أخبار عاجلة

الدبيبة يحذر من صراع دولي في ليبيا بسبب الأسلحة الروسية

أبدى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة الخميس مخاوف من أن يصبح بلده الواقع في شمال إفريقيا "ساحة" صراع بين الدول، في أعقاب تقارير عن نقل أسلحة روسية من سوريا بعد سقوط رئيسها بشار الأسد، بينما تسعى الأمم المتحدة لانسحاب القوات الأجنبية ومنع التدخل الخارجي كشرط ضروري من أجل التقدم نحو حل سياسي يؤدي لتوحيد مؤسسات البلاد وإنجاز انتخابات.
وقال الدبيبة خلال مؤتمر صحافي "هناك مخاوف ولا يمكن أن نرضى أن تكون ليبيا ساحة دولية تتقاطع فيها مصالح الدول الصغيرة والكبيرة".

وتكابد ليبيا للتعافي من سنوات النزاع الذي أعقب انتفاضة العام 2011 التي جرت بدعم من حلف شمال الأطلسي، وأدّت إلى الإطاحة بالديكتاتور معمّر القذافي. ولا تزال البلاد منقسمة بين حكومة معترف بها دوليا مقرّها في العاصمة طرابلس، وأخرى منافسة في الشرق تحظى بدعم المشير خليفة حفتر.
وأفادت تقارير في الأيام الأخيرة بأن القوات الروسية تنقل معدات عسكرية من قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية في سوريا إلى شرق ليبيا حيث تتلقى السلطات دعما روسيا منذ سنوات، فيما اشترط الاتحاد الأوروبي على حكام روسيا الجدد مواجهة النفوذ الروسي لإعادة العلاقات ورفع العقوبات.
وكشف مسؤولون أميركيون وليبيون أنّ روسيا تسحب أنظمة دفاع جوي متقدّمة وأسلحة متطورة أخرى من قواعدها في سوريا وتنقلها إلى ليبيا. وقال المسؤولون إنّ طائرات شحن روسية نقلت معدّات دفاع جوي، بما في ذلك رادارات لأنظمة اعتراضية من طراز إس – 400 وإس – 300. كما نقلت روسيا قوات وطائرات عسكرية وأسلحة.
وتشير تقارير الى أن معظم القوات الروسية في ليبيا الآن في قاعدة الخادم الجوية شرق بنغازي مباشرة، وقاعدة الجفرة الجوية جنوب العاصمة طرابلس، وقاعدة القرضابية الجوية بالقرب من سرت (وسط ليبيا) وقاعدة براك الشاطئ الجوية (جنوب ليبيا).
وتقع القواعد الجوية الروسية خاصة بالقرب من سرت، بشكل إستراتيجي على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ويمكن أن تلعب دوراً مهماً في حال اندلاع أيّ مواجهة، مهما كانت غير محتملة، بين حلف شمال الأطلسي وروسيا.
ويمتلك التحالف الغربي قاعدة جوية بحرية رئيسية في سيجونيلا في صقلية على بعد نصف ساعة طيران من ليبيا.
وشدّد الدبيبة على أن "لا أحد لديه ذرة من الوطنية يريد أن تأتيه قوة أجنبية تريد فرض هيمنتها وسلطتها على البلد وعلى الشعب" مضيفا "لا يمكن قبول تدخل إلاّ (في إطار) الاتفاقات بين الدول، اتفاقات للتدريب أو التعليم أو التسليح، ولكن أن تدخل قوات عنوة على الشعب الليبي فهذا نرفضه بتاتا".
وتتخوف السلطات في طرابلس أن يتم استخدام تلك الأسلحة لدعم حلفاء موسكو في شرق ليبيا بعد أن وقفت موسكو الى جانب الجيش الوطني الليبي في حربها على حكومة الوفاق الوطني السابقة سنة 2019.
وفي حين لم يؤكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عمليات نقل الأسلحة، قال وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروزيتو إن "موسكو تنقل الموارد من قاعدتها السورية في طرطوس إلى ليبيا".
ورأى في حديث لصحيفة "لا ريبوبليكا" الأربعاء أن "هذا ليس بالأمر الجيد" واصفا "السفن والغواصات الروسية في البحر الأبيض المتوسط" بأنها "دائما مصدر قلق، وخصوصا إذا كانت على بعد خطوات قليلة منا بدلا من أن تكون بعيدة ألف كيلومتر".
ومنذ الإطاحة بالأسد، لم يتضح بعد مصير القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا، قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وهما منشأتان أساسيتان للطموحات الجيوسياسية لروسيا التي تمارس من خلالهما نفوذا في الشرق الأوسط، من حوض البحر المتوسط وصولا إلى إفريقيا.
وشن حفتر بدعم من روسيا هجوما فاشلا في عام 2019 للاستيلاء على طرابلس. ومنذ ذلك الحين، حافظت موسكو على علاقات وثيقة مع الإدارة الشرقية.
وتؤكد العديد من التقارير أن الجيش الروسي استخدم ميناء طبرق لنقل أسلحة ومرتزقة من فاغنر للقتال في عدد من الساحات بما فيها منطقة الساحل الافريقي.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات