أخبار عاجلة

اشتباكات مسلحة في غريان بين مجموعات متنافسة في المدينة تخترق الهدوء الأمني في ليبيا

 قتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون بجروح في اشتباكات عنيفة اندلعت الأحد بين مجموعات مسلحة متنافسة في غريان (غرب ليبيا) وأدت إلى إغلاق مداخل المدينة، وفق ما ذكر مصدر أمني وآخر طبي.

وتخترق هذه الاشتباكات استقرار أمنيا نسبيا في غرب ليبيا الذي تديره حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها بقيادة عبدالحميد الدبيبة وتشير في الوقت ذاته إلى هشاشة الوضع الأمني.

وانفلات السلاح يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه ليبيا العالقة في خلافيات وانقسامات بين سلطتين واحدة تسيطر على شرق البلاد وأخرى على غربها، فيما الآمال معلقة على انتخابات عامة تدفع نحوها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كسبيل للخروج من أزمة سياسية شديدة التعقيد.

وتشهدل ليبيا بالفعل حراكا سياسيا في الفترة الأخيرة للوصول إلى صيغة توافقية تنهي الانقسامات وتؤسس لمرحلة جديدة لكن هذا المسار يبدو شديد التعقيد وصعب الانجاز في ظل وجود عدد كبير من الميليشيات المسلحة وعلى ضوء تركيبة اجتماعية تحكمها في معظم الأحيان القبلية والمناطقية.

وقال مصدر أمني بمديرية أمن غريان إن "اشتباكات اندلعت على نحو مفاجئ بين مجموعات مسلحة داخل المدينة منذ ساعات الصباح الأولى"، موضحة أن هذه الاشتباكات "تسببت في مقتل أربعة أشخاص وسقوط عدد من الجرحى".

من جهته أكد مصدر طبي في مستشفى غريان العام إحصاء أربعة قتلى وأكثر من عشرة جرحى جراء الاشتباكات.

وأضاف المصدر نفسه "بسبب الاشتباكات التي لا تزال متواصلة لكن بشكل متقطع، فإن مداخل ومخارج غريان أغلقت، خوفا على حياة المارة والمتنقلين من وإلى المدينة" الجبلية التي تقع على بعد مئة كيلومتر جنوب غرب العاصمة الليبية.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا لم يتسنى التأكد من صحتها، تظهر عشرات المسلحين يتجولون في المدينة وعددا من المركبات والمدرعات العسكرية مشتعلة بالنيران بعد إصابتها. ولم تصدر حكومة طرابلس التي يرأسها الدبيبة والتي تقع غريان تحت سيطرتها أي تعليق على الاشتباكات.

وليست هذه المرة الأولى التي تطرق فيها توترات أمنية خطيرة غرب ليبيا إذ تحدث من حين إلى آخر اشتباكات مسلحة تسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتؤجج في الوقت ذاته أحقادا بين ميليشيات مسلحة أو بين مجموعات يحكم تحركها الولاء لهذه الجهة أو تلك.

وفي أغسطس/اب اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية طرابلس مما تسبب في مقتل 55 شخصا وإصابة العشرات وتعليق الرحلات الجوية إلى مطار المدينة الرئيسي وتعليق الدراسة في جامعة طرابلس.

واندلعت تلك المواجهات بعد القبض على قائد كبير بأحد الفصائل المسلحة على يد فصيل منافس ما يشير إلى أن الميليشيات والسلاح المنفلت والمرتزقة لا يزالون أكبر تحد أمام الجهود الأممية والإقليمية لإحلال السلام وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية والوصول لتنظيم انتخابات.

وباتت الميليشيات المنفلتة أكبر معضلة لسكان العاصمة وغرب ليبيا حيث أن الحد من نفوذها لا يزال مشكلة كبيرة تواجه البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية ومصدر في اللواء 444 حينها إن جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب احتجز محمود حمزة قائد اللواء 444 الذي يسيطر على جزء كبير من طرابلس في مطار معيتيقة في اطار الصراع على النفوذ وتصفية الحسابات.

وتشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنافس على السلطة حكومتان، تسيطر الأولى على غرب البلاد ومقرّها طرابلس ويرأسها الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، بينما تسيطر الثانية على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات