بترول و عدد فقرائها 3 أضعاف فقراء المغرب الذي لا يمتلك لا غاز و لا بترول الله يلعن اللي ما يحشم، أيها الكرغولي إهتم قليلا بشؤؤون بلدكم الجزائر أو جمهورية طابورستان، بمعاناة شعبها، نكد العيش و ما يعاني منه من فاقة و حرمان في كل شيء و خوف، إهتم بحال المشردين في بلد الغاز و البترول، بحال المتسولين، ساكني البيوت القصديرية و قاطني الكهوف و غيرهم من المنافسين للأموات في المقابر و الآخرين الذين لم يجدوا إلا الأرض فراشا و السماء غطاءًا و الذين يسترزقون من المزابل العمومية في بلد الغاز و البترول. أما المغرب فسيبقى عقدتكم الابدية التي لا علاج لها يا الكرغولي.
مقال بدون صاحبه
من كتب هذا المقال ؟ اين الشجاعة الادبية ؟ مقال بدون توقيع صاحبه لا يمكن الا ان يكون من انتاج من يريدون السوء بالمغرب و معروفين لدى العام و الخاص فكلما حلت بهم مصيبة الا و نسبوها للمغرب و المغرب يعيش في امان و في هدوء اجتماعي الا من بعض الاخطاء العادية و الروتينية في تسيير الشان العام لكن ابدا في مستوى طوابير الزيت و البطاطا و هلم جرى
إذا كتب السفيه فكن كأنك لم تقرأ ولم يكتب
المغرب ليس بالبلد الغني.المغاربة لم يدعوا يوما أن بلدهم قوة ضاربة في السياسة والاقتصاد وجيشه من أعتى جيوش العالم وووووو….الخ… ورغم كل هذا وذاك فالمغاربة بييييييخير والحمد لله.ولهذا أقول لكاتب المقال اقول لكاتب المقال:ثكلتك أمك ياجبان. ! ! ! أنت بعيد كل البعد عن الحقيقة، أنت قلم مأجور.
كفى من التنمر على بعضكم بعضا
انا مواطن مغربي واعتز بمغربيتي. لكن لا ارضى الا ان نقول الحقيقة.المغرب يعاني من سياسات غير مبنية على دراسة للواقع. كيف يمكن ان نفسر ان المغرب هو الوحيد الذي اغلق الحدود لقتل السياحة التي هي مصدر الكثير من المغاربة. كيف نشرح عدم التزام حكومة اخنوش باجندتها الانتخابية. ارى انه يستحيل الجمع بين السياسة والاقتصاد. ونحن في المغرب كل شئ ممكن. اخنوش يجمع بين السياسة والتجارة وهو الذي كان وزيرا للفلاحة وتخلى على اجرته كوزير لي لح الملايير من تجارته المتنوعة خاصة منها المحروقات التي انتعشت كونه وزيرا. ترامب الءي كان شريرا لم يجمع بين السياسة والاقتصاد رغم توفره على اعمال تجارية كبيرة. اظن انه وجب صرف النظر عن جيراننا في الجزائر الذين يعيشون مشاكل كثيرة ايضا. ونفكر في انفسنا وفي كيفية تقويم اعوجاج سياستنا الداخلية والخارجية لما فيه مصلحة المغاربة. كما وجب الاهتمام بالعنصر البشري الذي هو عمود تنمية كل بلد. انسان غيور على بلده.
الى الاخ شعشوع
الاخ شعشوع بالله عليك كيف يكون المغرب هو الدولة الوحيدة التي اغلقت حدودها لتفادي جائحة كورونا ؟ كيف يمكن لك ان تقول مثل هذا الكلام بدون اي علم او فقط كما يقول المثل الاسباني من وراء المدرجات تتفرج احسن في مصارعة الثيران لان انتقاداتك مبنية على الانتقاد من اجل الانتقاد و لا تقدم اي حلول بل فقط سكنت الى الانتقاد لتعكس اسباب مشاكلك الشخصية نحو الاخرين وهنا ارجع الى المثل الاسباني الذي يقول نضج الاطفال حينما يتخلون عن اتهام الاباء صباحكم سعيد
اتق الله ياسام
الاخ سام كن متيقنا انه لا مشاكل لذي مع اي كاءن كان. ثانيا ماقلته هو موضوع الساعة والذي يعرفه الصغير قبل الكبير الا اذا كنت غاءبا او مغيبا لسبب ما. المغرب هو الوحيد الذي اغلق كل الحدود اضافة الى إسرائيل وارجو ان تتاكد قبل ان تطلق الكلام على عواهنه. والنتيجة التي كان مرجوة من وراء الاغلاق لم تتحقق. بل انتشر اوميكرون كالبرق. واضحى يشكل اكثر من 84 في المئة من مجموع الاصابات. قل خيرا او اصمت. اما الانتقاد بدون هدف وبدون سند لن يغيب الحقيقة.