التمس المدعي العام لمحكمة نيس جنوبي فرنسا، معاقبة اللاعب الجزائري يوسف عطال بالسجن موقوف النفاذ لمدة 10 أشهر، على خلفية اتهامه بالكراهية بسبب مشاركته فيديو للداعية الفلسطيني محمود حسنات فيه دعاء على اليهود.
وجاء في طلبات ممثلة النيابة خلال محاكمة اللاعب، تسليط عقوبة 10 أشهر سجنا مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 45000 يورو مع نشر قرار المحكمة على صفحة انستغرام الخاصة باللاعب لمدة شهر كامل.
وذكرت المدعية في مرافعتها أن الفيديو الذي نشره عطال كان عنيفًا للغاية، وكان من الواضح أنه يروج للعنف ضد الإسرائيليين، على حد قولها.
وأوضحت أن “للكلمات وزن ونشر هذا النوع من الرسائل يؤدي إلى أعمال عنف حقيقية تسببت بالفعل في حزن فرنسا ودول أخرى بأكملها”.
وقالت الداعية حسنات “هذا ليس إماما معتدلًا. على عكس ما سمعته مرارا وتكرارا، لم يتم ذكر السلام في هذه الفيديو في أي وقت”.
وأبرزت أن اللاعب نشر الفيديو مع رسالة “فلسطين حرة” ووشاح باللون الفلسطيني، “في سياق يعرفه عطال جيدا”.
وتابعت تقول: “في البداية، كانت رد فعله انتهازية من خلال إزالة الفيديو بعد تبادل مع صاحب عمله (فريق نيس)”.
وأردفت “نحن نتعامل بوضوح مع شخص يرتكب أفعالًا ولا يتحملها اليوم، ولا يدرك مدى خطورة الأفعال. لا ينبغي التقليل من شأنها”.
وخلال المحاكمة، دافع عطال الذي ارتدى سترة سوداء وبدا مركزا بشدة مع القاضي، عن براءته بقوة، مشيرا إلى أنه كان يجهل مضمون الفيديو ويعتقد أنه رسالة سلام لأناس يعانون خلال الحرب”.
وأبرز الظهير الأيسر للمنتخب الجزائري: “أنا لست ضد أي شخص، أنا مجرد لاعب كرة قدم، أنا ضد الكراهية، أنا مجرد لاعب كرة قدم، لا أحاول الدخول في السياسة”.
وأكد اللاعب أنه لا يتقن جيدا اللغة العربية الفصحى، مشيرا إلى أنه قام بحذف الفيديو بعد أن اتصل به المدير الرياضي للنادي، ونشر رسالة اعتذار.
أما محامي اللاعب، أونتوان فاي، فركز على فكرة أن نشر الفيديو كان انطلاقا من الأراضي الجزائرية بمناسبة حضور اللاعب مع المنتخب الجزائري، وبالتالي لا ينطبق عليه في هذه الحالة القانون الفرنسي.
وأبرز أن “الفيديو الذي نشره عطال باللغة العربية وبدون تعليق موجه لمتابعيه العرب وليس له علاقة مع الشعب الفرنسي”.
وكانت قضية عطال قد عادت للواجهة بعد استدعاء القضاء له نهاية الشهر الماضي ووضعه في الحجز تحت النظر ثم الإفراج عنه بكفالة.
ومنذ بدء العدوان على غزة، يقع عطال في قلب حملة سياسية وإعلامية كبيرة في فرنسا، بسبب مشاركته على انستغرام مقطع فيديو للداعية الفلسطيني الشهير محمود الحسنات، خلال دعائه على إسرائيل.
واضطر عطال عقب ذلك لنشر توضيح يؤكد فيه أنه “يرفض استعمال كل أشكال العنف”. وذكر اللاعب أنه “واع أن منشوره قد صدم الكثير من الأشخاص وهو ما لم يكن قصدي وأعتذر عن ذلك”، وفق ما قال.
وأبرز في البيان الذي نشره أنه “يريد أن يوضح موقفه دون أي لبس”، مشيرا إلى أنه “يدين بشدة كل أشكال العنف، أينما كانت في العالم ويدعم كل الضحايا”. وأكد أنه لن يساند أبدا أي رسالة كراهية، مبرزا أن السلم قيمة عليا يؤمن بها بقوة.
ووصلت الضغوط على اللاعب إلى حد نشر عمدة مدينة نيس كريستيان استروزي وهو شخصية سياسية نافذة ووزير الصناعة سابقا، تغريدة تطلب من عطال عدم الانتظار لشرح موقفه وإلا سيطرد من نادي نيس.
وكتب إستروزي المعروف بميوله الصهيونية: أنتظر من يوسف عطال، إذا سمح لنفسه أن يتم استغلاله، أن يعتذر ويندد بإرهابيي حماس. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن يكون له مكانه في نادينا. كما شنت صحف رياضية كبيرة في فرنسا منها “ليكيب” حملة على اللاعب وطالبت بمعاقبته.
تعليقات الزوار
لا تعليقات